جدة: شركات عالمية تشرع في إعادة هيكلة متاحف وآثار جدة

في مقدمتها الشركة المختصة بالحفاظ على لوحة «الموناليزا» في متحف اللوفر

صورة توضيحية للمتاحف التي سيتم إنشاؤها في جدة («الشرق الأوسط»)
TT

شرعت جهات حكومية وخاصة في إعادة هيكلة متاحف وآثار جدة، وذلك بالاستعانة بشركات عالمية متخصصة في هذا المجال لتطوير هذه المواقع والبدء في إعادة هيكلتها.

ويأتي ذلك في وقت بدأت فيه عدد من الشركات العالمية والمحلية تقديم عروض استثمارية للفوز بمشاريع تطوير متاحف جدة وتحويلها إلى متاحف تفاعلية ومتخصصة، كان في مقدمتها وفد إيطالي مكون من نائب وزير خارجية إيطاليا أوغو انتيني وعدد من الخبراء من شركة متحف المختبرات التقنية الإيطالي وهي الجهة المعنية بالاهتمام بعدد من المتاحف العالمية والمقتنيات المهمة والنادرة في العالم ومن أهمها لوحة «الموناليزا» المعروضة في متحف اللوفر في باريس، وهي تشرف على عدد من المتاحف العالمية في مختلف أرجاء العالم.

إلى ذلك كشف المهندس سامي نوار مدير عام السياحة والثقافة في أمانة جدة لـ«الشرق الأوسط» عن البرامج التي تقوم بها الأمانة في مجال إنشاء المتاحف المتخصصة وقال: «إن الأمانة تسعى إلى إعادة هيكلة متاحف وآثار مدينة جدة، ووضع تصور مستقبلي لما يجب أن تكون عليه لبدء العمل فيه، حيث قامت الأمانة بعمل دراسة لمتاحف الأمانة والمتاحف الخاصة ومسارات سياحية داخل المنطقة التاريخية».

من جهته أكد لـ«الشرق الأوسط» ريتير هوهينستات مدير شركة «المختبرات التقنية» خلال زيارته إلى جدة، على الدور الكبير الذي تلعبه المتاحف في تشجيع السياحة والدفع بالسياح من مختلف أنحاء العالم إلى زيارة المدن التي تستوجب ذلك، وهو الأمر الذي يستدعي من الدول الاهتمام بالمتاحف.

وأشار إلى أن نحو 500 ألف يورو دفعت لتقنيات خاصة للحفاظ على نضارة ألوان لوحة «الموناليزا» وحدها، وأن نحو 60 شخصا يقومون برعايتها ووضعها في درجات حرارة معينة لكي لا تتأثر ألوانها مع الوقت، إضافة إلى توفير الجو المناسب لها وحمايتها من السرقة لكونها كنزا وإرثا للعالم أجمع، وهو الأمر الذي دفع القائمين عليها إلى حمايتها بجدار خارجي ضد الرصاص والانفجار.

مدير الشركة الذي حضر إلى جدة برفقة نائب وزير خارجية إيطاليا أوغو انتيني وعدد من الخبراء في المتاحف والمناطق التاريخية والأثرية في إيطاليا لبحث أوجه التعاون المشترك بين أمانة محافظة جدة وإيطاليا في مجال تطوير المتاحف والحفاظ على المناطق التاريخية، أكد أن لدى السعودية كنزا عظيما من المواقع التاريخية التي يمكن أن تفيد في الحراك الاقتصادي متى ما تم الاهتمام بها من خلال الاهتمام بجانبي الإنسان والمكان.

من جهته أكد أوغو انتيني نائب وزير خارجية إيطاليا أن ما تملكه جدة من مقومات تراثية وسياحية في المنطقة التاريخية يعد كنزا لا يقدر بثمن وعلى السعوديين أولا إدراك المعنى الحقيقي لهذا الكنز وكيفية الحفاظ عليه لكي يتحول إلى موروث ثقافي وجاذب اقتصادي للبلاد.

