«الحر» يؤجل نشاطات المجتمع في السعودية

الأرصاد تحذر من «خبراء طقس» لا يستندون إلى مؤشرات

TT

حولت موجات الحرارة التي تجتاح السعودية هذه الآونة، الأوقات التي يحبذها العامة لقضاء أعمالهم من ساعات النهار إلى عقب غياب الشمس، هربا من مواجهة أشعة الشمس اللاهبة، التي بلغت في بعض مناطق السعودية أكثر من 50 درجة.

ففي الرياض العاصمة باتت الشوارع تعيش حالة غياب مؤقتة، وخصوصا في وقت الظهيرة.

وكذلك الحال في بقية المناطق السعودية في مواجهة ارتفاع ملموس في درجات الحرارة، وبلغت في بعضها أكثر من 50 درجة، فيما توقع خبراء الطقس أن ترتفع تلك المؤشرات مع دخول شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب) المقبلين.وسجلت المنطقة الشرقية من السعودية حالتي وفاة كان سببها التعرض لأشعة الشمس الملتهبة، التي حذر من التعرض لها أطباء، قالوا إن التعرض لأشعة الشمس المباشرة قد يؤدي للإصابة بسرطان الجلد، بالإضافة إلى خلل في المخ والجهاز العصبي.وساهم ارتفاع درجات الحرارة في زيادة الطلب على الأحمال الكهربائية، مما أدى إلى إصابة بعض الأجهزة المولدة للطاقة الكهربائية بالشلل، جراء تصاعد الطلب على الأحمال في مواجهة التزايد في مؤشرات درجات الحرارة.

واعترفت أمس الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة - وهي الجهة المسؤولة عن متابعة أحوال الطقس في المملكة - ببلوغ درجات الحرارة في مناطق غربية من السعودية حاجز الـ50 درجة مئوية، وهي المرة الأولى التي يخرج بها اعتراف تلك الجهة بدرجة الحرارة بعد تجاوزها الحدود التي تخشى التطرق إليها، خشية مواجهتها بقانون العمل، الذي يعطي الحق للعامل بأن يتوقف عن عمله، حال اقتراب مؤشر الحرارة من ذلك المعدل.

لكن هيئة الأرصاد، تواجه إشكاليات عدة، يُسهم في تفاقمها من تسميهم «خبراء الطقس»، الذين تراهم ينشطون في مثل هذا التوقيت من السنة، دون استنادهم إلى مؤشرات قياس علمية، تستخدمها الأرصاد في رصد أحوال الطقس.وتتأثر أجواء المملكة بمنخفض جوي قادم من المحيط الهندي، صاحبه منخفض جوي آخر قادم من الحوض الأفريقي، وأجواء تتأثر بمرتفع جوي قادم من البحر الأبيض المتوسط، ليأتي تعامد أشعة الشمس على خط الاستواء سببا آخر في تصاعد درجات الحرارة، بينما بلغت نسب الأكسجين في الجو 21 في المائة، ليأتي النيتروجين بنسبة 78 في المائة، وهما الاحتياجان اللذان تحتاج إليهما جميع الكائنات الحية على وجه المعمورة.

وينصح خبراء بعدم ارتداء ملبوسات فاتحة الألوان، مع ضرورة تغطية الرأس خشية التعرض لضربات الشمس، وعدم الخروج في ساعات الظهيرة التي تتعامد فيها أشعة الشمس، بالإضافة إلى تناول كميات مياه بقدر الإمكان، خصوصا للأطفال وكبار السن، فيما حذروا من خطر التعرض للأشعة فوق البنفسجية، وهي الأشعة التي في الغالب ما تنشط في درجات الحرارة المرتفعة، مما قد يقود للإصابة بسرطان الجلد، بالإضافة إلى ضربات الشمس التي قد يؤدي بعضها إلى الوفاة.