في حين تعمل الهيئة العامة للطيران المدني على تطوير منظومة مشروعات المطارات الداخلية، بما يتواكب مع النمو الاقتصادي الذي تشهده المملكة، وتنامي الطلب المتزايد على السفر جوا بين مدن البلاد وانتعاش السياحة الداخلية، لا تزال بعض المدن السعودية والمحافظات تعاني من توقف الرحلات الجوية من وإلى العاصمة الرياض، وهو ما بات يؤثر سلبا ويؤرق أهالي بعض تلك المحافظات.
محافظة رفحاء، في شمال المملكة، من المحافظات التي تعاني من توقف رحلات كانت تقوم بشكل مباشر ما بين مطار رفحاء إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض وبالعكس، حيث أوقفت شركة النقل الوحيدة رحلاتها منذ غرة يونيو (حزيران) الماضي. ويخدم مطار محافظة رفحاء الذي افتتح عام 1382 للهجرة، قرابة 27 قرية من تلك القريبة من المحافظة.
وأوقفت الخطوط السعودية خط سيرها اليومي من وإلى مطار الملك خالد الدولي في العاصمة الرياض، بعد أن تم تقسيم محطات إلزامية بين شركات خطوط النقل الجوي منذ سنوات، إلا أن شركة «ناس»، وهي المعنية بهذا الخط، أوقفت رحلاتها من بعض المحطات لعدم جدواها الاقتصادية. وأسهم التوقف بشكل كبير في تأثر المحافظة من الناحية الصحية والاقتصادية والتعليمية، بالإضافة إلى الجانب السياحي، لا سيما أن رفحاء تقع على طريق دولي يربط دول مجلس التعاون الخليجي بدول بلاد الشام وتركيا، مرورا بالسعودية عبر خط دولي، هو الأطول من حيث عدد الدول التي يقطعها.
وأثر توقف الرحلات على بعض المرضى المحولين من مستشفيات تلك المحافظات إلى مستشفيات في العاصمة لاستكمال العلاج، وأسهم توقف الرحلات في زيادة معاناة الكثير من الحالات الصحية، التي ربما يقترب بعض منها من حالات حرجة صحيا.
المواطن فهد الشمري تحدث لـ«الشرق الأوسط» مبرزا معاناته، بعد أن تقطعت به السبل، مع إيقاف الرحلات اليومية، وحُرِم من مراجعة أحد المستشفيات التي تستدعي حالته الصحية مراجعتها في أسرع وقت.
الشمري يقول: «صدمت عند توقف الرحلات من رفحاء إلى الرياض، المسافة من رفحاء للرياض 1500 كيلومتر، وحالتي الصحية لا تسمح لي بقيادة السيارة طوال هذه المسافة».
وتأثرت بعض مكاتب الطيران العاملة في المحافظة بشكل سلبي بعد توقف الرحلات من وإلى العاصمة، وباتت رفحاء شبه معزولة على بقية المناطق والمحافظات. وتحوي محافظة رفحاء بعضا من المعالم السياحية، كقصر الملك عبد العزيز في لينه القريبة من رفحاء، وطريق درب زبيده التاريخي، وهي عوامل تضفي على المحافظة اهتماما من نوع آخر.