دراسة لإعادة تأهيل أماكن طبيعية في عسير وتحويلها إلى محميات للحيوانات النادرة والمنقرضة

الهيئة السعودية للحياة الفطرية تدرس أوضاع «النمر العربي»

صورة للنمر العربي
TT

تعكف جهات حكومية على دراسة إعادة تأهيل الأماكن الطبيعية في منطقة عسير لتكون محميات تضم عددا من الطيور والحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض، ودراسة أخرى حول النمر العربي، الذي يعد جزءا من مكونات الحياة الطبيعية الفطرية في السعودية وجبال السروات خاصة.

وكشف الدكتور مبارك المطلقة، مدير الزراعة في منطقة عسير، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، عن مشروع لإعادة تأهيل الأماكن الطبيعية لتكون محميات تضم عددا من الطيور والحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض. مضيفا أنه سيتم من وقت إلى آخر دراسة هذه الأماكن ووضع هيكلة لها تقتضي الشروط البيئية للمحميات.

وأكد الدكتور المطلقة أن هناك دراسة كبيرة تقوم عليها الهيئة السعودية للحياة الفطرية حول النمر العربي، الذي يعد جزءا من مكونات الحياة الطبيعية الفطرية في السعودية وجبال السروات خاصة, مشيرا إلى أنه سوف يلقى الضوء على هذه الدراسة من قبل مؤسسات أجنبية لإعادة هذه الحيوانات لمواطنها وكيفية زيادة أعدادها وحمايتها.

من جهته كشف الأمير بندر بن سعود بن محمد آل سعود، الأمين العام للهيئة السعودية للحياة الفطرية، أن الهيئة عازمة على توسيع مشتل العرعر بمحمية ريدة، ليتسع لأكثر من 50 ألف شتلة، وتطبيق الدراسات العلمية للحد من الموت القمي لأشجار العرعر، نافيا وجود نية لإقامة مركز أبحاث بالمنطقة حاليا والاكتفاء بالدراسات التي تقوم بها الجامعات والوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) على الأقل في الوقت الحالي.

وأكد الأمير بندر بن سعود خلال افتتاح فعاليات الهيئة السعودية للحياة الفطرية بمنطقة عسير، مساء أول من أمس بفندق «أيام» بالسودة «أن فعاليات الهيئة التي تقام حاليا في مدينة أبها تعد تواصلا بين مسؤولي الهيئة والمواطنين لغرض خلق تعاون بناء للحفاظ على البيئة والحياة الفطرية، وإشراكهم في إدارة وتشغيل المحميات للوصول إلى التضامن الكامل بين المواطن وبرامج الحياة الفطرية».

وأبدى الأمين العام للهيئة السعودية للحياة الفطرية إعجابه بالوعي الكبير للمواطنين والمسؤولين في الإدارات الحكومية لبرامج الهيئة، ولا سيما أهالي محمية جرف ريدة بمنطقة عسير، الذين وصفهم بأنهم «مثال رفيع المستوى ويحتذى به في التعامل مع برامج الحماية، وتعاملهم يثلج الصدر ويرفع الرأس»، مؤكدا حرص أمير منطقة عسير على «توفير الخدمات لأهالي ريدة وبشكل تدريجي وقريبا بإذن الله».

وبالعودة إلى الدكتور مبارك المطلقة أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الأعداد الكبيرة للقرود، المنتشرة داخل القرى والأحياء السكنية في منطقة عسير، تعود أسبابها لانقراض النمر العربي، الذي كان يعتمد في غذائه على القردة، مما أدى إلى انعكاسات سلبية تمثلت في انتشار هذه القردة داخل الحدائق والقرى وإتلافها للمزارع والمحميات، وهذا دفع بالمواطن في منطقة عسير إلى التذمر والقلق والبحث لدى المسؤولين عن حلول تقضي على هذه الظاهرة اللافتة, لذلك فإن انقراض النمر العربي عكس خللا في التوازن البيئي في المنطقة.

وعن سبب انقراض النمر العربي يقول مدير الشؤون الزراعية بمنطقة عسير: «ما زالت أسباب انقراض النمر العربي مجهولة حتى وقتنا هذا، فلم يعد هناك سوى أعداد بسيطة لا تتجاوز العشرات, بيد أن ‏الهيئة الوطنية وعلى الرغم من ظروفها تجتهد في محاولة إعادة دراسة هذا النوع من الحيوانات، وهذا ما تحرص عليه الهيئة لعرضه من خلال هذه اللقاءات».

وأكد المطلقة أن أكثر الأماكن التي توجد فيها هذه النمور تكون على سفوح الجبال والشعاب وتهامات عسير، بالإضافة إلى تناسله البطيء، لذلك يصعب إيجاده بسهوله، ومن النادر جدا رؤيته، فهو إلى جانب ذلك كله يعتبر حيوانا ليليا تكثر حركته وبحثه عن الطعام في الليل.

ولفت الدكتور مبارك المطلقة إلى أن محمية ريدة هي من المحميات التي تلقى اهتمام الجهات المسؤولة، ومن الأماكن التي تعتبر محط اهتمام الجهات الرسمية من وزارة الزراعة والهيئة الوطنية، مرجعا السبب إلى مساحتها الكبيرة واحتوائها على أعداد كبيرة من الطيور والكائنات النادرة والمنقرضة.

وأضاف أن هناك أماكن طبيعية لم تحدد، وهي في طريقها للتحديد، بيد أن تحديدها يتوقف على دراسة النمر العربي من حيث أماكن وجوده وتكاثره من منطقة إلى أخرى, لهذا تعتبر دراسة النمر العربي من أصعب الدراسات الحيوانية.

وعن دور المواطن في حماية البيئة الفطرية يقول مدير الشؤون الزراعية بمنطقة عسير: «يعد المواطن من أهم الركائز التي من خلاله تنطلق حماية المحميات الطبيعية والبيئة الفطرية في المنطقة، وذلك يأتي من خلال توعيته وتثقيفه حول الطبيعة وكنوزها, وخصوصا أن أغلب سكان القرى والأرياف من الطبقة الكادحة، لذا هم يجهلون طرق التعامل مع البيئة الفطرية من حيوانات ومحميات، وهذا ما يدفعنا إلى البحث عن سبل توعوية تسهم بشكل فعال في توظيف الفكر التوعوي والتثقيفي لدى المواطن في ما يخص حماية البيئة الفطرية».

وبيّن الدكتور مبارك المطلقة «أن شجر العرعر من العلامات البيئية الفطرية التي تتميز بها منطقة عسير، وهذا يستوجب حمايتها وإنشاء مشاتل موسعة تساعد على الإكثار منها، خصوصا أنها وجدت في بيئة مناسبة مناخيا وتضاريسيا وجغرافيا».

وأضاف: «لا بد أن نتعايش مع السنن البيئية التي وجدت منذ الأزل، وأن تعمل وزارة الزراعة وكما هو معمول به الآن على ترميم بعض الغابات التي تعرضت للإتلاف لأسباب غير محددة، حيث أصبح شجر العرعر من الأشجار التي تهم وزارة الزراعة».