«الأمان الأسري» يستقبل 33 حالة شهريا

أطلق خطا هاتفيا ساخنا للأطفال بعد 4 أشهر.. ويدرب رجال الأمن قريبا

TT

كشفت لـ«الشرق الأوسط» مديرة الخدمات الاجتماعية في البرنامج الوطني للأمان الأسري، الدكتورة نورة الصويان، أن البرنامج يتلقى شهريا ما بين 30 إلى 33 حالة عنف عبر الخط الهاتفي، مؤكدة أن العنف النفسي ضد المرأة يأتي على رأسها، من خلال ما وصفته بـ«التحقير والإهانة والإذلال»، يليه العنف الجسدي، وأفادت بأن المتسبب في معظم هذه الحالات هو الزوج.

وأفصحت الصويان عن أن البرنامج سيُطلِق، في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، خطا هاتفيا ساخنا لمساندة ودعم الأطفال، يستقبل اتصالات الأطفال أنفسهم، أو ذويهم الذين يواجهون مشكلة معينة في التعامل مع الأطفال، وتابعت موضحة أن البرنامج يقوم مباشرة بتحويل الحالات التي تحتاج لتدخل طارئ إلى لجنة الحماية الاجتماعية، ويقدم التوعية والمساندة للحالات الأخرى.

وبسؤالها عن المشاريع التي يعمل عليها البرنامج حاليا، تقول: «نعمل بشكل أساسي على التوعية، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، من خلال مذكرة تفاهم تجمع بينا وبينهم، وتتضمن تزويدهم بالمهارات عبر ورش عمل تقام بالمدارس للمرشدات الطلابية والموجهات»، مشيرة إلى توجه البرنامج كذلك للتعاون مع عدة مؤسسات اجتماعية، من خلال تقديم محاضرات توعية، وورش عمل تتناول موضوع الحماية ضد التحرش الجنسي بالطفل، والتزويد ببعض المهارات.

من جانبها، كشفت عضو مجلس إدارة برنامج الأمان الأسري والمستشارة في مجلس الشورى، الدكتورة نهاد الجشي، أن البرنامج سيهتم بالقضايا المتعلقة بالرجال المعنفين خلال العام المقبل، ولن يقتصر تركيزه على الأطفال والنساء فقط، قائلة: «قضايا الطفل دائما ما تكون قضايا عامة، ولا تثير الحساسية، وتعني الجميع، بالتالي طرح بسيط عن الطفل كان مدخلا للتوعية بالعنف، لكن في الحقيقة لدينا شرائح معنفة»، وتابعت: «الطفل القاعدة المشتركة للجميع، والعمل لأجله هو الأكثر قبولا».

وتناولت الجشي الخط الهاتفي الساخن لمساندة ودعم الأطفال، موضحة أنه سيشمل من هم دون الـ18 عاما، ممن يتعرضون لسوء المعاملة والإهمال من قبل أسرهم، أو في محيطهم، أو من قبل المتعاملين معهم، موضحة أن هذا المشروع يهدف إلى تقديم المشورة للأطفال وذويهم ومقدمي الرعاية لهم، لتقديم المشورة والدعم والمساندة لهم، عبر ربطهم بمؤسسات المجتمع المختلفة والمعنية برعاية الطفولة في السعودية.

وأفصحت الجشي، خلال حديثها في الملتقى النسائي الثاني بالقطيف، عن أن هذا الخط سيعمل على التواصل مع الشبكة الدولية لخطوط نجدة الطفل (Child Helpline International)، ومقرها أمستردام - هولندا، مؤكدة أن الخط الهاتفي سيستقبل مكالمات الأطفال بأنفسهم، ليصفوا بأنفسهم طبيعة الهموم والمشاكل التي يمرون بها.

وأضافت عضو مجلس إدارة برنامج الأمان الأسري: «لدينا مشروع لتقديم دورات متخصصة، عُقد منها حتى الآن دورة واحدة للأطباء، لتدريبهم على كيفية اكتشاف والتعامل مع حالات العنف الأسري، أيضا هناك دورتان بعد 4 شهور أيضا للأطباء، وستكون هناك دورة أخرى مخصصة لرجال الأمن مفصلة، حول كيفية التعامل مع حالات العنف الأسري».

أشارت الجشي إلى الدراسات المستقبلية للبرنامج، وهي: دراسة «الأداة المسحية للجمعية الدولية للوقاية من إساءة معاملة وإهمال الطفل لرصد الإساءة والإهمال»، ودراسة «خبرات الطفولة السيئة»، ودراسة «الاستعداد الوطني للحد من إساءة معاملة الطفل». أما الدراسات التي استكملها البرنامج أخيرا، فتتضمن: دراسة «إساءة معاملة وإهمال الأطفال في المملكة العربية السعودية: الرحلة من التعرف على القضية وحتى تطبيق استراتيجيات وقاية وطنية»، ودراسة «أنظمة رصد إساءة معاملة الطفل الوطنية: نماذج من التقدم».

تجدر الإشارة إلى أن الاحصاءات الحديثة المتعلقة بإنجازات برنامج الأمان الأسري الوطني خلال عام 2009، تفيد بأن البرنامج قدم خدمات متنوعة لـ177 ضحية من ضحايا العنف الأسري، وقد تضمنت هذه الخدمات الاستشارات الاجتماعية والمساندة النفسية والقانونية لضحايا العنف، في حين تم اعتماد 38 مركزا لحماية الطفل في القطاعات الصحية المختلفة في جميع المناطق السعودية.

وأضاف البرنامج خلال العام الماضي 3 مذكرات تفاهم مع كل من وزارة الشؤون الاجتماعية، وجمعية حماية الأسرة، ومركز القانون السعودي للتدريب، ومكتب الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند). أما على الصعيدين العربي والدولي، فلبرنامج الأمان الأسري الوطني تعاون مشترك مع المنظمات والجمعيات التالية: اليونيسيف (UNICEF)، منظمة الصحة العالمية (WHO)، والشبكة الدولية لخطوط نجدة الطفل (CHI).