وبالعودة إلى مدير السياحة في أمانة جدة فقد أوضح أن «المتاحف التي ستشملها عملية التطوير تضم متحف أبرق الرغامة والبنط والحج، إضافة إلى متحف الأمانة وبيت نصيف والمتحف المفتوح على شارع الأمير فيصل بن فهد، والكثير من المتاحف الخاصة في جدة، ومنها دارة صفية بن زقر والفنان عبد الرؤوف خليل وبعض المتاحف الأخرى والمسارات في المنطقة التاريخية التي سيتم تطويرها وتطوير النظام الإرشادي لها.

وقال نوار سيتم تطوير المتاحف وتزويدها بتقنيات تفاعلية تزود الزوار بالمعلومات التي يرغبون فيها آليا ومن دون الرجوع إلى المرشد وهي معلومات بالصوت والصورة أو بالصوت فقط. كما يمكن استعمال شاشات أو مفاتيح على غرار مفاتيح الكومبيوتر لطلب معلومات تعرض رأسا على شاشة مخصصة لذلك يراها كل الزوار أو يراها المتصفح فقط. ويمكن استعمال الشاشة نفسها، أي شاشة العرض كشاشة تفاعلية. كما تستعمل تقنيات الهولوغرام لتجسيد تحف رقميا وعرضها رقميا في المتاحف.

وبين مدير إدارة السياحة والثقافة في أمانة جدة أنه سيتم تحديد متاحف ومعارض رقمية وأقسام تعنى بالنشاط التفاعلي التربوي الترفيهي وتعتمد على تفاعل شاشات معلقة أو بساط أرضي إلكتروني أو غيره من الوسائط مع حركات الجسد. هكذا يصبح المشي على أرضية معينة أو بين حواجز إلكترونية أو الإشارة إلى شاشة معينة يحدث صوتا موسيقيا أو ضوءا معينا أو ذبذبة أو الجميع مع بعض أو إشارة على الشاشة مما يحفز الشخص على المضي قدما في اللعبة. ويستعمل هذا الأسلوب خاصة للترفيه على الأطفال أو التسلية المحسوبة عند بعض المواقع المحددة مثل مداخل المعارض أو المترو أو المتاحف أو المراكز الثقافية. وقد اقترحنا مثل هذه العروض في مركز أبرق رغامة الثقافي.

وعن المجموعات المتحفية المتوافرة وأهميتها قال نوار: «كشفت دراسة المجموعات المتحفية المتوافرة في بيت نصيف ومتحف البنط والمتاحف الخاصة عن أنها تحتوي على عدد كاف من التحف مما يوجب وضع آلية لاستعارة التحف المتوافرة في المتاحف الخاصة أو اقتنائها من الأسواق المحلية والعالمية».

وأضاف نوار: «نصحنا في المرحلة الأولى بوضع خطة لاقتناء التحف من الأفراد ومن الأسواق الإقليمية والعالمية المتخصصة، إضافة إلى أن المعروضات في البنط وبيت نصيف توجد في حالة مزرية تقتضي عملية ترميم شاملة لمعظمها وإعادة تقويمها لإمكانية عرضها ثانية في أي متحف».

ولفت نوار إلى خطتهم لتحويل المتاحف إلى متاحف تفاعلية تهدف إلى مخاطبة الزوار وفق محاور اهتماماتهم وطريقة استيعابهم للمعلومات. وقد اهتم القائمون على المزارات السياحية مثل المدن التاريخية والقائمون على المتاحف بالعروض التفاعلية لجذب الزوار وكسبهم من خلال الارتباط المباشر بهم. وتتيح التقنيات الحديثة ذلك، حيث تمكن من إشراك الزائر في تحديد اهتماماته ووضع برنامج زيارته وفقا لبرنامج زيارته العام.

