أكثر من 4 ملايين طالب وطالبة يبدأون غدا آخر اختبارات نهائية على المناهج القديمة

المناهج الحديثة تطبق في العام الدراسي القادم

وزارة التربية حرصت على تهيئة أجواء مثالية لاختبارات نهاية العام («الشرق الأوسط»)
TT

كشف لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول في وزارة التربية والتعليم أن اختبارات الفصل الدراسي الثاني للعام الحالي ستكون آخر اختبارات يؤديها الطلاب والطالبات في السعودية على المناهج الدراسية القديمة، مشيرا إلى أن العام الدراسي القادم سيشهد بدء تطبيق المناهج التعليمية الجديدة في كافة المدارس.

يأتي ذلك في الوقت الذي يستعد فيه نحو أربعة ملايين طالب وطالبة في السعودية من المرحلتين المتوسطة والثانوية يوم غد السبت لبدء اختبارات نهاية العام الدراسي الحالي، فيما سيخضع طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية إلى مجموعة من الحصص الإثرائية لحل مشكلة صعوبات التعلم لدى بعضهم وإتقان المهارات التي لم يتقنوها خلال فترة التقويم المستمر في الفصل الدراسي الثاني.

عملية التقويم المستمر التي تطبق في المرحلة الابتدائية منذ نحو ثلاثة أعوام، شهدت خلال الفترة الماضية آراء متباينة حيال استمرارها من عدمه، حيث طالب تربويون وخبراء بإيقافها والعودة للنظام السابق، مستندين في مطالبتهم إلى الضعف الواضح في جوانب القراءة والإملاء لمخرجات المرحلة الابتدائية.

وهنا، نفت وزارة التربية والتعليم أي توجه لإلغاء عملية التقويم المستمر، مشيرة إلى أنه سيتم التعامل مع جوانب النقص والقصور بهدف تلافيها مستقبلا، وذلك بحسب ما أوضحه لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول في وزارة التربية والتعليم.

إلى ذلك، أنهت الإدارة العامة للتربية والتعليم للبنين في محافظة جدة كافة استعداداتها للوقوف على سير الاختبارات في مدارس المحافظة للعام الدراسي الحالي، التي تشهد تقدّم ما يقارب نصف مليون طالب وطالبة في المرحلتين المتوسطة والثانوية للاختبارات. وأوضح لـ«الشرق الأوسط» عبد الله الثقفي مدير إدارة التربية والتعليم للبنين في جدة أنه تم توجيه جميع مديري المدارس المتوسطة والثانوية لتهيئة البيئة المدرسية المناسبة للطلاب وتوفير الاحتياجات اللازمة وذلك بهدف ضمان سير الاختبارات بالشكل المخطط له.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «اتخذت إدارة التربية والتعليم كافة الإجراءات لضمان تأدية الطلاب اختباراتهم بيسر وهدوء بعيدا عن القلق والتوتر المصاحب عادة للاختبارات».

وأشار إلى أنه تم إعداد خطة إشرافية يومية طيلة أيام الاختبارات، والمتضمنة زيارة نحو 370 مشرفا تربويا في كافة التخصصات للمدارس ومتابعة سير الاختبارات واحتياجات المدارس والتعاون مع مديريها ومعلميها بما يحقق نتائج إيجابية تنعكس على الطلاب في أداء اختباراتهم التي تهدف إلى قياس مدى ما اكتسبه الطلاب من مجموع المعارف والعلوم التي تلقوها طوال الفصل الدراسي وتقويم ذلك. فيما تستقبل مدارس البنات في الرياض صباح يوم غد السبت ما يقارب 205 آلاف و442 طالبة في المرحلتين المتوسطة والثانوية لتأدية امتحانات الفصل الدراسي الثاني، وذلك بعد انتهاء طالبات المرحلة الابتدائية من التقييم المعد لهن. وكشفت الدكتورة سلوى الزامل مديرة إدارة الاختبارات والقبول عن تشكيل لجنة في الإدارة تحت مسمى «لجنة التنسيق» وذلك بعد إدخال النظام المركزي الجديد لاختبارات طالبات الصف الثالث الثانوي.

وأبانت أن إدارة الاختبارات والقبول قامت بالتعاون مع شعبة نظم المعلومات والدعم الفني بتدريب مديرات المدارس الثانوية ومدخلات البيانات ووحدات الاختبارات والقبول في المكاتب الـ9 على هذا النظام المركزي.

وأضافت: «تم تشكيل ثلاث لجان تتمثل في اللجنة المركزية لتدقيق نتائج الثانوية العامة ولجنة الثانوية العامة، ولجنة الدعم الفني في إدارة التربية والتعليم لتتولى مسؤولية تدقيق الدرجات واحتساب النتائج وطباعة الشهادات وتسليمها للطالبات». وأشارت إلى وجود تواصل مستمر بين المدارس والإدارة العامة لتقنية المعلومات في وزارة التربية والتعليم من خلال البريد الإلكتروني المخصص لحل أي مشكلة أو طارئ يقابل المدارس في إدخال بيانات الطالبات أو درجات الاختبارات. بينما لفت الدكتور محمد العمران المدير العام للتربية والتعليم للبنات المكلف في الرياض إلى ضرورة اتخاذ كافة الترتيبات اللازمة لأداء الاختبارات، وذلك بتزويد جميع المدارس بما تحتاجه من مستلزمات، بالإضافة إلى تهيئة المناخ المناسب للطالبات.

