مسؤول حكومي يدعو لضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء لمواجهة الانقطاعات في رمضان

الشهري محافظ هيئة الكهرباء يستشهد بمثل «أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام»

TT

دعا مسؤول حكومي في قطاع الكهرباء إلى ضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء، بالتعاون مع الأفراد والشركات والجهات الحكومية، وذلك خلال الفترة المقبلة، وبالتحديد شهر رمضان المبارك، حيث طالب بضرورة عدم استخدام الأجهزة الكمالية في الفترة ما بين الساعة الثانية عشرة ظهرا إلى الساعة السادسة، باعتبارها فترة ذروة.

وقال الدكتور عبد الله الشهري، محافظ هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج، إن استخدام أجهزة غير ضرورية خلال فترة الذروة، يحمل الطاقة الكهربائية جهدا كبيرا، قد يتسبب في انقطاعات في المحطات الفردية، التي توجد داخل المدن والإحياء، مشيرا إلى أجهزة كأجهزة الغسيل والكي، وغيرها من الأجهزة التي من الممكن استخدامها بعد تلك الفترة، التي قد ترهق الأحمال الكهربائية.

وأشار الشهري، الذي كان يتحدث على هامش توقيع هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج مع كرسي «أرامكو السعودية» للطاقة الكهربائية بجامعة الملك سعود، إلى أن المواطن السعودي يعتبر من أكثر الأفراد استهلاكا للطاقة في العالم، وهو مؤشر لما يتسبب فيه من إجهاد مولدات الطاقة، مشيرا إلى أن الطاقة الكهربائية هي طاقة تستهلك بمجرد التوليد والاستخدام المباشر، وهي غير قابلة للتخزين أو للحفظ كالماء والغاز، وهو الأمر الذي يفسر وجود انقطاعات أحيانا فترة مواسم الاستهلاك العالية.

وبين أن الهيئة عملت على وضع خطة خلال 25 عاما مقبلة، تتضمن حاجة البلاد كل عام من محطات التوليد وحجم شبكات النقل والتوزيع، مؤكدا أن ذلك بحاجة إلى استثمارات ضخمة، إضافة إلى الحاجة لتجديد المحطات الحالية.

ولفت إلى أن أغلب الانقطاعات التي شهدتها المملكة خلال العام الحالي، كانت أغلبها في محطات التوزيع، موضحا أن وضع محطات توليد الكهرباء مطمئن، وكذلك شبكات التوزيع.

واستشهد الدكتور الشهري بالمثل الغربي، في دعوته للترشيد، من خلال قوله: «أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام»، مؤكدا أن الحاجة إلى الترشيد باتت ضرورة، خاصة مع بلوغ عدد المشتركين في خدمات الكهرباء 5 ملايين مشترك، وقال: «في وقت ذروة الحرارة، وإذا كان المشترك يستهلك 5 من أجهزة التكييف، لكم أن تتخيلوا لو أطفئ جهاز تكييف واحد، فإن 5 ملايين من تلك الأجهزة ستكون لها الأثر في تقليل الجهد على استهلاك الطاقة الكهربائية، وتوفر أكثر من محطة».

وأكد على استعداد شركة الكهرباء لمواجهة أي انقطاعات من خلال فرق طوارئ مستعدة، مؤكدا أن بعض الانقطاعات قد تكون بسبب الكابلات في الأرض، وهي التي تأخذ وقتا في إصلاحها.

وكان الدكتور عبد الله بن محمد الشهري، محافظ هيئة تنظيم الكهرباء، وقع اتفاقية مع الدكتور عبد الرحمن العريني، المشرف على الكرسي، بحضور عبد الله العثمان، مدير جامعة الملك سعود.

وأوضح الدكتور عبد الله العثمان، مدير جامعة الملك سعود، أن اتفاقية التعاون مع هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج تجسد جزءا أساسيا من رؤية جامعة الملك سعود، وهو الشراكة المجتمعية، إضافة إلى أنه دفعة للأمام، ويمكِّن الجامعة من تحويل أبحاثها إلى أبحاث تطبيقية، تلامس أرض الواقع، وتسهم في تقديم خدمات يحتاج إليها الوطن والمواطن.

واعتبر العثمان أن التوقيع يثبت أن الطرفين في الطريق الصحيح لخدمة المجتمع, ويبرز دور الجامعة في التحول من جامعة تقليدية إلى جامعة منتجة في التعلم.

ومن جانبه ثمن الدكتور الشهري، محافظ هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج، الجهود المثمرة التي بذلت لتأسيس تعاون بين مؤسسات الدولة وقطاعات البحث بالجامعات السعودية، وعلى رأسها جامعة الملك سعود, مشيرا إلى التعاون المسبق بين معهد الملك عبد الله لتقنية النانو والهيئة في مجال تحلية المياه بالمملكة.

وأكد أن صناعة الكهرباء تحتاج إلى البحث والتطوير المستمر, وقال: «نحن سعداء بالتعاون المثمر مع الجامعة الأولى والأكبر بالمملكة (جامعة الملك سعود)», موضحا أن التوقيع على هذه الاتفاقية ما هو إلا إطار تنظيمي، أما الإطار العملي، فقد بدأ وسيستمر لمصلحة الوطن والمواطن.

من جهته أوضح الدكتور عبد الرحمن العريني، المشرف على الكرسي، أن هذه الاتفاقية تهدف إلى تسهيل وتعزيز التعاون بين كرسي «أرامكو السعودية» للطاقة الكهربائية وهيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج، مشيرا إلى أن التعاون بين الطرفين يتضمن جوانب عدة، حيث يلتزم الكرسي بتنفيذ مشاريع البحوث في المواضيع التي يتم الاتفاق عليها مع الهيئة، والمتوافقة مع أهداف الكرسي.

وأضاف: «يسهل الكرسي الاستشارات التقنية في ما يتعلق بمواضيع الطاقة والقوى الكهربائية, وتنظيم الدورات التدريبية وغيرها لموظفي الهيئة، وفقا لاحتياجاتهم وقدرات الكرسي, والمتابعة والإشراف على الطلاب الخريجين في الاختصاصات التي تهم الهيئة, وتنظيم ورش عمل حول المواضيع ذات الاهتمام المشترك».