وأضاف أن هناك زيارة للخبراء من وقت إلى آخر لعرض الأفكار والآراء حول تطوير تلك المتاحف قائلا: «وضع الخبراء الزوار معايير مختلفة للمتاحف تلخصت في أن زوار المتاحف منهم المتعلم بطريقة تخيلية أو تحليلية أو منطقية، ومنهم من يفضل المكتوب ومن يفضل الرسومات أو الخرائط أو السمعيات أو اللمس، ومنهم من يفضل اتباع المرشد أو التسلسل التاريخي، ومنهم من هو مشغوف برؤية كل شيء من دون اختيار مسار معين أو مهتم بمشاهدة أشياء بعينها من دون غيرها، كما أن منهم المتخصص والطالب والسائح والطفل ومنهم من هو مهتم بالتاريخ أو الفن أو العلوم ومنهم من يفضل الزيارة بمفرده أو ضمن مجموعة أو ضمن العائلة ومنهم الزائر المحلي والزائر من الخارج بمختلف الطبقات والأعمار، والكل يرغب في أن تشكل زيارته تجربة فريدة».

وقال نوار: «لا يمكن تلبية متطلبات كل هذه الأصناف عن طريق المرشد المعروف، وذلك لقلة المرشدين من جهة أولى، ولعدم قدرتهم على الإلمام بكل اللغات والمعلومات من جهة ثانية، ولعدم توافر كل المادة المطلوبة من صور وخرائط وبيانات وجداول وغيرها على شكل ورقي لتلبية متطلبات جميع الفئات من جهة ثالثة.

هذا بالإضافة إلى عامل التوقيت في الزيارات حيث لا يمكن توفير عدة لغات في زيارة واحدة. وبالتالي برزت الإمكانات التكنولوجية الرقمية كحل أمثل لتلبية معظم هذه المتطلبات وليس كلها، حيث يمكن بواسطتها التوفير لكل زائر العروض التي يفضلها بالطريقة التي تناسبه وباللغة التي يريدها وفي الوقت الذي يناسبه، وبناء عليه تم وضع مقترحات ودراسات لتطوير المتاحف.

* بيت نصيف

* أوضح المهندس سامي نوار أن متحف بيت نصيف الذي يحوي مجموعة من القطع النادرة من الأسلحة القديمة ترجع إلى القرن العشرين ومجموعة راقية من الأثاث الخشبي المرصع والتحف والزخارف النادرة جدا التي تعود إلى القرن 12 - 14م، هو بالدرجة الأولى مزار ومتحف مخصص لتاريخ عمران جدة وعمارة بيت نصيف وهو ما تم أخذه في الحسبان، حيث تم اقتراح وضع عروض تفاعلية به تتضمن عرضا عن حياة الملك عبد العزيز من خلال أغراضه الموجودة في بيت نصيف. ويتم ذلك في القاعة الرئيسية بالدور الأرضي بحيث يتتبع الزائر خطا على شاشة التحكم توجد به تواريخ أهم محطاته ومراحل نشأته ومنجزاته على صعيد المملكة وعلى صعيد الدول الإسلامية.

وأضاف نوار أنه سيتم وضع عرض آخر للعمارة التراثية في جدة بكل مكوناتها. ويتم عرضه بأسلوبين: أسلوب عرض عام يتجلى في عدم ملئه بالمعروضات وفاترينات العرض وترك فضاءات داخلية تبرز عناصره المعمارية والإنشائية، وعرض يشمل كل المبنى لكنه مركز في الطابق الأول ويتطرق إلى هندسة البيت عامة وخصائصه المعمارية بالإضافة إلى تفاصيل البناء مع لوحات تشرح مواد البناء وإنشاء الهيكل العام وأعمال الخشب والأثاث وغيرها. ويتم ذلك من خلال شاشة تفاعلية تعرض أهم محطات البناء واستعمال شاشات تعرض خصائص المبنى المعمارية والبيئية ومصدر مواد البناء وطرق عمل البناء التقليدي في جدة بكل مكوناته. يتم عرض تحف بيت نصيف في هذا الطابق تجسيدا لطريقة تأثيث البيت التاريخي في جدة.

