جامعة الملك سعود تعالج عدم ملاءمة مخرجات التعليم لسوق العمل بتطبيق السنة التحضيرية

د. العثمان لـ «الشرق الأوسط»: 8 آلاف طالب وطالبة يلتحقون بالسنة التحضيرية حاليا

طالبان داخل حرم جامعة الملك سعود (تصوير: عمادة السنة التحضيرية بالجامعة)
TT

أكد مسؤول في جامعة الملك سعود لـ«الشرق الأوسط» أن تطبيق السنة التحضيرية جاء كإحدى الخطط لحل مشكلة عدم ملاءمة مخرجات التعليم في الجامعات السعودية مع سوق العمل، مشيرا إلى أن نحو 8 آلاف طالب وطالبة ملتحقون بالسنة التحضيرية حاليا.

وأوضح الدكتور عبد العزيز العثمان عميد عمادة السنة التحضيرية التابعة لجامعة الملك سعود في الرياض لـ«الشرق الأوسط» أن السنة التحضيرية تعد خطة من إحدى الخطط لحل مشكلة عدم ملاءمة مخرجات التعليم في الجامعات السعودية مع سوق العمل.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «تعتبر تلك السنة من ضمن سنوات الدراسة الجامعية لينتهي منها الطلاب والطالبات ويدخلون السنة الثانية مباشرة في جامعة الملك سعود»، لافتا إلى وجود نحو 8 آلاف طالب وطالبة ملتحقين بالسنة التحضيرية حاليا من بينهم 6 آلاف و810 تابعين للبرنامج الأساسي، فيما يتبع الآخرون برنامجا موازيا وبرنامج دبلومات.

وأشار إلى وجود تواصل مباشر مع قطاعات التوظيف، وذلك بهدف معرفة متطلبات سوق العمل وتحقيقها من خلال الدراسة في السنة التحضيرية من أجل الوصول إلى أهداف معينة تتمثل في بحث الوظيفة عن الخرّيج وليس العكس، بحسب قوله.

وأضاف «من خلال استخدام أحدث وسائل التقنية نسعى إلى تأهيل الطلاب والطالبات بشكل احترافي وتعريفهم بمستقبلهم الوظيفي والكليات الملائمة لهم ولقدراتهم»، مؤكدا أن الجامعة تتحرك بقوة نحو التعلم، فضلا عن تركيزها على المهارات والإبداع والتطوير.

ولفت إلى أن عمادة السنة التحضيرية بدأت بمسارين يتضمنان المسار الصحي والهندسي العلمي، في حين سيتم إطلاق مسار العلوم الإنسانية خلال العام المقبل، مبينا أن طلاب وطالبات السنة التحضيرية الذين يتم قبولهم عن طريق جامعة الملك سعود بإمكانهم منافسة خريجي الجامعات الأجنبية، الأمر الذي يحتم ضرورة حصولهم على أفضل الوظائف.

وجاء إطلاق السنة التحضيرية من منطلق الاستثمار الاستراتيجي للطاقات الشابة منذ نحو 3 أعوام، التي تم تدشين مبناها الجديد مطلع العام الحالي برعاية الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ورئيس اللجنة العليا لأوقاف جامعة الملك سعود.

وتعد عمادة السنة التحضيرية الذي يصنف مبناها كأحد المباني الذكية وأفضلها على مستوى العالم نظاما سنويا يتوجب على الطالب إنهاء كافة المتطلبات الموجودة به في غضون سنة واحدة قبل الالتحاق بالجامعة، تحسب من ضمن سنوات الدراسة الجامعية.

ويحمل المبنى اسم «مبنى المعرفة» لاحتوائه على تقنيات عالية، ويستوعب أكثر من 4 آلاف طالب يدرسون في 160 قاعة و50 معمل حاسب آلي، والمزودة بما يقارب 1200 جهاز حاسب آلي، التي تحتوي على الأنظمة الذكية والمدرجات وقاعات الاجتماعات المجهزة بتلك التقنيات.

