استشاري معماري لـ «الشرق الأوسط»: 90% من مساجد جدة تفتقد لأنظمة السلامة

أكد افتقاد المساجد لمخارج الطوارئ وممرات لذوي الاحتياجات الخاصة

TT

كشف لـ«الشرق الأوسط» خبراء في مجال التعمير والبناء شاركوا في ندوة حول سلامة المساجد وأخطاء التصميم‎ استضافتها أمانة جدة أول من أمس، عن أن نحو 90 في المائة من مساجد جدة تفتقد لأسس التصميم والبناء التي يجب مراعاتها في البناء العمراني للمساجد، كما تفتقد جلها لمواصفات السلامة في حالة وقوع الكوارث - لا قدر الله. وأوضح لـ«الشرق الأوسط» المهندس فائق محمود خياط استشاري البناء المعتمد من أمانة جدة، رئيس لجنة السلامة بالغرفة التجارية سابقا، على هامش الندوة التي انعقدت بعنوان «السلامة في المساجد والأخطاء الشائعة في التصميم»، أن 90 في المائة من المساجد تفتقد لأنظمة السلامة، مشيرا في هذا الصدد إلى اقتراح بتشكيل لجنة مكونة من الدفاع المدني والشؤون الإسلامية والأوقاف وأمانة جدة لدراسة أوضاع المساجد وإقرار تنظيمات الأمن والسلامة فيها.

وتحدث المهندس خياط عن الأسس العلمية لبناء المساجد والعناصر المعمارية الأساسية في تصميمها، موضحا أن المسجد يعد من أهم المباني العامة التي تخدم المجتمع المسلم، وأن العناية به تعني الحفاظ على دوره في تمكين المسلمين من أداء الصلوات بطمأنينة وسلامة.

وأشار إلى أن العناصر المعمارية التي يجب مراعاتها في تصميم المساجد تنقسم إلى ثلاثة أقسام: الأول يتعلق بتهيئة الفراغ المعماري، والثاني بكيفية الوقوف في صفوف متراصة ومتوازية مع القبلة، فيما يتعلق العنصر الثالث بأفضلية الصف الأول وأن يكون الفراغ المعماري من دون أعمدة.

وقال إن أغلبية المساجد ليس لها أبواب في حائط القبلة سوى باب الإمام، وهو ما يعد عائقا أمام المصلين في الصف الأول من حيث الخروج سريعا من المسجد في حال حدوث أي طارئ.

وأضاف: «من بين العقبات ما يتعلق بالأبواب الرئيسية للمساجد التي تفتح إلى الداخل وهو الأمر الذي يعوق دخول المصلين المتأخرين، فضلا عن أنه في حال حدوث طارئ مثل الحريق فإن التدافع من جانب المصلين يجعل من الصعوبة سحب الباب إلى الداخل».

وأشار خياط إلى أن هناك عوائق أخرى، منها عدم وجود مانعات صواعق أو وحدات إضاءة توضح المخارج ومخارج الطوارئ فوق الأبواب في حال انقطاع التيار الكهربائي، وعدم وجود وحدات إضاءة طوارئ تعمل بالبطارية في حال انقطاع الكهرباء، فضلا عن عدم وجود طفايات حريق داخل المساجد مع وجود الكثير من المواد القابلة للاشتعال من سجاجيد ومصاحف وكتب.

وفيما يتعلق بالملاحظات المعمارية، أوضح أنها تتمثل في كثرة الأعمدة وضخامتها وعدم وجود مزلقانات للكراسي المتحركة لذوي الاحتياجات الخاصة، وعدم وجود مكان مخصص للكراسي لمن لا يستطيع الصلاة واقفا، بالإضافة إلى كثرة الزخارف والأعمدة التي تحجب الرؤية، وعدم وجود رصيف كاف لخروج المصلين.

وأوصى خياط بفتح أبواب المساجد للخارج، مع تأمين مخرج للطوارئ في مقدمة المسجد، وتأمين وحدات إطفاء الحريق، وتركيب وحدات إضاءة للطوارئ والبطاريات، وتركيب مانعة صواعق، وعمل منحدر لذوي الاحتياجات الخاصة.

كما أوصى بأن تكون مسافة السجود 120 سنتيمترا، وعدم زخرفة حائط القبلة، وتوفير مساحات محيطة بالمسجد، وتأمين المظلات للساحات الخارجية، وتوفير مواقف كافية للسيارات، وعمل ممر في أطراف المسجد لخروج المصلين وإلغاء الفتحات والشبابيك في حائط القبلة.