فنان تشكيلي سعودي يسترجع ذاكرة «البيئة الأحسائية» القديمة

في معرض احتوى على 50 لوحة فنية

الفنان الحضري يشرح إحدى لوحاته
TT

أعاد الفنان التشكيلي السعودي موسى الحضري، ذاكرة العشرات من زوار معرضه الأول عقودا من الزمان، حيث بدت لوحات المعرض كنوافذ على ماضي البيئة الأحسائية التي يرى كثير من أبنائها أنها افتقدت إلى بساطة الماضي القريب، وبدت اللوحات الفنية المستلهمة من البيئة الأحسائية القديمة كذاكرة بصرية لهم، حيث عبرت عن الحياة الواقعية لطبيعة المكان وعفوية الإنسان البسيط.

ولم يخفِ الحضري في رسوماته التي امتلأت جدران مركز النشاط الاجتماعي التابع للجنة التنمية بقرية المنصورة في محافظة الأحساء وجوه شخصيات عايشها من خلال لمحات يومية كان يمر بها في الحياة، حيث ارتسمت في مخيلته الفنية ليجسدها في لوحاته التي ركزت على تعابير الوجوه، وبعض اللقطات والحركات التي تميز الشخص كعلامة له، من خلال حركات اليد، أو اللبس، أو الجلوس كهيئة عامة للشخص نفسه. وضم المعرض 52 لوحة فنية متنوعة، امتزجت فيها الألوان الزيتية، مع الألوان المائية والباستيلية، وأخذت اللوحات التي تعبر عن الطبيعة الصامتة حيزا كبيرا من الرسومات بهدف التعرف على المكان والحياة اليومية التي تكتنف القرية أو الحارة والتي ثارت بها مخيلة الفنان، وكذلك البيوت القديمة التي كان الطين واللبن مادتها الأساسية، إضافة إلى طريقة تصاميمها وبعض الحيوانات والطيور التي كانت تعيش في وسطها.

وأوضح الحضري، أن المعرض استغرق وقتا للإعداد له بالشكل المطلوب، لافتا إلى أن المعرض الذي تمت عنونته بـ«البيئة الأحسائية»، يرمي إلى تسليط الضوء على الحياة والبيئة القديمة التي كان يعيشها الآباء والأجداد في تلك المنطقة، وكذلك إعادة الصور للأدوات المستخدمة في تلك الفترة، مشيرا إلى أن هذه الرسومات عادة ما تربط إنسان الحاضر بماضيه وما طرأ عليه من متغيرات في حياته اليومية والمعيشية. ويستمد الحضري تجربته من عدة مدارس فنية على حد وصفه، لكنه يميل إلى المدرسة الواقعية، موضحا أن الانسجام بين الألوان هو أهم ما يميز اللوحة الفنية.