إضافة إلى عرض تاريخ جدة المعماري والعمراني والاجتماعي وعرض عن تقاليد أهل جدة من أعراس وأعياد وغيرها، ويتم ذلك من خلال عرض أفلام وثائقية معالجة على شاشات فيديو صغيرة تفاعلية. ويتم ذلك في الدور الثالث على أن تبقى القاعات الأخرى المفتوحة فضاءات للاستقبال وهي في حد ذاتها تحف معمارية بتكوين فراغاتها وموقعها المطل على المدينة بتفاصيلها المعمارية. ويستغل المطبخ كمعرض لأدوات الطبخ التقليدية على أن يتم ترميمها ووضعها مع لوحات إرشادية تبين تاريخها والغرض منها وطريقة استعمالها.

* متحف البنط

* بين المهندس نوار أنه سيتم تحويل متحف البنط الذي يحتوي على ألواح زيتية للفنان فازارلي Vasarely ومجموعة أثاث خشبي مرصع، وأيضا الصدف والعظام، وأدوات نحاسية مستعملة في الحياة اليومية وبعض المزهريات النحاسية الملونة وغيرها المرتبطة بالقرن العشرين، إلى متحف خاص بالحج والحرف المرتبطة به كصناعة القوارب والسبح. وسيعرف المتحف بأهمية جدة كبوابة للحرمين ومركز تفاعل ثقافي واجتماعي للتعريف بأهمية الحج وانعكاساته على تلاقح الثقافات من جهة وعلى تطوير جدة وحرفها من جهة أخرى.

وأضاف نوار: «تتضمن عروض متحف البنط عرض المراكب الشراعية ويتم فيه عرض المراكب الشراعية المعروفة تاريخيا في جدة من خلال عرض نماذج مصغرة لها وعرض قطع أصلية لقوارب تراثية. كما تعرض صور وأفلام وثائقية حول المراكب وصناعتها وموادها الأولية وحياة البحارة على شاشات صغيرة تفاعلية، ويتم عرض هذه المراكب الموجودة خارج المبنى بعد ترميمها فيعطي نموذجا حيا لمراكب جدة، ويقام هذا العرض بالدور الأرضي».

وعرض آخر للحرف المرتبطة بالبحر من خلال أدوات عمل الحرفيين وصور لهم أثناء العمل وكذا عرض أفلام وثائقية تفاعلية حولها. ويقام هذا العرض بالدور الأرضي، كذلك عرض الحج من خلال طرق الحج عبر شاشة تفاعلية يختار فيها الزائر الطريق الذي يريد معرفة مساره ومحطاته وغيرها من المعلومات عنه فتعرض له عبر الشاشة بأسلوب مناسب، كما يمكنه اختيار محطة بعينها فقط فيتم عرض المعلومات المتوافرة عن المحطة المطلوبة. وتوجد هذه القاعة في الدور الأرضي. وعرض حرف جدة المرتبطة بالحج تعرض الحرف والصنائع المرتبطة بالحج كصناعة السبح وصناعة السجاد وغيرها. ونوادر الحج يعرض ما جاء به الحجاج عبر التاريخ من سلع مميزة كالأقمشة والسجاد والنقود وغيرها والتحف المميزة المرتبطة بالحج والحجاج كالمصاحف المخطوطة وكسوة الكعبة وغيرها من العروض الموسمية المميزة وفق مواضيع معينة على غرار: طرق الحج عبر التاريخ، وكيفية تنظيم الحج في بلدان العالم الإسلامي ماضيا وحاضرا.