كما يحتوي المبنى المغطى بشبكة إنترنت لاسلكية بالكامل على ما يزيد عن 4 آلاف نقطة شبكية، إلى جانب نظام متكامل للحماية والمراقبة التي تتضمن أقفالا إلكترونية لتخزين الأغراض الشخصية مع إمكانية استخدامها لأشخاص عدة على نفس الخزانة، إضافة إلى 170 كاميرا مراقبة شبكية موزعة في مناطق المبنى الداخلية والخارجية بهدف الحفاظ على مرافق وممتلكات العمادة والوافدين إلى المبنى من العبث والتخريب والسرقة.

ولعل ما يميز عمادة السنة التحضيرية، الإدارة الإلكترونية التي يتم من خلالها تواصل المنسوبين والطلاب والطالبات مع العمادة عبر البريد الإلكتروني وموقع السنة التحضيرية على شبكة الإنترنت، إلى جانب نظام الشاشات الرقمية الموزعة في أرجاء المبنى والأكشاك الحاسوبية الموجودة في الممرات.

الدكتور أرسلان عابد وكيل عمادة السنة التحضيرية للشؤون الفنية أفاد خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» بأن مبنى السنة التحضيرية يعد من المباني الذكية والتكنولوجية، حيث إن الطالب يسجل حضوره بواسطة البطاقة الذكية التي تظهر وقت وصوله مباشرة لدى جهاز الحاسب الآلي للأستاذ المحاضر.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «تطبق السنة التحضيرية نظام التعليم الإلكتروني في ظل وجود السبورة الإلكترونية، إضافة إلى ربط جميع القاعات بعضها ببعض إلكترونيا، حيث إنه بإمكان الطلاب في 10 قاعات الاشتراك مع أستاذ واحد في المحاضرة في نفس الوقت عبر الكاميرا من خلال محادثة الفيديو بالصوت والصورة».

وبالعودة إلى عميد عمادة السنة التحضيرية الذي أبان وجود مواقف سيارات إلكترونية للطلاب والمزودة بخط يعود الطالب على النظام في الوقوف والحضور في الموعد المحدد، حيث يتم تسجيله كمتأخر إذا ما وصل بعد موعد الدوام بـ5 دقائق، فيما يتم احتسابه غائبا في حال تأخره عن الموعد مدة 7 دقائق وما فوق.

واستطرد في القول: «جميع طلاب وطالبات السنة التحضيرية يخضعون لتوقيع وثيقة أخلاقيات السنة التحضيرية المحتوية على 4 بنود من ضمنها الملكية الفكرية والغش بكل وسائله والالتزام والانضباط، إلا أنه في الوقت نفسه لا توجد حصانة للأساتذة والعمادة وذلك تفاديا لحالات التجني على الطلاب والطالبات»، مؤكد أنه لا يسمح بتعليق أوراق في ممرات المبنى أو مقابلة المسؤولين باعتبار أن التواصل إلكتروني.

وتقدم عمادة السنة التحضيرية الرعاية الصحية الأولية لطلابها ومنسوبيها وإجراء مسوحات طبية في كل بداية سنة عند استقبال الطلاب الجدد، وذلك بهدف حصر الحالات الطلابية ومتابعتها خلال الدراسة، فضلا عن استقبال العيادة الإسعافية للحالات الطارئة وإسعافها أوليا والتأكد من وصولها إلى مستشفى الملك خالد الجامعي، الذي استقبل نحو 150 حالة خلال العام الماضي، إضافة إلى عقد دورات إسعافات أولية تثقيفية للطلاب والمنسوبين ورجال الأمن.

ويضم مبنى عمادة السنة التحضيرية نحو 3 مطاعم و6 مقاهٍ موزعة في الطابق الأول منه، التي يتم اختيارها بناء على استطلاعات رأي الطلاب والطالبات واختيارهم لها، وذلك بحسب ما ذكره لـ«الشرق الأوسط» الدكتور عبد العزيز العثمان.

