السجون تطبق نظام التعليم العالي داخل الإصلاحيات

بلغ عدد طلاب المرحلة الجامعية 34

TT

تعتزم المديرية العامة للسجون في السعودية خلال الفترة المقبلة تطبيق نظام التعليم الجامعي المنتظم داخل الإصلاحيات، وذلك بعد نجاح تجربة سجن القصيم الذي شهد العام الماضي افتتاح فصل دراسي لتخصص الدراسات الإسلامية بالتعاون مع جامعة القصيم، في ظل بلوغ عدد طلاب التعليم العالي داخل السجون ما يقارب 34 طالبا.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول في المديرية العامة للسجون أن جامعة القصيم والقائمين عليها أبدوا تعاونا كبيرا لإنجاح تلك التجربة، لافتا إلى أن الرغبة في التعليم بالسجون تعد ملحة وحجر زاوية يحتم ضرورة التعاون مع الجامعات الأخرى.

وقال النقيب عبد الله العزاز الناطق الإعلامي بالمديرية العامة للسجون خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «تعتبر تلك العملية متغيرة وتخضع لأنظمة الجامعات نفسها، فضلا عن أن تلك الجامعات عادة ما تخصص مقاعد مجانية لنزلاء ونزيلات الإصلاحيات، في حين تدخل المديرية العامة للسجون ضمن مفاوضات مع بعض الجامعات لتخفيض رسوم الدراسة لهؤلاء النزلاء بنظام الانتساب بهدف تخفيف العبء على أهاليهم حيال دفع التكاليف».

يأتي ذلك في وقت تقدّم فيه نحو 3052 دارسا ودارسة لاختبارات العام الدراسي الحالي، من بينهم 723 طالبا في المرحلة التعليمية للكبار ومحو الأمية، و962 آخرون للمرحلة المتوسطة، بينما بلغ عدد طلاب المرحلة الثانوية ما يقارب 1214 طالبا، إلى جانب 153 طالبة للتعليم النسوي في كل إصلاحيات السعودية.

وكشف لـ«الشرق الأوسط» النقيب عبد الله العزاز عن بلوغ عدد المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم والموجودة داخل السجون في السعودية نحو 119 مدرسة يقوم عليها ما يقارب 827 معلما ومعلمة لتدريس طلاب وطالبات الإصلاحيات طيلة العام.

وأضاف: «غالبا ما يتم إعطاء الطلاب والطالبات فرصة كاملة للاستذكار في ظل تعاون المعلمين والمعلمات معهم وتهيئة الأجواء المناسبة لذلك، لا سيما أن مشاركاتهم في الأنشطة الموجودة بالسجون اختيارية وليست إجبارية، فضلا عن مراعاة القائمين عليها لأوضاع الطلبة قبل الاختبارات».

وحول تلقي هؤلاء الطلبة والطالبات تعليمهم الجامعي، أفاد المتحدث الإعلامي باسم المديرية العامة للسجون بأن هناك تعاونا من قبل مديرية السجون مع عدة جامعات في السعودية من ضمنها جامعة القصيم وحائل والملك عبد العزيز بجدة والملك سعود والإمام بالرياض، إلى جانب الباحة ونجران.

واستطرد في القول: «تتيح تلك الجامعات فرصة تعليم الطلبة والطالبات بنظام الانتساب أو التعليم عن بعد من خلال معامل الحاسب الآلي الموجودة والمجهزة داخل السجون، فضلا عن تطبيق برنامج الدراسة المنتظمة داخل سجن القصيم وفق ترتيبات تتضمن حضور الأكاديميين لتدريس الطلاب في الفصل المعد لذلك»، معتبرا تلك التجربة هي الأولى من نوعها على مستوى سجون السعودية التي حققت نتائج إيجابية.

اللواء عبد الرحمن الغامدي، مدير عام سجون جدة، كشف لـ«الشرق الأوسط» عن بدء محاولات مع جامعة الملك عبد العزيز بجدة بخصوص تجهيز فصول تعليمية داخل الإصلاحيات والتنسيق مع أساتذة الجامعة لتعليم النزلاء، معتبرا تجربة سجون القصيم في فتح فصل للتعليم الجامعي بداخلها من المفترض أن تعد حافزا للجامعات الأخرى من أجل دعم مسيرة تعليم النزلاء والنزيلات داخل السجون.

وقال في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «إن نظام الانتساب في جامعة الملك عبد العزيز من الأمور المعمول بها داخل السجن منذ نحو عام، حيث إنه متاح لمن يرغب في إكمال تعليمه، غير أن من تقدموا لذلك من النزلاء شملهم العفو الملكي وتم إطلاق سراحهم بناء على ذلك».

ولفت إلى أن نظام الانتساب في الجامعة يتيح للنزلاء إكمال تعليمهم لحين اكتمال إجراءات تجهيز الفصول التعليمية ومن ثم إتاحة المجال لهم من أجل إكمال تعليمهم وفق نظام الانتظام.

وأشار إلى أن ما يخص مسيرة التعليم العام بكل مراحله يتمثل في حضور معلمين ومعلمات تابعين لوزارة التربية والتعليم خلال الفترة المسائية لتدريس النزيلات والنزلاء في المدارس الموجودة بالإصلاحيات.

وبالعودة إلى الناطق الإعلامي بالمديرية العامة للسجون، الذي أبان عن وجود نية حقيقية من قبل المديرية لتجهيز فصول تعليمية للمرحلة الجامعية في كل سجون السعودية، فضلا عن توجههم لزيادة عدد التخصصات الجامعية في سجن القصيم خلال الفترة المقبلة.