كشف مدير عام الدفاع المدني في المنطقة الشرقية أمس لـ«الشرق الأوسط» عن أن مدن ومحافظات المنطقة تسجل يوميا ما معدله 27 حادثا يستوجب تدخل فرق متخصصة من جهاز الدفاع المدني.
وقال اللواء محمد الغامدي إن رجال الدفاع المدني في حالة استنفار دائم، حيث يباشرون خليطا من الحوادث تتراوح بين الحرائق الكبيرة والحوادث المنزلية والمشاركة في فك المحتجزين في الحوادث المرورية.
وأكد اللواء الغامدي أن نسبة الحرائق والحوادث الأخرى التي تشهدها المنطقة الشرقية خلال فترة الصيف الحالي ما زالت أقل نسبة من الحوادث التي تم تسجيلها خلال العام الماضي، في حين أكد مسؤولون في الدفاع المدني في أكثر من مناسبة أن حرارة الجو المرتفعة التي تشهدها المنطقة هي العامل الرئيسي في تصاعد أعداد حوادث الحرائق في المنطقة.
يشار إلى أن تقريرا مناخيا تناقلته بعض وسائل الإعلام أشار إلى أن المنطقة الشرقية هي الأكثر سخونة في درجات الحرارة بين مناطق السعودية خلال هذه الفترة، في حين وصفت درجات الحرارة التي يشهدها العالم هذا الصيف بأنها الأعلى في التاريخ. وقال الغامدي إن درجة الحرارة المرتفعة التي جاوزت 50 درجة مئوية تعد أهم عامل مساعد على زيادة وتيرة الحرائق التي تم تسجيلها منذ بداية فترة الصيف. مشيرا إلى أن الطقس الحار يؤثر على أداء فرق الدفاع المدني في سرعة التعاطي مع الحرائق وتطويقها.
وكانت المنطقة الشرقية قد شهدت خلال الأيام الماضية حرائق عدة كان آخرها حريق ضخم شب في أحد أحياء مدينة الدمام مساء أول من أمس كاد أن يتسبب في نتائج كارثية بعد أن اشتعلت النيران في مستودع ملاصق لإحدى محطات الوقود، مما تسبب في تكون سحابة ضخمة من الدخان غطت سماء المنطقة.
ويعد مسلسل الحرائق الصيفي هاجسا مؤرقا لإدارات الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية حيث تنتشر هذه الحرائق في المناطق الصناعية بصورة موسمية.
وكان صيف هذا العام قد استهل مسلسل الحرائق بحريق ضخم شهده مصنع للإسفنج بالدمام استدعى تدخل 22 فرقة لمحاصرته وتسبب في خسائر مادية في حدود 5 ملايين ريال. وفي هذا الصدد، يؤكد اللواء الغامدي أن المصانع والمؤسسات المتوسطة تعاني من خلل في إجراءات السلامة، وخاصة تلك التي تعمل في مجال الخردوات والمواد المستعملة، حيث تشكل مخازن الخردوات بيئة مثالية لانتشار الحرائق خصوصا في فصل الصيف. وكان الدفاع المدني بالشرقية قد أنذر في وقت سابق أكثر من 160 منشأة مخالفة لأنظمة السلامة.
ويطالب اللواء الغامدي المصانع والمنشآت التي ترتفع فيها نسبة حدوث الحرائق، برفع مستوى السلامة وتنظيم العمل وتقليل فرصة حدوث الحرائق التي تعد درجة الحرارة العالية عاملا يهيئ حدوثها بصورة متكررة.
وعلى صعيد آخر، يذكر اللواء الغامدي أن الدفاع المدني يقوم بنشر وحدات مؤقتة بقرب مواقع الاحتفالات التي تشهدها الشرقية في الدمام والخبر والأحساء وذلك تحسبا لأي حوادث محتملة.
وتعد المنطقة الشرقية من أعلى المناطق تسجيلا للوفيات الناتجة عن حوادث الحريق حيث سجلت عام 1429 حسب تقرير صادر من وزارة الداخلية 72 حالة وفاة من أصل 148 حالة وفاة شهدتها مختلف مناطق المملكة إضافة إلى 253 إصابة.