وأفاد بأنه تم تكليف عدد من المشرفات التربويات للقيام بجولات ميدانية على المدارس من أجل الاطلاع على سير الاختبارات ورفع التقارير اليومية عنها، مشددا على أن تكون فترة الاختبارات تأهبا كاملا يركز فيه عليها، إلى جانب تسخير جميع الجهود لتكون النتائج منضبطة ودقيقة.

من جهتها، أوضحت الأميرة هدى بنت محمد بن عياف المساعدة للشؤون التعليمية في إدارة التعليم للبنات بمنطقة الرياض أن الاستعدادات لاختبارات المرحلتين المتوسطة والثانوية التابعة لإدارة التربية والتعليم في منطقة الرياض تسير وفق ما خطط لها على ضوء اللوائح والتعاميم المنظمة لذلك.

جوهرة بنت عبد الرحمن الجريسي مديرة إدارة الإشراف التربوي في منطقة الرياض، ذكرت أن الاستعدادات سبقت فترة الاختبارات بمدة كافية من خلال متابعة تفعيل خطة المراجعة في المدارس من قبل المشرفات التربويات بمكاتب التربية والتعليم، إلى جانب عقد اجتماعات لتنظيم سير العمل بالمشاركة مع الإدارات ذات العلاقة، وذلك تحقيقا للتكامل في العملية التربوية والتعليمية.

يأتي ذلك في وقت شاركت فيه إدارة الاختبارات والقبول في الاجتماع بمديرات مدارس المرحلة الثانوية لتوضيح دور مديرة المدرسة والمشرفة التربوية قبل وأثناء فترة الاختبارات، إضافة إلى إصدار تعميم شامل لجميع مدارس المرحلتين المتوسطة والثانوية يتضمن تعليمات الاختبارات للفصل الدراسي الثاني بدوريها الأول والثاني.

وتضمن التعميم التأكيد على ضرورة التهيئة والاستعداد للاختبارات مع تحري الدقة في توزيع المهام والمسؤوليات المرتبطة بهذه الفترة التي تعد المحصلة النهائية لمخرجات العملية التربوية والتعليمية، عدا عن أهمية المتابعة والإشراف على تفعيل المناوبة خلال فترة الاختبارات والمتضمنة المناوبة الصباحية وبين الفترتين وبعد الاختبارات إلى خروج الطالبات من المدارس، إضافة إلى استمرار المناوبة حتى يوم تسليم النتائج على الطالبات. وفي سياق متصل، أكدت حصة الفارس مديرة إدارة الصحة المدرسية على الدور الهام للوحدات الصحية المدرسية أثناء فترة الامتحانات، وذلك من خلال الخدمات التثقيفية والصحية التي تقدمها للطالبات وتنفيذ برامج توعوية تهدف إلى تهيئة الطالبة نفسيا وجسديا لأداء الامتحان، عدا عن إلقاء محاضرات وتوزيع نشرات ومطويات في المدارس والتي تتحدث عن ما يجب على الطالبات فعله قبل الاستذكار الجيد لتبديد قلق الامتحانات.

وأضافت: «من الضروري قيام الوحدات الصحية المدرسية بتشكيل فرق طبية إسعافية مجهزة ومتكاملة للزيارات الميدانية بهدف مراقبة الوضع الصحي للطالبات أثناء سير الامتحانات والتأكد من أدائهن لها في بيئة صحية ملائمة وتقديم الإسعافات الأولية التي قد تحدث في المدارس».

وشددت على أهمية وجود فرق طبية ثابتة داخل الوحدات الصحية لاستقبال الحالات المرضية من طالبات ومنسوبات وتقديم الخدمات العلاجية لهن، وتخصيص هاتف موحد في الوحدة وموظفة مسؤولة للرد على اتصالات المدارس والتبليغ عن الحالات الطارئة.

إلى ذلك، تشهد المدينة المنورة يوم غد أيضا توجه أكثر من 162 ألف طالب لأداء اختبارات نهاية العام الدراسي في مختلف مدارس التعليم ومعاهد التربية الخاصة والتعليم الأهلي بالمنطقة.

وبيّن الدكتور تنضيب الفايدي المدير العام للتربية والتعليم في منطقة المدينة المنورة أن أكثر من 11 ألف معلم مستعدون للاختبارات في 680 مدرسة وذلك من خلال تهيئة الأجواء الملائمة للطلاب وضمان تأديتهم لاختباراتهم بيسر وسهولة. وأوضح أن فترة الاختبارات تعد جزءا من العملية التعليمية والتحصيلية، الأمر الذي يفرض على جميع أطراف العملية التربوية والتعليمية تهيئة أجواء تلك الفترة بكل متطلباتها، لافتا إلى أن إدارة الاختبارات والقبول نفذت جملة من اللقاءات مع مديري مدارس المرحلة الثانوية لمناقشة آلية الاختبارات.

واستطرد في القول: «تم إصدار تعميمات للمدارس بضرورة الإطلاع والتقيد بما جاء في لائحة الاختبارات ومتابعة آلية تدقيق كشوف الدرجات، إلى جانب توفير الإدارة العامة مرجعية إلكترونية عبر البوابة الإلكترونية من أجل مساعدة المدارس في كل ما يتعلق بإجراءات الاختبارات».

وأكد المدير العام للتربية والتعليم في منطقة المدينة المنورة على وجود تنسيق مع الجهات المختصة لتسهيل عملية اختبارات الطلاب المنومين بالمستشفيات، ومخاطبة المدارس والتأكيد على تحديث قاعدة البيانات الخاصة بالمدرسة والمتعلقة بالاختبارات وتزويد إدارة الاختبارات والقبول بنسخة منها، إلى جانب التشديد على مديري المدارس بتسليم نتائج جميع الطلاب قبل تمتعهم بالإجازة.