كشفت أكاديمية متخصصة بتحقيق القيادة الآمنة في جدة عن تنفيذها دورات مجانية في القيادة الآمنة تستهدف المعوقين، وسائقي العائلات وكل أفراد الأسرة، حتى غير السائقين منهم، بهدف نشر التوعية المرورية لدى أفراد المجتمع تخفيضا لفاتورة حوادث السير في السعودية التي تجاوزت بحسب إحصاءات منشورة مبلغ 20 مليار ريال سنويا، فضلا عن الوفيات.
وأوضح وديع عشقي، نائب الرئيس للتطوير الاستراتيجي للأعمال بمجموعة «زينل» القابضة والمشرف على أكاديمية «صفرا للقيادة الآمنة»، التي أنشأتها المجموعة في إطار برامج خدمة المجتمع، أن التجارب أكدت على ضرورة ألا يقف التدريب على السائقين فحسب، بل ينبغي أن يتعداه إلى الركاب أيضا، للتأكيد على فرض الأمن في الطرق الداخلية والسريعة على حد سواء.
وأشار إلى أهمية تهيئة إمكانات ذوي الاحتياجات الخاصة الذين باستطاعتهم القيادة عبر سيارات مخصصة لهم، حيث تمنحهم الثقة الكاملة في القيادة، مع ترسيخ مفاهيم آداب وضوابط السير، وقال: «إن تطبيق الدورات يعود بانعكاسات اقتصادية إيجابية على المجتمع حيث تنخفض فواتير الصيانة التي تتطلبها السيارات التي تتعرض إلى الحوادث»، مبينا أنها عائدات غير منظورة.
وأكد عشقي على ضرورة تدريب المعاقين على قيادة السيارات المعدلة وكيفية استخدامها وفحص مدى قابلية ذوي الاحتياجات الخاصة للقيادة، كذلك إعادة تقييمهم بعد حدوث الإعاقة بما يتضمن تقييم الوظائف الجسمية والوظائف الذهنية والإدراكية، وبناء على هذا التقييم ينصح المعاق بالقيادة مع المؤسسات المخولة بمنحه الترخيص.
ودعا إلى أهمية تخصيص مواقف لسيارات المعاقين في جميع مواقف السيارات العامة والخاصة وفي أماكن مناسبة يسهل الوصول منها وإليها وأقرب ما تكون من مداخل ومخارج الأماكن التي يرتادها المعاقون، بالإضافة إلى وجوب توضيح المواقف الخاصة بهم وذلك باستخدام الشعار الخاص بهم.
وقال عشقي: «شهدت السنوات الأخيرة في السعودية تزايدا كبيرا في الطلب على السيارات المجهزة لأصحاب الإعاقات الحركية، وأصبحت مجالا لتنافس الشركات لما فيه صالحهم وتوفير أوسع مجال ممكن للاختيار من بين السيارات التي تمكنهم من القيادة بسهولة، ويحمل الإقبال الكبير على تجهيز سيارات المعاقين رسالة واضحة الدلالة على زيادة نسبة تمثيلهم ومشاركتهم الاجتماعية، ورغبتهم في إثبات وجودهم والتأكيد على أنهم يمكنهم إفادة المجتمع الذي ينتمون إليه».
وأشار إلى أن هناك عدة تعديلات يمكن إضافتها إلى السيارة حسب نوع الإعاقة لكي يستطيع المعاق الدخول والخروج منها بسهولة، ومن ذلك جهاز رفع الكرسي المتحرك الذي يمكن المعاق من رفع كرسيه المتحرك آليا من دون الحاجة إلى أحد يعاونه وطيه ووضعه داخل الصندوق الموجود على أرضية السيارة.
يذكر أن الأكاديمية تهدف إلى نشر الوعي فيما يتعلق بالسلامة أثناء القيادة بتقديمها دروسا مجانية للقيادة الآمنة لمجموعات مختلفة في المجتمع، وتركز دروسها على تعليم كل من النساء والرجال بقواعد السلامة على الطريق بالتركيز على أساسيات تم تجاهلها من قبل السائقين والركاب.