التربية والتعليم تتبنى «خطة إنقاذ» للمسرح المدرسي

لعبت في الماضي دور «العراب» لانطلاقة «أبو الفنون»

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة بأن وزارة التربية والتعليم السعودية بصدد إطلاق خطة عمل جديدة للنهوض بالمسرح المدرسي في كل مراحل التعليم العام. يأتي ذلك في إطار عملية التطوير للأنشطة الطلابية الثقافية والتي يعتبر المسرح من أهمها.

وأضح سعد الثنيان مدير إدارة النشاط الثقافي بوزارة التربية والتعليم لـ«الشرق الأوسط» أن لجنة تطوير المسرح المدرسي ستعقد خلال أيام اجتماعا يهدف لرفع توصياتها الختامية حول خطة النهوض بالمسرح المدرسي.

يشار إلى أن البدايات الخاصة بالمسرح المدرسي السعودي اتسمت بالبساطة وهي التي انطلقت عام 1928، حين أقامت المدرسة الأهلية بعنيزة حفلا مسرحيا في ختام العام الدراسي وقدمت خلاله الأناشيد والمسرحيات الهادفة بنوعيها التراجيدي والكوميدي وما حوته من خطب وحوارات شعرية كانطلاقة حقيقية للمسرح المدرسي السعودي، الذي عرف بعد ذلك نشاطا لافتا خلال حقبة السبعينات الميلادية من القرن الماضي، قبل أن يتراجع عطاؤه، وسط اتهامات للشأن التعليمي بأنه هو من أغفل «أبو الفنون».

ومما هو معلوم بأن الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن، وفقا لدراسة تاريخية أعدها المسرحي علي السعيد «قد شرف حفلا مسرحيا كبيرا في العام الهجري 1355 في مدينة عنيزة وتحديدا في مدرسة عنيزة الأهلية»، مما يشير إلى أن العمل المسرحي المدرسي السعودي ذو تاريخ لافت وجب إعادة صياغته والأخذ به نحو الأفضل، وهو ما تحاول وزارة التربية والتعليم أن تفعله الآن.

من جانب آخر، أوضح الثنيان أن لجنة تطوير المسرح المدرسي المشكلة ضمن منظومة اللجان التطويرية لبرامج النشاط الثقافي وبقرار من وكيل وزارة التربية والتعليم لتعليم البنين عقدت عدة اجتماعات منذ بداية أنشطتها قبل نحو 6 أعوام، مضيفا أن 80 في المائة من توصياتها تم اعتمادها.

وأشار إلى أن من بين تلك التوصيات تبني مشروع أسبوع المسرح المدرسي الذي سيطبق ابتداء من العام الدراسي المقبل في عدد من إدارات التربية والتعليم على سبيل التجريب، لافتا إلى أن أسبوع المسرح المدرسي عبارة عن أسبوع يعنى بتنشيط الحركة المسرحية المدرسية وتطويرها ونشر ثقافة المسرح على مستوى الإدارات التعليمية والمدارس، وسيحتفى به في كل عام من خلال حفل نهائي يقام نهاية كل عام دراسي.

وبين أن هناك عددا من البرامج المساندة التي ستثري العملية الإبداعية والفنية للمسرح المدرسي، وكذلك تقديم مسابقة التأليف المسرحي التي من المنتظر أن تتعدى النطاق المحلي لتشمل النطاق الخارجي المتمثل في المشاركات العربية.

وقال الثنيان «مهرجان الفرق المسرحية الذي يقام محليا وبشكل سنوي وتشارك فيه عدد من الفرق النموذجية التابعة لإدارات التربية والتعليم قد انطلق هذا المهرجان منذ 12 عاما».

وأضاف مدير إدارة النشاط الثقافي بوزارة التربية والتعليم أن من الإسهامات كذلك تبني التخطيط لوضع لائحة تشكيل الفرق المسرحية النموذجية داخل الإدارات التعليمية والمدارس، ووضع خطط لتدريب عدد من كوادر النشاط الثقافي في المسرح المدرسي وفق تصنيفات علمية، بالإضافة للعمل على تطوير مسارح مدارس التربية والتعليم من حيث المنشآت والتجهيزات، ولعل من أهم ما تقدمه تلك اللجنة التطويرية تقديم دراسة حول دافعية مديري المدارس نحو تفعيل دور المسرح المدرسي داخل مدارسهم.

وأشار إلى وجود تعاون بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة والإعلام وعدد من القنوات الفضائية لتغطية برنامج أسبوع المسرح المدرسي. ولمح الثنيان إلى التوجه نحو عقد عدد من الدورات التدريبية المتخصصة لعدد من الكوادر المسرحية من خلال دعوة مدربين متخصصين في هذا المجال من داخل وخارج السعودية، بالإضافة إلى تنفيذ برنامج المخرج المسرحي الزائر من المخرجين العرب الذين يمكن لهم تنفيذ دورات والإشراف على العروض المسرحية بهدف تطوير العمل المسرحي بمدارس وزارة التربية والتعليم.

وفي السياق ذاته يعقد خلال هذه الأيام اجتماع لعدد من مشرفي الأنشطة الثقافية بوزارات التربية والتعليم العربية في العاصمة المصرية القاهرة لوضع خطة لإطلاق مهرجان عربي للمسرح المدرسي، على أن يكون تحت مظلة جامعة الدول العربية وتستضيف دورته الأولى جمهورية مصر العربية.