* متحف الأمانة

* وحول متحف الأمانة قال المهندس نوار: «سيكون متحفا تفاعليا للتعريف بجدة كمدينة متكاملة بتاريخها وعمرانها وأهلها وكأمانة بمنجزاتها، والهدف منه هو تطوير المتحف وجعله متحفا للمدينة يبرز أهميتها ورجالاتها وخصائصها ويوضح مسيرتها التنموية وتوجهها المستقبلي مستنيرة بمبادرات الملك عبد العزيز آل سعود، ليعرف بأهل جدة بإقدامهم ومبادراتهم ونشاطهم على كل الأصعدة، وتعكس مدينتهم هذا النشاط الدؤوب كما تعكس أمانتها حرصهم على تنميتها استكمالا للمسيرة التنموية التي أسسها الملك عبد العزيز آل سعود.

وأضاف أن المتحف سيقدم عروضا عن جدة حاضرا ومستقبلا من خلال ثلاث شاشات كومبيوتر تعرض من خلالها المعلومات المتعلقة بجدة عموما من معالم تاريخية وأماكن للترفيه وأماكن للتسوق وأهم المشروعات بصفة مختصرة، وعرض تفاعلي على شاشة كبرى تعرض ماضي جدة ومشاريعها الحالية والمستقبلية بصورة حيوية، وعرض لجدة حاليا مبرزا أهم مواقعها ومشاريعها مع لوحات تفاعلية تمكن من الاستفسار عن مكونات بعض المشاريع والمواقع المميزة، ويتم هذا في الدور الأرضي.

إضافة إلى عرض عن مجتمع جدة وإشعاعها الحضاري وعرض عن علاقات جدة بالمحيط الإقليمي والدولي مع إلقاء الضوء على الأشخاص الذين كان لهم دور مهم في تنمية جدة وإشعاعها الحضاري، وذلك بواسطة شواهد ووثائق أصيلة بواسطة شاشة تفاعلية، وكذلك عرض عن جدة عبر التاريخ ويعرض تطوير جدة عبر التاريخ بصور وخرائط معززة بشواهد مادية أثرية معروضة في الفاترينات، بالإضافة إلى شاشة تفاعلية تبرز أهم المحطات التاريخية لجدة القديمة.

* أبرق الرغامة

* أبان نوار أن متحف أبرق الرغامة الواقع في شرق جدة سيتحول إلى متحف للتفاعل الثقافي وسيتم تطويره وجعله مركز جذب للشباب والزوار بمختلف اهتماماتهم وربطهم ببرامج ثقافية تفاعلية وسيتكون من بهو الاستقبال والإدارة والخدمات مع نماذج لبعض المعروضات، وخصوصا المعروضات الموسمية المرتبطة بالفعاليات غير الدائمة.

مشيرا إلى أنه سيتم تطوير قاعة تاريخ المملكة التي ستعرض على شاشة تفاعلية وفق خط تاريخي يختار فيه الزائر الحقبة التاريخية أو الحدث الذي يرغب في معرفته فيعرض تلقائيا بأسلوب مناسب، كما سيتم وضع قاعة للعروض الموسمية وتخصص للمعارض غير الدائمة التي تدخل ضمن نشاط المركز وفي غير وقت المعارض تستعمل لاجتماعات الجمعيات ذات الاهتمام المشترك، وقاعة تفاعلية للأطفال تستعمل فيها أحدث التقنيات للترفيه والاستفادة من خلال حركة الأطفال على أرضية حساسة ينعكس أثر حركاتهم على الأرض أو على شاشة كبيرة. وهكذا يتفاعل الأطفال معها. ويمكن أن يتنوع التفاعل بين الألغاز الهندسية والجغرافيا والجيولوجيا وغيرها، إضافة إلى قاعة ورشات التفتح العلمي والفني مزودة بآلات المحاكاة وبعض المواد الأولية للأعمال اليدوية.

