بدء استخدام التشخيص عبر العين لأول مرة في السعودية

حسنين يؤكد دقة تشخيص «القزحيّة» بنسبة 90% ووصولها إلى مناطق نائية من جسم الإنسان

تحولت العين بعد تطوير تقنية التشخيص عبرها إلى أداة لمعرفة الأجزاء المريضة في الجسم
TT

نجحت تجارب طبية في السعودية لتطبيق نظريات وفرضيات علمية تم التوصل إليها وتسجل نجاحا في تقديم معلومات تفصيلية طبية عن حالة أجزاء الجسم عبر الكشف عن دائرة صغيرة جدا متمثلة في «قزحيّة العين».

ولعل تطويع التقنيات الإلكترونية الحديثة جعل من مهمة الكشف عن سائر أعضاء الجسد من خلال العين أمرا وارد، وذلك من خلال فحص بسيط يعطي تقريرا كاملا عن وظائف الجسم ككل ومعرفة أي خلل يحدث أو مرض من خلال قزحية العين.

وبدأت في السعودية لأول مرة استخدامات التشخيص عبر قزحية العين، إذ كشف الدكتور صلاح حسنين أستاذ طب العيون في جامعة الملك سعود ومدير مستشفى الصفوة، أنه بعد ملاحظات دقيقة بدأها قبل أكثر من 15 عاما حول الأمراض وعلاقتها بقزحية العين، جاءت النتيجة الباهرة بوجود علاقة بين القزحية ومعرفة الأمراض من خلالها.

وقال أستاذ طب العيون في جامعة الملك سعود، خلال مؤتمر صحافي عقد أول من أمس، إنه عندما تنظر في قزحية عين شخص ما، فأنت لا تنظر إلى قزحية العين بالذات وإنما تنظر إلى شاشة تخبرك عما يجري في أنحاء الجسم، مثلما يحدث عندما تنظر إلى شاشة تلفاز فإنك لا تنظر إلى الشاشة وإنما تخبرك هذه الشاشة عن طريق الكاميرات عما يجري في المناطق النائية من الدنيا.

واستطرد مدير مركز الصفوة الطبي أن ذلك التشبيه ينطبق على قزحية العين، فما تراه فيها يحمل صورا لما يحدث في المناطق النائية من الجسم، مضيفا أن الدماغ يعرف كل ما يجري في كل منطقة من الجسم بالتفصيل عن طريق شبكة أعصاب تفوق في تعقيدها أي مفاعل ذري أو سفينة فضاء، وتغطي كل مناطق الجسم قريبها وبعيدها، هذه المعلومات تلخص حالة الأعضاء الحيوية بما فيها أي اضطرابات أو تغيرات لأنسجة الجسم التي تسبق عادة مرحلة الأمراض والأعراض وتهيئ لها طرق العلاج بأيدي متخصصين.

وأوضح حسنين أن هذا النوع من الكشف بدأ يشهد إقبالا واسعا من الناس والمراجعين، لكنه أكد أن «هذا الكشف لا يعتبر بديلا للمناظير والتحاليل المخبرية لأن المريض قد يحتاج إلى منظار للأمعاء لمعالجة قرحة، أو منظار للقلب لمعالجة انسداد، وهو ليس بديلا للطب الموجود حاليا وإنما أداة تشخيصية دقيقة وسهلة لتشخيص حالة الأعضاء الحالية ومراقبتها في المستقبل، وهو مكمل للفحوصات الموجودة، خاصة للأطفال والمرأة الحامل، بأسرع وقت وأسهل طريقة. وهذا يعتبر تشخيصا جديدا وسهلا ولكنه لم يفعّل في مستشفيات السعودية ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، ونحن في مستشفى الصفوة نعمل بهذا النظام باعتباره مهما وسهلا وعلما جديدا يعطي تقريرا مفصلا عن وظائف الجسم وكيفية أدائها بأسهل الطرق».

وحول حجم أمراض العين في دول الخليج والسعودية قال حسنين إن الأمراض والأعراض كثيرة، فهناك الطقس القاسي من الحرارة والأتربة وأشعة الشمس فوق البنفسجية العالية التي تؤدي إلى حدوث أمراض كثيرة للعين مثل الحساسية والجفاف وعتمة القرنية والمياه البيضاء المبكرة، وبسبب عدم قيام المرضى بالفحص الدوري للعيون وخاصة في حالات مرض السكر وارتفاع ضغط العين والحول، فإننا نجد حالات متطورة جدا يصعب علاجها بالطرق العادية.