أبها: انطلاق بطولة الطيران الشراعي والمناطيد بمشاركة دولية

شدة ارتفاع جبال السودة تجبر المنظمين على نقل البطولة إلى جبال الهدا شمال أبها

مناطيد تغطي سماء أبها ضمن فعاليات الصيف («الشرق الأوسط»)
TT

انطلقت في منطقة عسير البطولة العربية للطيران الشراعي وبطولة عسير الدولية الثانية الطيران الشراعي الانزلاقي (البراقلايد)، وفعالية المناطيد العالمية، في مركز الطيران الشراعي بالسودة في منطقة عسير، بمشاركة فرق من سورية ولبنان إلى جانب الفرق السعودية.

وأوضح الكابتن أحمد حاضر، مدير العلاقات العامة والإعلام ببطولة عسير، أن الفعالية تعتمد على الطيران الشراعي الانزلاقي الحر الذي يسمى «براقلايد»، حيث يعتمد على التيارات الصاعدة أو التحليق من أعالي القمم للأسفل.

وعن مستوى الأمان يقول مدير الإعلام ببطولة عسير إن مسابقة الطيران الشراعي أمان بنسبه 100 في المائة، في حال اتباع الطرق والضوابط الخاصة بالطيران، من منطقة طيران مناسبة وفي ظل سرعة رياح مناسبة، واستخدام المظلة المناسبة والخوذة، ووجود جهاز الاتصال، لافتا إلى أن رياضة الطيران الشراعي كغيرها من الهوايات والرياضات فيها بعض الأضرار.

وقال إن صعوبة ارتفاع جبال السودة الشاهقة أربكت الطيران الشراعي، وأوكلت المهمة إلى جبال الهدا شمال أبها، التي تقع في محايل عسير، وزاد «قد يكون موقع الطيران في السودة أكبر التحديات، فهو يقع على ارتفاع 9950 قدما، ويعتبر من أعلى المواقع التي يتم فيها الطيران الشراعي أو البراقلايد».

وأضاف «من الصعوبات أيضا منطقة الهبوط التي تقع بين الجبال، والتي تتسبب في تخلخل في الهواء واضطرابه، وهذا ما جعلنا نمارس هوايتنا أحيانا في موقع أخرى في جبل الهدا شمال أبها بـ100 كيلومتر»، إذ تم الانتهاء مؤخرا، بحسب ما ذكره الكابتن أحمد، من تجهيز منطقة الإقلاع الجديدة، حيث إن الموقع يمتلك الكثير من المقومات الرائعة للطيران الشراعي، وذلك بوجود منطقة إقلاع رائعة وسلسلة جبلية مميزة للتحليق حولها إلى جانب منطقة هبوط آمنة.

واعتبر أنه على الرغم من شعبية هذه الرياضة، فإن المعوقات تحفها من كل صوب، وأهمها عدم وجود داعم للأنشطة الطيران الشراعي بشكل يساعد على تطوير الهواية والعمل على الرقي بها.

وأوضح الكابتن حاضر أن البطولة تعتمد في الهبوط على نقطة قطرها 15 سم، وتحسب النقاط من بعدها من نقطة السنتر، وهذا النوع من المسابقة معتمد من ضمن المسابقات في الاتحاد الدولي «FAI» وضمن أجندته السنوية، بالإضافة إلى أنها تعتبر البطولة العربية الأولى المعتمدة دوليا.

وعن القانون المناخي الذي تعتمد عليه هواية الطيران الشراعي، يشير مدير الإعلام ببطولة عسير إلى أن مسابقة الطيران الشراعي لا بد أن تمارس في أجواء صافية من السحب الركامية أو الممطرة، بالإضافة إلى ألا تزيد سرعة الرياح على 20 كيلومترا في الساعة حيث إن عدم اكتمال هذه الظروف - بحسب ما ساقه أحمد حاضر في حديثه - قد يتسبب في تأخر أو إلغاء مواعيد الإقلاع. وقال «في الغالب، وبسبب الظروف الجوية المتمثلة في سرعة هواء قوية أو سحب ركامية ممطرة قد تعوق الطيران، نجبر على العودة من منطقة الطيران من دون أن يكون هناك طيران»، مرجعا السبب إلى توخي الحذر والأمان.

