«التربية والتعليم» تجدد ربطها تعيين خريجي كليات المعلمين بتخطي القياس بـ50 درجة

مسؤول تربوي لـ«الشرق الأوسط»: من لم يتجاوز القياس بنصف الدرجة لن يتم تعيينه

TT

جدد مسؤول تربوي يعمل في وزارة التربية والتعليم موقف وزارته تجاه خريجي كليات المعلمين، ممن قررت وزارة التربية إعادة إدراجهم في دورات تدريبية، للتحقق من أهليتهم في الدخول كعاملين في سلك التدريس، وأكد ضرورة حصول من يخضع لقياس أهليته على 50 في المائة من درجة القياس، البالغة 100 درجة.

وقطع الناطق بلسان وزارة التربية والتعليم في تصريحاتٍ لـ«الشرق الأوسط» وعودا تؤكد عدم تعيين أي معلم لم يجتز اختبار القياس، ولم يحصل على 50 في المائة من الدرجة الكلية.

وأبلغ الدكتور فهد الطياش الناطق بلسان وزارة التربية والتعليم «الشرق الأوسط» بالبحث عن وظائف غير تربوية أو غير تعليمية لمن لم يتجاوز في درجته 50 في المائة من درجة القياس الكاملة.

تصريحات الطياش تلك، جاءت في أعقاب تجمهر خريجي كليات المعلمين أمام بوابات وزارة التربية والتعليم في قلب العاصمة الرياض على مدى الأيام الماضية. وكانت قوة من المهمات الخاصة قد فضت أول من أمس تجمعا لخريجي كليات المعلمين أمام وزارة التربية والتعليم تفاديا لحدوث أي إشكالات قد تحدث.

تجمعات خريجي كليات المعلمين يصفها مسؤولون تربويون بـ«الدوران في حلقة مفرغة»، فيما تراها وسائل الإعلام المحلية صيدا سمينا يستحق إبرازه على صدر صفحات الصحف الأولى.

وزارة التربية والتعليم جددت موقفها، وأطلقت وعودا لخريجي كليات المعلمين من دفعتي (1427 – 1428) تقضي بإدراجهم في دورات تدريبية، وحددت مطلع أكتوبر (تشرين الأول) المقبل موعدا لانعقاد تلك الدورات.

تلك الدورات تراها وزارة التربية والتعليم سبيلا لتبيان وقياس مدى جدارتهم المهنية، ليتسنى عقب ذلك للوزارة تعيينهم على السلم الوظيفي الخاص بالكوادر التعليمية.

المتحدث بلسان التربية جدد عزم وزارته على إخضاع خريجي كليات المعلمين لدورات تدريبية في المركز الوطني للقياس والتقويم، بل وأكد أن وزارة التربية قررت بأن يكون اجتيازه شرطا للتعيين على وظائف تعليمية.

الطياش قال «من لم يتجاوز اختبار القياس لن يتم تعيينه بأي حال من الأحوال، نحن نتعامل مع هذا الأمر من واقع الأمانة، نريد أن يشعر الجميع بالارتياح، نريد أن يشعر الجميع بأن أبناءهم في أيد أمينة».

وأفصح المتحدث بلسان وزارة التربية عن تخصيص 5 مراكز لانعقاد الدورات التدريبية التي تنوي الوزارة أن تخضع خريجي كليات المعلمين لها، تكفل تلك الدورات التدريبية قياس مدى خبرة المعلم في تأدية عمله كمعلم.

وأضاف الطياش شارحا إشكالية المعلمين، قائلا «مشكلة خريجي كليات المعلمين، خصوصا هاتين الدفعتين، أنهم يطالبون بشيء يرونه من حقوقهم، والوزارة تراه عكس ذلك، ما دام أن الاشتراطات التي تتطلبها عمليات التعيين على السلم الوظيفي التعليمي تتطلب ما لا يمتلكونه، من حيث التأهيل والقدرة على مواكبة العجلة التعليمية التي تنتهجها البلاد، ممثلة في وزارة التربية والتعليم».

وعاد الطياش ليربط لجوء الوزارة لقياس مدى جدارتهم بما سماه «تحقيق العدالة»، وبالتالي تحقيق ما سماه أيضا «راحة أولياء الأمور بأن أبناءهم في أيد أمينة».

وستجري وزارة التربية والتعليم مطلع العام الدراسي المقبل، اختبارات قياس لخريجي كليات المعلمين من الدفعات التي طالب خريجوها بتعيينهم على مستويات يستحقونها، أسوة بمن تم تعيينهم فيما مضى على المستويات الخامسة في السلم الوظيفي التربوي المعمول به من قبل الوزارة.

وعاد قرابة 300 خريج من دفعتي 1427 و1428 الذين ضختهم كليات المعلمين قبل أعوام، لتكرار تجمعاتهم أمام وزارة التربية والتعليم، للمطالبة بمساواتهم بنظرائهم من خريجي بعض الدفعات من نفس كلياتهم، الذين سبق أن عينتهم الوزارة على مراتب وظيفية يستحقونها، ولم يتم تعيين البعض منهم على ما يستحقونه من مراتب وظيفية، وهو ما أثار حفيظتهم، وانقادوا لمطالبة الوزارة بمساواتهم بزملائهم الخريجين.

خريجو كليات المعلمين قدموا من عدد من المناطق السعودية إلى مقر وزارة التربية والتعليم في العاصمة الرياض، وهو التجمع الذي واجهه مسؤولو وزارة التربية بإجراء اختبار القياس، الذي تعتبره الوزارة فرصة أخيرة لهم.

وكان خريجو كليات المعلمين قد أقروا قبل تخرجهم بالعمل كمعلمين تابعين لوزارة التربية والتعليم، لكن البعض منهم أثبت عدم قدرته على امتهان التدريس، وذلك طبقا لرؤية الوزارة، وهو ما قاد الوزارة إلى التفكير في إعادة اختبارات قياسهم، من أجل تعيينهم مرة أخرى على المستويات الخامسة، وهي المستويات الوظيفية التي يستحقونها، طبقا لتأكيدات الدكتور فهد الطياش، الذي أكد عدم علمه بما ستتخذه الوزارة من قرارات، لمن لم يتجاوز اختبار القياس، الذي سيخضع له جميع خريجي كليات المعلمين.