السعودية: الدفاع المدني ينهي دراسة تحدد احتياجه من «الأفراد» بما يتناسب مع السكان

اللواء التويجري لـ «الشرق الأوسط» : فتح مراكز لتدريب المتطوعين على الإطفاء والإنقاذ قريبا

الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية يحضر حفل تخريج 1200 من أفراد الدفاع المدني بالدمام (تصوير: عمران حيدر)
TT

كشف الفريق سعد بن عبد الله التويجري، مدير عام الدفاع المدني، لـ«الشرق الأوسط»، عن دراسة أجراها الدفاع المدني سترى النور قريبا، حول دعم قطاع الدفاع المدني ليتناسب عدد أفراده مع عدد السكان في السعودية. وقال التويجري «بتوجيهات من الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني وزير الداخلية، تم إجراء دراسة داخلية شملت كل مدن وقرى وهجر المملكة، وتم حصر احتياجاتها لخدمات الدفاع المدني عبر لجنة داخلية، بالإضافة إلى إجراء دراسة خارجية قامت بها لجنة خارجية لدراسة المعايير الدولية لأعمال الدفاع المدني».. موضحا أن الدراسة استمرت نحو عام ونصف العام، وهي في مرحلة التقييم تمهيدا لرفعها لمقام خادم الحرمين الشريفين قريبا، ليتم اعتمادها. وكان التويجري يتحدث للصحافيين عقب حفل تخريج دفعة من مركز التدريب بالدمام شملت 1200 فرد من أفراد الدفاع المدني، حيث أقامت المديرية العامة للدفاع المدني حفل التخرج وتدشين مركز التدريب بحضور الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية.

وشخص اللواء التويجري المهام التي يقوم بها الدفاع المدني قائلا «لا يعتقد البعض أن مهمة الجهاز في الفترة الحالية الإطفاء فقط، بل عليه دور كبير في التعامل مع المواد الخطرة والمصانع التي تحيط بالمدن، كما أن الجهاز يتحمل مسؤولية كبيرة في موسم الحج». وأكد «عندما يقع حادث فإن مفهوم الدفاع المدني العام هو مصالح الدولة ومؤسساتها ووزاراتها التي تعمل تحت مظلة مجلس الدفاع المدني الذي يرأسه الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني وزير الداخلية».

وتابع قائلا «بعد كارثة جدة طالب كثير من المثقفين والمواطنين بتشكيل هيئة عليا للكوارث، نحن لا نحتاج إلى ذلك، فهناك صلاحيات كبيرة تمنح لمجلس الدفاع المدني في كل منطقة برئاسة أميرها، حيث تمنح له صلاحيات كبيرة بموجب النظام، وله الحق في التصرف إلى حد 200 مليون ريال لمباشرة الأعمال واستئجار الآليات التي يحتاجها الموقف في حالة وجود عجز في الآليات والمعدات الثقيلة، ويكون الاستئجار بعقد مفتوح».

وحول التحفظ على أداء الدفاع المدني في الحوادث، أوضح مدير عام الدفاع المدني أن هناك ساعات حرجة تواجه فرق الدفاع المدني، لا يمكن معها القيام بأي عمل. وقال «عندما يكون اندفاع السيل بقوة 60 طنا من يستطيع أن يواجهه؟»، في حين تحاشى انتقاد البنية في بعض المدن عندما لم تستوعب أمطارا توصف بالعادية.

وعزا التويجري قلة الحوادث في المدارس، سواء مدارس البنين أو البنات، إلى التنسيق والتدريب بين الدفاع المدني والجهات التعليمية، وقال إن 95 في المائة من حوادث الحرائق داخل المباني التعليمية يتم إخمادها من قبل المعلمين والمعلمات.

في حين أشار إلى ارتفاع عدد الحرائق في فصل الصيف حيث تتجاوز درجة الحرارة 50 درجة مئوية في معظم المناطق، وهذا هو السبب الرئيسي في ازدياد الحرائق، كما أكد أن الدفاع المدني شرع في بناء 200 مركز جديد على مستوى السعودية.

كما أكد على ضرورة وجود الجانب العسكري في أداء المهام الموكلة لرجل الإطفاء، والتعامل مع الحادث بجدية أكبر، وذلك في رده على سؤال حول ما إذا كان هناك توجه لخصخصة بعض أعمال الدفاع المدني.

وقال الفريق التويجري إن لدى الدفاع المدني تواصلا مع عدد كبير من المتطوعين المساندين لأعمال الدفاع المدني في المواقع التي يعملون فيها أو المتطوعين الذين يمكن الاستعانة بهم في مناسبة الحج من أطباء وممرضين، أو الذين يمكن اللجوء لهم في حال الحوادث الكبيرة والكوارث.

في حين كشف التويجري عن تنظيم سيصدر قريبا لفتح مراكز التدريب أمام المتطوعين في أعمال الدفاع المدني لتأهيلهم عبر دورات مكثفة ستخصص للمتطوعين فقط من غير المتخصصين في الإطفاء والإنقاذ. في حين أشار إلى أن المتخصصين في المجالات الهندسية والطبية والمهنية يمكن الاستعانة بهم من قبل مديرية الدفاع المدني اعتمادا على شهاداتهم والأعمال التي يزاولونها. وفي الوقت ذاته شدد على أن لدى الدفاع المدني نحو 2.2 مليون متدربة من السيدات السعوديات اللاتي تم تدريبهن على أعمال الدفاع المدني من منسوبات التربية والتعليم والجامعات ووزارة الصحة وهن ينفذن أعمال الدفاع المدني في جهات عملهن.

كما أكد الفريق التويجري على أن طيران الدفاع المدني مقبل على نقلة نوعية من حيث التوسع ليشمل كل مناطق ومدن المملكة، وقال «هناك خطة لدى وزارة الداخلية بأن يشمل طيران الدفاع المدني كل مناطق المملكة، وتم مؤخرا دعم القطاع بـ14 طائرة». وأضاف «هناك أعداد كبيرة من الطيارين والفنيين مبتعثون للخارج في الولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا ونيوزيلندا، وأستراليا»، وشدد على أن مشروع وزارة الداخلية لتغطية كل المناطق سيتم الانتهاء منه قريبا على حد قوله.

وبين الفريق التويجري أن الدفاع المدني لديه شراكات تقنية وفنية مع الشركات العالمية المتخصصة لتزويده بأحدث وسائل التقنية المستخدمة في أعماله، تجاوزت قيمتها 370 مليون ريال، ملمحا إلى أن جهاز الدفاع المدني مدعوم بمتخصصين جامعيين من الضباط في كل التخصصات التي يتطلبها العمل الميداني، سواء في مجال الهندسة بمختلف فروعها الكهربائية والمدنية والإنشائية أو الكيمياء أو الجيولوجيا.. مشيرا إلى أن الدفاع المدني يحرص على توفر التقنية الحديثة في جانب الآليات التي يتطلبها العمل الميداني، وأن يترافق ذلك مع التدريب على أعلى المستويات للاستفادة من التقنية الحديثة في الأعمال التي تباشرها الفرق الميدانية، موضحا أن الدفاع المدني يطبق في الفترة الحالية برنامج التعليم عن بعد حيث تم ربط مراكز الدفاع المدني مع الشركات العالمية ربطا مباشرا للاستفادة من التعاون مع هذه الشركات في عمليات التدريب والصيانة.