وعن مدى الإقبال على الطيران الشراعي في منطقة عسير، أبان أن الحضور في العام الماضي كان كبيرا جدا، وحظيت الفعاليات بمتابعة كبيرة، وزاد «الأجمل أننا وفرنا للأسرة الاستمتاع بالحضور للطيران وأبنائهم في المرسم الحر، الذي وضع لكي يشغل وقت الأبناء والأطفال، ونقدم من خلاله الهدايا لهم حتى يستمتع الأهل بوقتهم».

وأضاف أن المرسم سيكون هذا العام ضمن الأنشطة المصاحبة للبطولة مع المعرض المصاحب للمعدات، كما سيشارك تقريبا نحو 30 طيارا في البطولة. وأبان أنه على الرغم من كثرة عدد المتقدمين لهذه الرياضة فإن ضيق وقت الطيران كان السبب في قبول عدد لا يتجاوز الـ30 متقدما.

إلى ذلك، بين الكابتن عبد الباري محمد العبد الله، مدير عام البطولة، أن الجهة المنظمة هي «مركز متعة الطيران»، وتشارك فيها جميع الدول الأعضاء في اتحاد الطيران العالمي (FAI)، والدول الأعضاء في الاتحاد العربي للرياضات الجوية، حيث بلغ عدد المشاركين 35 طيارا.

وحول نوعية البطولة والتحكيم والتسهيلات المقدمة قال عبد الباري «التنافس في النزول على الهدف أو دقة الوصول، هو الهدف من البطولة والتحكيم بحسب ما ورد في قانون (FAI)، أما التسهيلات المقدمة فستقدم عروضا مخفضة بالتعاون مع مجموعه من الفنادق بالمنطقة حال حصولنا عليها، ويمكن السكن في موقع البطولة (تخييم)، وسيتم تقديم وجبة غداء واحدة عند تمام الساعة 1:30 ظهرا بموقع البطولة، وتأمين النقل من مقر السكن إلى مقر البطولة والعودة».

وأشار الكابتن عبد الباري إلى أن كأس أمير منطقة عسير مخصصة كجائزة للبطولة، وسيحصل أصحاب المراكز الثلاثة الأولى على كأس، وهناك جوائز أخرى قيمة ستعلن عند وصول الدعم، كما ستخصص درع لصاحب أفضل صورة، ودرع لأفضل حكم، ودرع لأفضل ثلاثة متطوعين في التنظيم، وشهادات شكر لجميع المشاركين، وأن جوائز البطولة الفرعية للمراكز الثلاثة الأولى هي كأس الاتحاد العربي وميداليات ذهبية، وفضية، وبرونزية. وفي سياق آخر، احتضنت منطقة عسير فعالية المناطيد التي تعد أول تجربة على مستوى المدن السعودية. وحول ذلك يقول الكابتن عبد الباري إن سماء أبها تزينت بمناطيد عالمية ضمن فعاليات مهرجان أبها، بمشاركة كل من الفريق السعودي والسوري واللبناني، وشارك في هذه التظاهرة الجميلة أبناء منطقة عسير من خلال تجربة ركوب تلك المناطيد وأخذ الصور التذكارية والتحليق بها في الأجواء العسيرية. وأشار إلى أن المنطاد يعتمد في تحليقه على الهواء الساخن الصاعد من المواقد الخاصة به التي تستخدم الغاز لإشعالها، وكلما كانت قوة الدفع للهواء الساخن داخل المنطاد كبيرة ارتفع من على الأرض، كما يعتمد في توجيهه على الهواء بشرط أن يكون عكس هذا الاتجاه، مبينا أن المنطاد قد يحمل ما بين 6 و8 أشخاص في سلته.