أمراء المناطق في السعودية يزفون 3800 شاب وفتاة عبر برامج الدعم الاجتماعي

شملت جدة والأحساء والمدينة المنورة وجازان

جانب من زفة العرسان في جدة أمس (تصوير: خضر الزهراني)
TT

تزامنا مع انطلاق أول أيام الصيف لهذا العام، زفت أربع مدن سعودية نحو 3800 شاب وفتاة، تزوجوا عبر برامج المساعدة التي تقدمها الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية المختلفة في البلاد، وذلك خلال الأسبوع الحالي. وشهدت كلا من «الأحساء، جدة، المدينة المنورة، وجازان»، مراسم الاحتفالات برعاية أمراء المناطق التابعة لها.

ففي جدة، احتفل الأمير مشعل بن ماجد، أمير محافظة جدة، مساء أول من أمس، بنحو 1000 شاب وفتاة، زفتهم المدينة الساحلية.

وعلق عبد المحسن بن عبد الله الخيال، رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لمساعدة الزواج في جدة، حول الاحتفال قائلا: «إنه يشكل صورة لدعم الاستقرار الاجتماعي في المجتمع، فضلا عن مشاركة المواطنين أفراحهم ومناسباتهم المختلفة من منطق شعور العائلة الواحدة التي تربط المجتمع المسلم. مؤكدا أن جمعية الزواج في جدة، دعمت نحو 48 ألف و600 شاب وفتاة منذ إنشائها».

وقال الخيال: «إن أي نشاط خيري تتوقف استمراريته ونجاحه على الموارد المالية التي قد تؤدي إلى مخاطر تهدد نشاطه». مضيفا أن جمعيته «وضعت خطة مدروسة لإيجاد موارد بديلة، إضافة إلى الزكاة والصدقة، وهي دعم ولاة الأمر، ورجال الأعمال في مشروعات استثمارية». وزاد: «هناك أفكار استثمارية تجري دراستها، نتوقع أن تضخ إيرادات إضافية، حيث تجنبها مخاطر التوقف عن أداء رسالتها، وتدعم المتقدمين للجمعية لفرض الاستفادة منها».

إلى ذلك، شهدت مدينة الأمير محمد بن عبد العزيز الرياضية، مساء أول من أمس، في المدينة المنورة، زواج نحو 1000 شاب وفتاة، من أبناء المنطقة، وسط رعاية الأمير عبد العزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة رئيس مجلس إدارة جمعية «أسرتي».

وأوضح الشيخ عبد الباري الثبيتي، الأمين العام لجمعية «أسرتي»، إمام وخطيب المسجد النبوي، أن تكاليف الزواج الجماعي في طيبة، بلغت نحو 5 ملايين ريال، مبينا أن دعم منطقة المدينة المنورة لتزويج الشبان والفتيات، كان باكورة الانطلاقة الحقيقة للوصول إلى دعم الزواج في المنطقة.

من جانبها، قالت عفاف عزت مديرة جمعية «أسرتي»، إن ارتفاع معدل سن الزواج في المجتمعات الجديدة مرتبط باتساع متطلبات الحياة العصرية‏، وأضافت: «أصبحت البيوت الزوجية في حاجة إلي نفقات مالية باهظة، مما يصيب جيل الشباب بالخوف من حمل أعباء الحياة الزوجية»، مؤكدة أن الإسهام في دعم المتزوجين في البلاد هو الطريق الوحيدة لمجابهة هذا التغيير.

وبينت مديرة جمعية «أسرتي»، أن العنوسة وعدم التزويج، سببان يخلفان مشكلات واسعة في الحياة البشرية‏،‏ إذ تتحول إلى ظاهرة عامة في المجتمع‏،‏ كما أن تعاليم الشريعة الإسلامية تحث علي الزواج المبكر، واختيار الشريك علي أساس الدين،‏ وتيسير تكاليف الزواج‏‏، وتنهى عن المغالاة في المهور.

ودعت عزت إلى تشجيع فكرة إقامة حفلات الزواج الجماعية‏‏ لدعم زواج غير القادرين، أسوة بما كان يتم في عصور الإسلام المزدهرة‏‏، التي كان أفراد المجتمع يتكافلون لمساعدة المحتاج.

من جهة أخرى، أعلن موسى بن أحمد خمج، المشرف على مشروع الزواج الجماعي في منطقة جازان، عن موافقة الأمير محمد بن ناصر أمير المنطقة على إنشاء جمعية تيسير الزواج ورعاية الأسرة، برئاسة أمير المنطقة.

وبين خمج أن عدد المتزوجين في هذا العام الحالي بلغ 600 شاب وفتاة، في حين تجاوز عدد المستفيدين من المشروع خلال السنوات الست الماضية 4 آلاف شاب وفتاة، من مختلف محافظات ومراكز وقرى المنطقة، مشيرا إلى أنه تم تنظيم الكثير من الدورات والمحاضرات التوعوية للشباب والفتيات في فن الحياة الزوجية، إلى جانب البرامج الإرشادية.

وكان الاحتفال في المنطقة الجنوبية جازان، قد شهد كلمة للمتزوجين ألقاها العريس علي بن عثمان قحل - وهو شاب يعاني الصمم - بلغة الإشارة، وترجم للحضور العريس أسامة المدخلي.

وفي شرق البلاد، احتفلت مدينة الأحساء، مساء أول من أمس، أيضا، بموكب مهرجانات الزواج الجماعي، الذي زف نحو 1282شابا وفتاة، عبر ثلاثة احتفالات، وقدرت المبالغ التي ضختها حركة الزواج في المحافظة بنحو 20 مليون ريال.

وكان عبد الله المشعل، رئيس اللجنة السداسية للزواج الجماعي بمحافظة الأحساء، قد أكد في تصريح سابق، أن مهرجانات الزواج الجماعي شكلت قوة اقتصادية واجتماعية للأحساء، ففي الجانب الاقتصادي، ضخت المهرجانات مبالغ كبيرة تقدر بالملايين في الأسواق التجارية بالمحافظة والمدن المجاورة لها، مما أنعش الحركة التجارية بشكل عام.

كما هيأت الكثير من الكوادر من أبناء الأحساء للعمل التطوعي وأهميته، فقد بلغ عدد المتطوعين العاملين في المهرجانات لهذا العام من رؤساء لجان وأعضاء وكوادر أكثر من 6000 شخص.