ولأن السنة التحضيرية تعتبر بوابة الدخول لأغلب كليات جامعة الملك سعود، كان لزاما على العمادة تحقيق أهدافها التربوية والأكاديمية والنفسية لطلابها وطالباتها من المستجدين، فضلا عن سعيها بتوجيههم إلى البحث العلمي المنهجي السليم وممارسته بشكل علمي وعملي من أجل ضمان إتقانهم للمهارات بجدارة.

وهنا أوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور فايز الغامدي وكيل العمادة للتطوير والجودة أن طلاب وطالبات السنة التحضيرية بإمكانهم حصد شهادات عالمية خلال دراستهم التي من ضمنها شهادة «آيليتس» في اللغة الإنجليزية و«آي سي دي إل» في الحاسب الآلي. بينما عاد الدكتور عبد العزيز العثمان ليؤكد وجود مادة الصحة واللياقة الإجبارية، التي تم تجهيز صالة رياضية لها تحوي مجموعة من الأجهزة والألعاب المخصصة للصحة الجسدية والاهتمام بالغذاء والسلوكيات المتعلقة بهذا الجانب، إضافة إلى الصحة النفسية وما يرتبط بها من قضايا تتم معالجتها دون تحفظ.

وبطول 120 مترا في مبنى عمادة السنة التحضيرية يمتد ممر أطلق عليه اسم «ممر المعرفة» وذلك لاحتوائه على ما يقارب 18 اختراعا عالميا ومعلومات حول تدرج العلماء في اختراعه وتطويره بطريقة تمكن الطلاب من اكتساب المعلومات أثناء وجودهم في الساحة.

ومن ضمن مرافق مبنى عمادة السنة التحضيرية تم تخصيص ركن للاسترخاء واستحضار الأفكار والمتضمن حجرة مهيأة وفق إضاءات خافتة، فضلا عن تزيين جدرانها برسم بيئتي الصحراء والبحر اللتين تلتقيان بعضهما مع بعض حين إغلاق بابها، إلى جانب وجود عدد من كراسي الاسترخاء التي يستخدمها الطلاب وقت الحاجة إليها.

فيما تقدم السنة التحضيرية الكثير من الوحدات التي من بينها وحدة التعلم الذاتي المحتوية على مجموعة من البرامج الإثرائية التي تسهم في تفعيل دور النوادي التعليمية بالمقررات، فضلا عن تسهيلها للجوانب المهمة في اكتشاف الذات وتنمية مجال المواهب والهوايات التي من شأنها أن تطور تقنيات التعليم، إضافة إلى تأثيرها على استقلال الشخصية والاعتماد على الذات والقدرة على اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية.

وبيّن عميد عمادة السنة التحضيرية أن تلك الوحدة موجودة كجزء من المقرر التي تم تخصيص نحو 10 درجات لها بحيث يسمح للطالب التعلم بالطريقة التي يختارها، مشددا على ضرورة أن ينافس خريجو جامعة الملك سعود أقرانهم من الجامعات الأجنبية والسعودية الأخرى، لا سيما أن السنة التحضيرية تتيح للطلاب إمكانية المشاركة في وضع المناهج البيئية.

ويشهد مبنى عمادة السنة التحضيرية وجود استوديو متكامل يديره أفراد متخصصون، يستخدم لإنتاج الأعمال الصوتية والمرئية من قبل الفريق المختص بالتعاون مع الطبلة، إلى جانب أنه يتم من خلاله بث الإذاعة الجامعية خلال فترتي الصباح والظهيرة لمدة 15 دقيقة في كل فترة.

وبالعودة إلى وكيل العمادة للشؤون الفنية الذي أوضح أن ذلك الاستوديو يدرب الطلاب على التعامل مع القنوات الفضائية في ظل وجود نشرات أخبار أسبوعية باللغتين العربية والإنجليزية والموجودة عبر الموقع الإلكتروني للسنة التحضيرية، لافتا إلى وجود توجه نحو بث تلك النشرات على الهواء مباشرة عن طريق الموقع أيضا.

