الباحة: 40 غابة و26 سدا تفتح ذراعيها لاستقبال المصطافين

وكيل إمارة المنطقة دعا السياح لاكتشاف القرى الأثرية

الأمطار والأودية تحول الباحة إلى لوحة فنية جميلة
TT

أكد لـ«الشرق الأوسط» وكيل إمارة منطقة الباحة، الأمير فيصل بن محمد بن سعود بن عبد العزيز، جاهزية نحو 40 غابة في المنطقة لاستقبال السياح الذين يتوقع أن تكون أعدادهم مضاعفة عن كل عام، نظرا للأجواء الحارة التي تعيشها غالبية المدن، تقابلها الأجواء الخلابة التي تعيشها منطقة الباحة، داعيا السياح إلى زيارة نحو 26 سدا والوقوف عليها.

وقال وكيل أمير منطقة الباحة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الباحة ومحافظاتها في السراة وتهامة شهدت نقلة نوعية في كثير من الخدمات العامة والسياحية التي وفرتها الدولة للمواطنين وسيراها القادمون للباحة في صيف هذا العام». وأضاف «يجري ترميم قرية ذي عين بطريقة فريدة في البناء وبالطريقة نفسها التي بنيت بها منازلها قبل مئات السنين، كما تمت زيادة وتحسين الفنادق والشقق المفروشة وتطوير الغابات كغابة رغدان بزيادة المسطحات الخضراء على رقعتها وتخصيصها للعائلات وإنشاء المجسمات الجمالية المستوحاة من بيئة المنطقة، وإنشاء ميادين التنزه وطرق المشاة الرياضية، وإنشاء ساحة شعبية جديدة للاحتفالات بجوار حديقة الأمير محمد بن سعود كمتنفس للشباب ومقر لإقامة الاحتفالات».

واستطرد «تم شق طرق جديدة ومدرجات ومسطحات خضراء، ورصف بحجارة المنطقة، وإنارة كاملة لغابة الزرائب».

وبين وكيل إمارة الباحة أن «الأمطار هذا العام حولت جبال المنطقة وأوديتها إلى لوحة جميلة من الأشجار الدائمة الخضرة كالعرعر والزيتون البري والطلح الذي يغطي جبال المنطقة والنباتات العطرية التي تعد بالآلاف والأعشاب الخضراء، وأنها ستعمل على تلطيف الجو وتسهم في الحفاظ على الغطاء النباتي». وتابع أن «برامج الصيف هذا العام ستكون مختلفة عن الأعوام الماضية بإدخال عناصر جذب جديدة من البرامج التي تستهدف الأطفال والكبار والعائلات من داخل المملكة والدول الخليجية الشقيقة والمقيمين في المملكة، إذ تنطلق الفعاليات بمشاركة واسعة من الجهات الحكومية والأهلية».

ودعا وكيل إمارة منطقة الباحة السياح عند زيارة الباحة إلى الاطلاع على قراها الأثرية في غامد وزهران، وزيارة الغابات التي تزيد على أربعين غابة منتشرة على خارطة المنطقة، موضحا «قامت البلديات بتجهيزها وتجهيز جميع المنتزهات بملاعب الأطفال والمظلات وبعض الخدمات الضرورية التي يحتاجها المصطاف».

ودعا الأمير فيصل إلى زيارة السدود التي يزيد عددها على ستة وعشرين سدا امتلأت بالمياه من أمطار هذا العام، وساهمت إلى جانب مشروع جلب المياه المحلاة من الشعيبة في توافر الماء الصالح للشرب عبر ما يزيد على ستة عشر موقعا لمناهل المياه التي تزود المنازل على مدار الساعة.

وتنتظر منطقة الباحة، التي تتمتع بأجواء خلابة، أضعاف ما اعتادت عليه من المصطافين والسياح، من الهاربين من حرارة الجو في المدن السعودية، وهو ما دفع بإدارة المرور لإعداد خطة للتعامل مع الزحام المتوقع، حيث يؤكد مدير مرور منطقة الباحة العقيد صالح الجعيد أن «إدارته وفروعها بالمنطقة أعدت خطة لصيف هذا العام وشهر رمضان لتنظيم حركة السير».

وأضاف أنه «بالتنسيق مع الأمانة تم توحيد بعض المسارات وتعديل اتجاهات السير في شوارع الباحة لتتسع لكثافة السيارات، مما جعلهم يغلقون بعض المداخل ويحولون مساراتها لضيق الشوارع وعدم اتساع بعضها لمسارين في وقت واحد».

إلى ذلك، أقامت شرطة المنطقة مركزا لدورياتها الأمنية لخدمة وإرشاد السياح والقيام على راحتهم، إلى جانب مراكز للدفاع المدني والهلال الأحمر وخدمات الصحة ومركز للخدمات البلدية في غابة رغدان.

يشار إلى أنه من أهم البرامج السياحية المنظمة لهذا العام رعاية الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود، وبدعم من الهيئة العامة للسياحة والآثار، المهرجان الوطني الثالث للعسل بمنطقة الباحة، بمشاركة دولية لأول مرة، وبحضور أكثر من خمسين عارضا، بجمعية النحالين التعاونية، بالتعاون مع مجموعة ترفيه الخليج وكرسي المهندس عبد الله بقشان لأبحاث النحل بجامعة الملك سعود.

وهنا أوضح الدكتور أحمد الخازم، رئيس جمعية النحالين والمشرف التنفيذي على اللجنة المنظمة للمهرجان، أن «جمعية النحالين التعاونية بالباحة حرصت على تنظيم المهرجان السنوي بهدف التعريف بمنتجات النحل وأهمها العسل، حيث تنتشر مئات المناحل في المنطقة تضم آلاف خلايا النحل البلدي والمصري في محافظات منطقة الباحة، حيث يصل سعر الكيلو لأكثر من ثلاثمائة ريال بأنواعه السدر والسمرة والضهيان والمخلوط». ويعتبر مهرجان العسل من أقوى المهرجانات بالمملكة التي تعنى بأنواع العسل في العالم نظرا لما تتنوع به المنطقة من غطاء نباتي متنوع يطغى عليه الكثير من الأشجار المزهرة كالسدر والطلح والنباتات العطرية والطبية التي أثبتت فاعليتها في معالجة الكثير من الأمراض، كما أن تنظيم هذا المهرجان يهدف إلى مساعدة النحالين خاصة أعضاء الجمعية في تسويق منتجاتهم بطريقة احترافية، ويضمن لهم المردود المالي، ويساعد المصطافين الذين يقصدون المنطقة لشراء عسل موثوق به.

إلى ذلك، بين إبراهيم العذلة، مسؤول الإعلام في المهرجان، أن «عدد المشاركين في المعرض المصاحب للمهرجان أكثر من خمسين عارضا يمثلون نحالين وبائعي عسل من داخل منطقة الباحة، وعارضين من مناطق أخرى من المملكة مثل الطائف والقصيم وجازان والمدينة ومكة وعسير».وأضاف «سيشارك بعض العارضين من خارج المملكة من مصر وسورية والأردن والجزائر وتركيا واليمن، يعرضون منتجات النحل من العسل وغذاء ملكات النحل وحبوب اللقاح وشمع النحل، كما سيحتوي المعرض على جميع أدوات ومستلزمات تربية النحل وطرق تكاثره، وبعض الكتب والمطويات التي ترشد مربي النحل بطرق علمية وتجارب عالمية لزيادة إنتاجه».