وزارة الثقافة والإعلام تقر لائحة الأندية الأدبية بعد نقاشات استمرت 3 سنوات

تتيح للمثقفين السعوديين إدارة ومراقبة مؤسساتهم الثقافية عبر الانتخابات

النادي الأدبي في جدة (تصوير: غازي مهدي)
TT

اعتمد وزير الثقافة والإعلام السعودي، الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه، أمس اللائحة الأساسية للأندية الأدبية، واللوائح الداخلية المصاحبة لها، وقال الدكتور عبد الله الجاسر، وكيل وزارة الثقافة والإعلام المكلف بوكالة الوزارة للشؤون الثقافية، إن فريقا من المثقفين السعوديين بالتعاون مع متخصصين في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية أعد مواد اللائحة الأساسية ولوائحها الداخلية المصاحبة، مسترشدين باللائحة الأساسية التي تعمل على ضوئها الأندية الأدبية في السعودية في الفترة الحالية، آخذين في الاعتبار كل الملاحظات والمرئيات والمقترحات التي تلقتها وزارة الثقافة والإعلام طيلة الفترة الماضية.

وستمهد اللائحة الجديدة التي أقرت أمس الطريق أمام المثقفين والأدباء السعوديين لفتح باب عضوية للأندية الأدبية، والمشاركة في الجمعيات العمومية التي سيتم عبرها تشكيل مجالس إدارات الأندية الأدبية عن طريق الانتخاب، ومجالس الإدارة المنتخبة تحدد الرئيس ونائب الرئيس ومهام أعضاء مجلس إدارة النادي، وسيكون أعضاء مجلس الإدارة محاسبين من قبل الجمعية العمومية ومراقبين من الوسط الأدبي والثقافي وليس من قبل وزارة الثقافة والإعلام.

وتشير معلومات تلقتها «الشرق الأوسط» حول اللائحة إلى أنها تتعامل بدقة كبيرة في مسألة عضوية الأندية الأدبية حيث تشترط النشاط الأدبي (الشعر، والنقد، والقصة، والرواية، وغيرها من الأجناس الأدبية) وليس فقط النشاط التخصصي لنيل العضوية، مما سيخرج كثيرا من المحسوبين على الوسط الثقافي من دائرة المثقفين الذين ستؤطر لهم اللائحة إدارة مؤسساتهم الثقافية.

ومرت عملية إقرار لائحة الأندية الأدبية بعدد من النقاشات تمت على مستوى الأندية قبل ثلاث سنوات، كما تمت مناقشة اللائحة قبل أن تأخذ شكلها النهائي من قبل رؤساء الأندية الأدبية قبل نحو عامين وعلى مدى ثلاثة أيام في اجتماع دعت له وزارة الثقافة والإعلام في مدينة نجران حضره رؤساء الأندية الأدبية ومسؤولون من وزارة الثقافة والإعلام.

وأضاف الجاسر أن وكالة الوزارة للشؤون الثقافية قامت بمناقشة هذه اللائحة بعد إعدادها من قبل جميع مجالس إدارات الأندية الأدبية في السعودية، وأخذت مرئياتهم ومقترحاتهم، ثم أعيد بناؤها وتنقيحها بشكل نهائي.

وأوضح الجاسر أن وزير الثقافة والإعلام وجه بتشكيل لجنة داخل وكالة الوزارة من أجل دراسة الجوانب المالية والإدارية والقانونية بمشاركة مجموعة من المثقفين وأهل الدراية والخبرة حتى تم الوصول إلى إعدادها بشكلها النهائي.

وأشار الجاسر إلى أن اللائحة الأساسية للأندية الأدبية التي اعتمدت أمس من قبل وزير الثقافة والإعلام تتكون من 39 مادة تركز في بدايتها على بعض التعريفات والمصطلحات، والأهداف الأساسية للائحة، ووسائل تحقيق هذه الأهداف والعضوية وحقوق العضو العامل وواجباته، وحقوق العضو المشارك وواجباته، وحقوق العضوية الشرفية وواجباتها، وانتهاء العضوية، والجمعيات العمومية للأندية الأدبية، وتحديد اجتماعاتها العادية والاستثنائية، وبنود أخرى في اللائحة تختص بمجالس الإدارات، وتكوينها، وطبيعة ومهام عملها بما في ذلك مهام هيئة مجلس الإدارة، ومسؤولي الأندية الأدبية الإداريين والماليين، وأحكام عامة أخرى تضمنتها اللائحة الأساسية.

وأفاد وكيل وزارة الثقافة والإعلام المكلف بالشؤون الثقافية بأن اللائحة الأساسية تتبعها لوائح فرعية أخرى تتعلق بالجوانب الإدارية والمالية.

وأكد الجاسر على حرص وزارة الثقافة والإعلام واهتمامها بأن تكون اللائحة الأساسية للأندية الأدبية ولوائحها الفرعية الأخرى معدة بشكل متقن، آخذة في الاعتبار الملاحظات والمقترحات والمرئيات التي جاءت من خلال التطبيق العملي للائحة الأساسية للأندية الأدبية الحالية، بحيث تكون اللائحة الجديدة معبرة عن تطلعات وطموحات المثقفين والمثقفات في السعودية.

وقال وكيل وزارة الثقافة والإعلام إن وكالة الوزارة للشؤون الثقافية تلقت توجيهات من وزير الثقافة والإعلام باعتماد اللائحة الجديدة والعمل على متابعة تنفيذها، مع رصد أي ملاحظات قد تطرأ أثناء العمل بها لدراستها مستقبلا من أجل أن تكون هذه اللائحة الأساسية ملبية لمتطلبات وحاجة الأندية الأدبية في المملكة ضمن الإطار العام لاستراتيجية التنمية الثقافية السعودية.

إلى ذلك اعتبر جبير المليحان، رئيس «نادي المنطقة الشرقية الأدبي» أن إقرار اللائحة وتطبيقها يمهد لتكريس الأندية الأدبية كمؤسسات مجتمع مدني، تدار من قبل المثقفين السعوديين ويكون الإشراف عليها وعلى نشاطاتها من قبل المثقفين والجمعيات العمومية.

وبين المليحان أن التوقعات تشير إلى أن بداية تطبيق اللائحة سيكون على الإدارات الحالية للأندية الأدبية، وبعد ذلك سيفتح باب العضوية للذين تنطبق عليهم الشروط التي تم تحديدها، وبعد ذلك تعقد الجمعيات العمومية لاختيار مجالس إدارات الأندية للمرحلة المقبلة.وسيكون مجلس الإدارة المنتخب بحسب المليحان مسؤولا أمام جمهور المثقفين عن تنفيذ برنامجه الانتخابي الذي طرحه في انتخابات الجمعية العمومية للنادي.