وفيما يتعلق بأوقات الدوام لطلاب وطالبات عمادة السنة التحضيرية، ذكر الدكتور عبد العزيز العثمان أن مواعيد الدراسة من الساعة الثامنة صباحا وحتى الرابعة عصرا، ومن التاسعة صباحا حتى الخامسة عصرا، مشيرا إلى عدم وجود أوقات فراغ ما عدا استراحة الغداء، إضافة إلى قصة نجاح كل يوم ثلاثاء لاستضافة شخصية ناجحة ومناقشتها في تجاربها بهدف إلغاء الإحباط لدى الطلاب والطالبات.

واستطرد قائلا: «نحاول تغيير طرق التدريس لدى الطلاب وتحريرهم من الحفظ وتعويدهم على اعتماد الفهم، خاصة أن جميع أسئلة الاختبارات عادة ما تكون من خارج المناهج كونها ترتكز على الفهم فقط»، لافتا إلى أن العمادة تسعى لأن لا تتعدى نسبة اعتماد الطالب على الأساتذة 30 في المائة وذلك من خلال برنامج «علمني أخي» الذي يتيح فرصة تعلم الطلاب بعضهم من بعض.

من جهتها أكدت الدكتورة أمل الهزاني مستشارة مدير جامعة الملك سعود في الرياض لـ«الشرق الأوسط» أن عمادة السنة التحضيرية من شأنها أن تسبب نقلة نوعية في نمط التعليم بالجامعة، لافتة إلى أنها تعد بمثابة نظام محاكاة داخلي شبيه بذلك النظام الذي تعمل عليه الجامعة مع الجامعات الدولية.

وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لم يكن نظام الجامعة في القدم يراعي الجوانب الأساسية التي تهم الطالب وسوق العمل على حد سواء، وهو ما جعل السنة التحضيرية تركز على شخصية الطلاب والطالبات بشكل أكبر من تركيزها على المقررات الدراسية»، مشيرة إلى أن ما يساعد على ذلك اهتمام عمادة السنة التحضيرية بمهارات عدة، من ضمنها الاتصال واللغة وتقنيات الحاسب الآلي والتفكير والبحث العلمي التي لم تكن موجودة من قبل.

ولفتت إلى أن الجامعات السعودية في السابق لم تكن تقدم شيئا مشجعا للطلاب والطالبات الذين يرغبون في الخروج منها بشهادات ذات قيمة تخولهم لإكمال مسيرتهم في الحياة، وذلك في ظل عدم اقتناعهم بالدراسة فيها من ناحية مخرجاتها التعليمية، الأمر الذي كان يجبر الأهالي على إيجاد البدائل المتضمنة إرسال أبنائهم وبناتهم للدراسة في الخارج أو إلحاقهم بالجامعات الأهلية.

وأضافت: «تركز عمادة السنة التحضيرية كثيرا على حقوق الطلاب والطالبات وشخصياتهم في ظل تعرضهم للكثير من الظلم والمعاملة القاسية في الجامعات سابقا دون إرشاد أو توجيه، مما سهّل عليها وضع أنظمتها وقوانينها منذ بدايتها بعكس الجامعة التي قد يصعب عليها سرعة التغيير كون مسيرتها تمتد إلى ما يقارب 50 عاما».

ولكنها استدركت في القول: «أنشأت جامعة الملك سعود مؤخرا لجنة الحقوق الطلابية في محاولة منها لتقليص الفجوة بين كلياتها بنمطها القديم والسنة التحضيرية، لا سيما أن الطلاب والطالبات يطالبون بنفس ما وجدوه خلال دراستهم في السنة التحضيرية».

وأبانت مستشارة مدير جامعة الملك سعود في الرياض أن عمادة السنة التحضيرية تعد الجهة الأكاديمية الوحيدة بالجامعة التي يترأسها بشكل مباشر مدير الجامعة كونها لا ترتبط بوكالة الجامعة للشؤون التعليمية مثل بقية الكليات، الأمر الذي يكسبها وضعا خاصا، موضحة أن بيئة التعلم بها تعتبر بمثابة عامل جذب للطلاب والطالبات.

