ثانوية بالجوف تستعين بشركة حراسات لضبط الحركة الأمنية خلال الاختبارات

مدير التعليم يلوح باستدعاء مديرها للتحقيق.. والأخير يؤكد أن العقد تم بصفة شخصية

TT

تأتي فترة الاختبارات النهائية لطل اب التعليم العام في السعودية، بأوجه اهتمام مختلفة تتشابه مشاهدها عند الجميع، وتتسبب في حالة استنفار تبدأ من البيت إلى المدرسة.. لكن أن يصاحب ذلك حالة استنفار أمنية خارج أسوار المدرسة، فهذا يعني أن فترة الاختبارات أصبحت مستهدفة أيضا لإثارة الشغب من قبل المراهقين خصوصا.

فبعد أن اتخذ طلاب المتوسطة والثانوية على وجه الخصوص من ممارسة الشغب تعبيرا جماعي لهم بعد انقضاء ليلة كاملة من المراجعة والمذاكرة لدروسهم، واستعدادا لاختبارات اليوم الذي يليه، لم يجد مدير إحدى مدارس منطقة الجوف شمال السعودية، حلا أمامه سوى الاستعانة بشركة حراسات أمنية لضبط الحالة الأمنية العامة أمام مدرسته بعد فراغ الطلاب من أداء اختباراتهم.

وأصبحت الفترة التي تعقب أداء الطلاب لاختباراتهم منذ عدة سنوات، وقتا خصبا لممارسة الشغب أمام المدارس وما يتبعه من استهزاء للمارة ولعب بالسيارات «تفحيط» ومشاجرات بين الطلاب.

سعد الشامخ مدير مدرسة الجوبة في منطقة الجوف أكد لـ«الشرق الأوسط» خلال اتصال هاتفي، بأن التعاقد مع «الصقور الساهرة» التابعة لمؤسسة «الكايد»، وهي شركة حراسات أمنية، يأتي في إطار التعاون مع الجهات الأمنية، وما تقوم به من دور وقائي وتنظيمي فقط دون أن يكون تنفيذيا، وذلك أثناء فترة أيام الاختبارات لمدة عشرة أيام مقابل مبلغ مالي.

التعاقد مع عناصر أمنية مدنية، لا يعني فقدان الثقة بالجهاز الأمني الحكومي. وطبقا لمدير المدرسة فإن تلك العناصر ستتعامل في حالة حدوث أي ملاحظة أمنية من تفحيط أو مشاجرات. وبحسب التربوي الشامخ، فإن التعاقد مع هذه المؤسسة الأمنية، جاء في خارج إطار التعامل الرسمي، وتمت الكتابة فيه بصفة شخصية باسم مدير المدرسة وجاء التمويل من الهيئة الادارية والفنية.

وبرر قيامه بهذه الخطوة «بسب عدم وجود تكثيف أمني يمنع مثل تلك التجاوزات من قبل تلك الفئة». لكنه أشار إلى أن هذا الإجراء من قبل إدارة المدرسة «لا يعني أنه بديل عن الجهات الرسمية»، وأضاف بأن «طلبة مدرسة الجوبة من خيرة طلاب المنطقة وبأن الإزعاج يأتي من مدارس أخرى من طلاب الثانوية».

هذه الخطوة التي أقدمت عليها هذه الثانوية، وعلى الرغم من أنها ستسهم في ضبط الحالة العامة في محيط المدرسة، كما هي حال المساجد التي تقوم بمثل هذا العمل في المواسم الدينية، لم ترق إلى مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الجوف، والذي علق في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» على هذه الخطوة، بأنه ليس لديه أي علم بهذا العقد وبأنه لا يوجد لدى الوزارة أي بند ينص على تنفيذ مثل هذا الإجراء. وتوعد مدير التعليم بالجوف، باستدعاء مدير المدرسة لمساءلته عن هذا التصرف دون الرجوع لإدارة التعليم.