«بلدي جدة» يدعو «الأمانة» لإجراءات «أشد حزما» تجاه مقاولي مشاريع البنى التحتية

سأل عن انخفاض نسبة التشجير في المدينة.. و«الأمانة» ردت: العمل جار لافتتاح 80 حديقة عامة

يشدد المجلس البلدي بمحافظة جدة على ضرورة التزام أمانة المحافظة بمشروع تشجير نوعي لحماية البيئة من التلوث («الشرق الأوسط»)
TT

دعا رئيس المجلس البلدي في محافظة جدة حسين بن علوي باعقيل أمانة المحافظة لاتخاذ إجراءات أكثر حزما تجاه المقاولين الذين ينفذون مشاريع في البنى التحتية ويتركون مواقع التنفيذ على حالها من دون أي إصلاح أو حتى إعادتها إلى سابق عهدها.

وطالب باعقيل بضرورة إلزام المقاولين بتشجير ورصف وإنارة الشوارع التي يتم فيها إنجاز مشاريع تنموية أو خدمية، بما يتناسب مع واقع وعراقة مدينة جدة، مثمنا في الوقت نفسه قرار وزارة الشؤون البلدية والقروية الذي عممته مؤخرا على الأمانات، ويحمل ضوابط جديدة أكثر صرامة في حماية المواطنين والمقيمين من الغبار والأتربة التي تخلفها المشاريع أثناء عملية التنفيذ.

وقال باعقيل إن «الوزارة (الشؤون البلدية والقروية) ألزمت في قرارها المقاولين بخفض نسبة تطاير الأتربة، مع ضرورة استخدام الأنظمة الحديثة التي تعتبر صديقة للبيئة، فضلا عن منع استخدام طرق التفجير في تفتيت الصخور إلا عند الضرورة القصوى».

من جانبه، أكد عضو المجلس البلدي في جدة بسام بن جميل أخضر أهمية المحافظة على الأشجار والحدائق، في إشارة إلى انخفاض أعداد الأشجار وتحول بعض الحدائق إلى ورش عمل خاصة بالمقاولين المنفذين لعدد من الجسور والأنفاق في المحافظة.

وطالب أخضر بضرورة إلزام جميع المقاولين بتشجير وتزيين الشارع الذي كان مقر مشروع عملهم وإعادته إلى سابق عهده، خاصة أن جدة تعتبر من أكثر المدن تلوثا وتحتاج إلى جهد كبير لتخفيف هذا الضغط من التلوث.

ودعا عضو المجلس البلدي أمانة المحافظة إلى تنفيذ قرار وزارة الشؤون البلدية والقروية بكل تفاصيله، مؤكدا على عدم تسلم أي مشروع من المقاولين ما لم يعمل على تعبيد ورصف وإنارة وتشجير الموقع الذي أنهى فيه مشروعه الخدمي أو التنموي، مشيرا إلى أهمية التعامل الجيد مع الأمور البيئية.

وهنا أكد الدكتور بهجت بن طلعت حموه، مدير عام الإدارة العامة للحدائق والتشجير في أمانة جدة لـ«الشرق الأوسط»، أن العمل جار لافتتاح 80 حديقة عامة جديدة موزعة على أحياء المحافظة، خلال العام الحالي، مشيرا إلى أنه تم الانتهاء من تجهيز 14 حديقة منها، وجار العمل في 16 حديقة أخرى، فضلا عن تجهيز 23 موقعا كساحات بلدية، إلى جانب 27 موقعا أخرى دخلت المراحل الابتدائية لتنفيذ مشاريع ساحات بلدية عليها. يأتي ذلك ضمن مشروع تعمل عليه أمانة جدة لإطلاق 100 حديقة في 100 أسبوع بمدينة جدة.

وأوضح الدكتور حموه أن الحدائق في جدة لم تحظ خلال السنوات الـ20 الماضية بما حظيت به خلال العامين الماضيين، حيث ظل عدد الحدائق ثابتا من دون أية زيادة، فضلا عن خلوها من أي مقومات للحديقة، وأضاف: «بدأت الأمانة خلال السنوات الماضية خطوات جادة لإضافة حدائق جديدة ومسطحات خضراء في كل الأحياء، ويعادل عدد الحدائق التي أنشئت وزرعت خلال العامين الماضيين وتلك التي تجري زراعتها هذا العام ثلاثة أضعاف ما تمت زراعته في الـ20 عاما الماضية، التي لم تقام فيها سوى 30 حديقة فقط».

وكانت دراسة أولية أعدتها أمانة جدة عام 2007، قيمت مدى توافر الساحات العامة في البلديات الـ13 التابعة للمحافظة، وأشارت إلى أن توافر تلك الساحات محدود جدا؛ إذ إن معظم البلديات تعاني من نقص عدد الساحات العامة، أو أن مزيج أنواع الساحات فيها غير متوازن.

وكشفت الدراسة عن أن الساحات العامة المتوافرة في معظم أجزاء جدة أقل من المعدل الذي حددته منظمة الصحة العالمية وهو 8 أمتار مربعة للفرد الواحد، ويتضح النقص أكثر في المناطق المبنية بكثافة في المدينة، مثل بلديتي الجامعة وبريمان، حيث تبلغ نسبة الساحات العامة لكل منها أقل من 0.2 متر مربع لكل فرد، وفي بلدية البلد 0.4 متر مربع لكل فرد، وفي بلدية قصر خزام نصف متر مربع لكل فرد.

وقالت الدراسة: «في حين يكمن التحدي في المناطق خارج المدينة في توفير مزيد من الساحات العامة مع ازدياد السكان، فإن التحدي الأكبر يتمثل في توفير مزيد من الساحات العامة للفرد الواحد ضمن المناطق المبنية بكثافة بأسرع ما يمكن».