وأفادت الدكتورة أمل الهزاني بوجود توجه عام للجامعة من أجل تغيير نمط التعليم بها، التي من ضمنها كلية العلوم باعتبارها بدأت في تطبيق ذلك النظام الذي يتلاءم مع عمادة السنة التحضيرية، وذلك من خلال تحويل المقررات إلى اللغة الإنجليزية وإنشاء لجنة الحقوق الطلابية لضمان تغيير تعامل أعضاء هيئة التدريس مع الطلاب والطالبات، إلى جانب تهيئة المبنى من ناحية وجود أجهزة للحاسب الآلي وغيرها بشكل يتناسب مع قدراتهم التي امتلكوها من السنة التحضيرية.

وزادت: «باتت هناك وسائل تعليمية مختلفة من ضمنها شاشات العرض والسبورة الإلكترونية، إضافة إلى بدء اعتماد الطلاب والطالبات على أنفسهم في البحث عن المعلومة بدلا من كونهم مجرد متلقين لها»، مؤكدة في الوقت نفسه وجود تطور عام في الجامعة دفعت إليه بشكل أكبر عمادة السنة التحضيرية.

وحول تخصيص جامعة الملك سعود لميزانية معينة بخصوص تطبيق خطط تغيير نمط التعليم بها، أوضحت مستشارة مدير الجامعة أن تلك الميزانية مفتوحة باعتبارها تعتمد على احتياجات كل كلية من كلياتها، غير أن ميزانية كلية العلوم المخصصة للمواد الاستهلاكية فقط وصلت إلى 400 ألف ريال خلال العامين الماضيين بعد أن كانت لا تتجاوز 20 ألف ريال سنويا.

وتسعى عمادة السنة التحضيرية من خلال الشراكات المتميزة واستخدام أحدث وسائل التقنية إلى تطبيق برنامج ذي جودة عالية لتأهيل طالب محترف يتميز بأخلاقيات عالية، فضلا عن تزويده بالمهارات التي يحتاجها للنجاح في حياته الأكاديمية والمهنية مع التركيز على الإبداع وتطوير الذات.

وتتضمن أهداف عمادة السنة التحضيرية ترسيخ مبادئ الانضباط والالتزام والشعور بالمسؤولية، وتعزيز المهارات القيادية والثقة بالنفس وغرس روح المبادرة، وتطوير مهارات الطلاب والطالبات في اللغة الإنجليزية وتقنية المعلومات والرياضيات ومهارات الاتصال والتعلم والتفكير والبحث، وتشجيع الابتكار والإبداع وتطوير الذات.

كما تسعى إلى إعداد الطلاب والطالبات لتحقيق تحصيل دراسي متميز واستثمار الحياة الجامعية بشكل أفضل، وتحسين مخرجات التعليم الجامعي لينافس الخريجون على الوظائف النوعية وتعويدهم على البيئة المعرفية والتعلم الإلكتروني، إلى جانب تحسين الوعي الصحي واللياقة البدنية لهم.

وتضم عمادة السنة التحضيرية نحو 8 أقسام تتمثل في مهارات اللغة الإنجليزية، والحاسب الآلي، والرياضيات، وتطوير الذات، إلى جانب وحدة شؤون الطلاب، وكرسي ناصر الرشيد لرواد المستقبل، إضافة إلى وحدة رعاية الموهوبين.

ويهدف برنامج مهارات اللغة الإنجليزية إلى الوصول لمستوى متقدم في تلك اللغة وتحقيق الكفاية اللغوية، والتواصل بشكل فعال في مواقف متعددة ولأغراض مختلفة، واكتساب المهارات الأكاديمية الأساسية وعادات التعلم الضرورية للنجاح الأكاديمي، إضافة إلى التحضير لأحد امتحانات الكفاية اللغوية العالمية المعيارية (آيليتس) وتحقيق حد أدنى من الإنجاز فيه.

فيما تتلخص أهداف برنامج مهارات الحاسب الآلي في تدريب الطلاب للحصول على شهادة الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي (ICDL) كشهادة مهنية معتمدة، ومساعدة الطالب في تمييز قدراته العلمية والفنية وتطويرها، وإثراء مهاراته ليكون قادرا على التعامل مع الحاسب الآلي بكفاءة عالية، إضافة إلى تزويده بطريقة استخدام التقنيات الحديثة الأخرى المتعلقة بالعملية التعليمية.