وأضاف نوار أنه سيتم وضع مكتبة في الطابق العلوي وقاعة للمحاضرات مزودة بمرافق مهمة لتنشيط المتحف وإعطائه الإشعاع الثقافي والاجتماعي اللائق بحجمه ورمزيته. وتتكون المكتبة من خزانة للكتب وقاعة للمطالعة وخزانة رقمية وكومبيوترات لتصفح الوثائق الرقمية. ويتبع المكتبة نظام «واي فاي» يغطي كل المركز وفضاء للفعاليات الثقافية يتكون من مساحة مظللة على شكل خيام متراصة ومدرج مظلل للعروض المفتوحة. ويتوافر المسرح على القاعات الضرورية للكواليس والديكور وغيرها من متطلبات العروض المسرحية.

* المتحف المفتوح

* أما عن المتحف المفتوح فيقول نوار: «وظيفته الأساسية العمل كمتنزه للترفيه ومتحف للتعريف بالفن المعاصر بمختلف مدارسه، والهدف من المتحف تطوير متنزه وممشى لكل الفئات تندمج فيه التحف الفنية المعاصرة بطريقة تثقيفية مع فضاءات الترويح ولعب الأطفال والشباب في تفاعل إيجابي مع سكان ورواد المنطقة وزوارها القادمين من الكورنيش.

وأضاف: «يتكون المعرض من عرض التحف بعد إعادة ترتيب عرضها بناء على تنوع المدارس التي تنتمي إليها في ممشى في شارع الأمير فيصل بن فهد وتم إعادة ترتيب مواقع التحف المعروضة في المتحف المفتوح على أساس المدارس الفنية المتعارف عليها دوليا. كما تم تطوير طرق عرض مناسبة لكل تحفة حسب مميزاتها الفنية مع مراعاة حجمها وأهميتها بحيث تم تصنيف المعروضات إلى ثلاث مجموعات رئيسية: الفن الشعبي (أو الفن البنيوي)، والفن العضوي، والفن التعبيري».

وكان نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، لشؤون الآثار والمتاحف الدكتور علي الغبان، قد أشار في حديث سابق خص به «الشرق الأوسط» إلى مشروع إنشاء متاحف إقليمية في جميع مناطق البلاد، على أن تكون البداية ببناء 5 متاحف في كل من الدمام وعسير والباحة وتبوك، إضافة إلى العمل على مشروع آخر لتطوير 6 متاحف أخرى في مناطق مختلفة، وسط توجهات بدعم تلك المناطق بالمتاحف وإبراز ما تحويه المنطقة من إرث عبر العصور.

ودعا في ذلك الوقت سكان المناطق المعنية إلى المشاركة والمساهمة في دعم هذا التوجه من خلال تقديم المواد والصور التاريخية. مبينا أنه حفاظا على الملكيات سيتم عرض تلك القطع بأسماء مالكيها.

كما أن الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، كان قد أعلن في الثالث والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) من عام 2009 خلال استضافة «اثنينية خوجه» له عن بناء 9 متاحف متخصصة في السعودية، تتضمن جانبي التعليم والتثقيف معا، ومنها: متحف القرآن الكريم في المدينة المنورة، ومتحف التراث الإسلامي في مكة المكرمة، ومتحف صقر الجزيرة للطيران، ومتحف المسكوكات بمؤسسة النقد، ومتحف الملك فيصل، إضافة إلى متاحف للفنون التشكيلية، ومتحف المعادن والنقل والمواصلات، كما سيتم إعادة ترميم وبناء المتحف الوطني، إضافة إلى تطوير 6 متاحف قائمة وتطوير متاحف قصور الملك عبد العزيز الخمسة، وهي قصر حزام والقصر المربع وحصن المصمم وقصر البديعة وقصر الخرج، إضافة إلى إقامة وتطوير 70 متحفا خاصا مرخصا من قبل الهيئة، وإنشاء 5 متاحف إقليمية، منها متحف مكة المكرمة بقصر الزهراء، ومتحف المدينة المنورة بمحطة السكة الحديدية.