ميناء جدة لـ «الشرق الأوسط»: أزمة نقص الوقود لم تؤثر مطلقا على حركة السفن

بينما تحفظت «أرامكو» على التحدث حول اللجنة المشكلة

TT

أكد لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول في ميناء جدة الإسلامي على عدم تأثر حركة السفن القادمة والمغادرة من وإلى جدة بمشكلة نقص وقود السفن نتيجة تخفيض شركة «أرامكو» لإمداداته.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» الكابتن ساهر الطحلاوي مدير عام ميناء جدة الإسلامي أن المشكلة الحاصلة حاليا لا علاقة لها بحركة السفن، ولا سيما أنها تتمثل في نوع من الخدمة تقدم وقودا للسفن العابرة، في حين يتعلق الخلاف بنوع الوقود المقدم لتلك السفن، غير أنها لم تؤثر مطلقا على حركة سفن ميناء جدة الإسلامي.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لم تصل القضية إلى حد الأزمة، وإنما تعتبر مجرد اختلاف في وجهات النظر بين كل من شركة (أرامكو) وشركات البترول الممولة التي تصدر لها التراخيص من قبل (أرامكو) نفسها»، مؤكدا على عدم تأثر أداء العمل في ميناء جدة الإسلامي مطلقا بتلك الإشكالية.

يأتي ذلك في وقت اتخذت فيه الحكومة قرارا لتشكيل لجنة مكونة من أربع جهات لحل مشكلة نقص وقود السفن في ميناء جدة الإسلامي قبل حلول موسم الحج هذا العام التي نتجت عن تخفيض «أرامكو» لإمدادات الوقود.

وتتكون اللجنة المشكلة بأمر من المقام السامي من وزارة المالية والبترول والمؤسسة العامة للموانئ، إلى جانب شركة «أرامكو»، وذلك بهدف حل أزمة توفير الوقود التي تعد في طريقها إلى الحل قريبا بحسب ما أعلنت عنه مصادر في لجنة الوكلاء الملاحين والنقل البحري.

وبالعودة إلى مدير عام ميناء جدة الإسلامي، فقد أفاد بأن اللجنة ما زالت تعقد اجتماعاتها، غير أنه لا يمكن التحدث عنها أو توقع الفترة التي قد تنتهي فيها من أعمالها لكونها مشكلة من المقام السامي، لافتا إلى أن تلك اللجنة التي تضم عضوا من ميناء جدة الإسلامي تم تشكيلها منذ نحو سبعة أشهر، حيث ترفع تقاريرها مباشرة إلى الجهة التي وجهت بتشكيلها.

وكانت بوادر أزمة بدأت قبل نحو عام بعد أن رفع عدد من شركات تموين السفن شكوى ضد شركة «أرامكو» فيما يتعلق بتوفير الإمدادات البترولية لعملائها، وذلك في ظل تغيير الأخيرة لنوع الوقود «cst380» بالنوع «ct180» لتشغيل سفن تلك الشركات.

وقالت الشركات في شكواها إن شركة «أرامكو» السعودية خفضت من كميات الوقود التي تحصل عليها بنسبة تتراوح بين 20 و30 في المائة، الأمر الذي تسبب في أزمة للشركات العاملة بالقطاع البحري.

وأفادت مصادر مطلعة بأن كميات الوقود التي توفرها شركة «أرامكو» لا تكفي لسد حاجة السفن القابعة في ميناء جدة الإسلامي، مشيرة إلى أنه تمت مطالبة «أرامكو» بشكل سريع بتوفير كميات وقود في ميناء جدة بصفة دائمة وبسعر مناسب لسد متطلبات السفن في الميناء الأكبر في السعودية.

وأشارت المصادر إلى انعقاد اجتماع في الغرفة التجارية الصناعية بجدة خلال شهر أغسطس (آب) القادم بهدف حل مشكلة تموين السفن بالوقود، ولا سيما أن الكثير من الشركات خاطبت «أرامكو» لوضع حد للمشكلة، مؤكدة على أن تشكيل اللجان من قبل المقام السامي سيحل المشكلة لتعود حركة السفن إلى وضعها الطبيعي.

من جهته اكتفى مصدر مسؤول في شركة «أرامكو» السعودية خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» حول تلك الإشكالية بقوله: «إن اللجنة تشكلت بأمر من المقام السامي ولا أحد يستطيع التحدث حولها سوى الجهة التي وجهت بتشكيلها».

وحول تكون اللجنة من أربع جهات من ضمنها شركة «أرامكو»، ذكر المصدر المسؤول الذي رفض ذكر اسمه، أن اللجنة تضم وزارتي المالية والبترول، إضافة إلى المؤسسة العامة للموانئ ولن تكون «أرامكو» أقوى من الوزارات للتحدث عن هذه اللجنة - بحسب قوله.

ولكنه استدرك في القول: «لم تصدر اللجنة نتائجها بعد، وكونها مكونة بأمر سامي وتضم عدة جهات لم تصدر تقاريرها بعد، فإنه لا يمكن إعطاء أي توقعات حول الفترة التي ستنتهي أعمالها خلالها»، مشيرا إلى وجود ممثلين للشركة يعملون مع اللجنة التي تعد قائمة بذاتها.