أما برنامج مهارات الرياضيات فيهدف إلى إعداد الطالب في ذلك المجال بما يساعده على مواصلة دراسته المستقبلية بكل اقتدار، والإسهام في تكوين تفكير رياضي سليم حيال المشكلات الرياضية التي يواجهها، مما ينعكس إيجابيا في تعامله مع مواقف الحياة المتعددة، إلى جانب تحقيق مبدأ استمرارية التعلم من خلال تزويده بمهارات التعلم الذاتي.

كما يهدف برنامج مهارات تطوير الذات إلى بناء الشخصية في جوانب متعددة تتضمن الناحية العقلية عن طريق مجال التفكير والتعلم والبحث، والإنسانية عبر مجال الاتصال، والبدنية من خلال مجال الصحة واللياقة.

وتأتي وحدة التعلم الذاتي لتقدم عددا من البرامج الإثرائية بثلاثة أنواع تتمثل في برامج الأندية التعليمية التي تعد إثراء لما تتضمنه المقررات التعليمية من مجالات، وبرامج المواهب والهوايات القائمة على أنواع الذكاء المشهورة، وبرامج اكتشاف الذات المتمثلة في عدد من الاختبارات والمقاييس وأسئلة الذكاء التي تساعد الطالب على معرفة نفسه أكثر.

وتشمل تلك الوحدة مجموعة من النوادي التعليمية تتضمن نادي مهارات التعلم والتفكير والبحث، والحاسب الآلي وتقنية المعلومات، واللغة الإنجليزية، والاتصال، والرياضيات، إضافة إلى العمل على تنمية المواهب والهوايات في المجال الأدبي والتقني والفني والعلمي والكشفي.

كما تعمل وحدة شؤون الطلاب على وضع خطة التسجيل مع بداية كل فصل دراسي وإعلانها للطلاب، ومعالجة مشكلات التسجيل التي يواجهونها وتنسيق الجداول بما يحقق مصلحتهم في حدود الأنظمة والإمكانيات، واستلام الحالات الطلابية وفرزها وتكملة البيانات المطلوبة ومراجعتها وتدقيقها وإحالتها للجنة شؤون الطلاب بهدف دراستها ورفع الطلبات الموافق عليها للجامعة.

وتقوم وحدة شؤون الطلاب أيضا بالعمل على متابعة حجز القاعات الدراسية وتعديلها إذا اقتضى الأمر، واستلام طلبات الطلاب والطالبات بشأن معادلة المواد ومراجعتها والتأكد من استيفائها لكافة المتطلبات النظامية، ومتابعتها داخل العمادة عن طريق الموظف المختص، إلى جانب عقد لقاءات إرشادية مع الطلاب والمرشدين الأكاديميين في الأقسام المختلفة والتنسيق مع مرشدي الكليات الأخرى.

بينما تهدف وحدة رعاية الموهوبين إلى اكتشاف الطلاب الموهوبين وتقديم الرعاية لهم من أجل استثمار ما لديهم من قدرات وطاقات، وبث ثقافة الإبداع لديهم من خلال عدد من البرامج، فضلا عن تنمية الاتجاهات الإيجابية نحو الاختراع والابتكار والتعلم.

يشار إلى أن السنة التحضيرية تعد نظاما سنويا يكتسب من خلاله الطلاب والطالبات مهارات كثيرة، إلى جانب بناء شخصياتهم وتعريفهم بمدى قدراتهم بشكل يساعدهم على اختيار التخصص الأنسب لهم في الجامعة، فضلا عن كونه يعمل على ملاءمة مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل، إضافة إلى أنه يحسب من ضمن سنوات الدراسة الجامعية الخمس، غير أن قبول الملتحقين به من خريجي المرحلة الثانوية يتم تحديده من قبل جامعة الملك سعود أولا.