أكبر أسواق السيارات في السعودية والخليج تهدد بكارثة بيئية

تضخ 22 مليار دولار سنويا.. وتعج بالعمالة المخالفة

TT

حذر مسؤول في المجلس البلدي بجدة من الأوضاع المتردية التي تعيشها منطقة معارض السيارات في جدة، التي اعتبرها أكبر سوق دولية للسيارات في المملكة ومنطقة الخليج العربي، بمبيعات سنوية تصل إلى نحو 22 مليار ريال.

وأعرب بسام أخضر، عضو المجلس البلدي وعضو الغرفة التجارية الصناعية، إثر تفقده منطقة المعارض أول من أمس، على خلفية شكوى تقدم بها للمجلس البلدي شيخ طائفة المعارض ورئيس لجنة معارض السيارات في غرفة جدة عويضة محمد الجهني، عن استغرابه لحالة السوق بقوله: «كيف أن سوقا بهذا الحجم تصل مبيعاتها إلى 22 مليار ريال في العام، ويعمل فيها أكثر من عشرة آلاف موظف وعامل، وبها أكثر من 800 محل ومعرض، وتعاني من وضع مأساوي، وتهدد بكارثة صحية وبيئية، ستقع لا محالة إذا ما استمرت الحالة على ما هي عليه؟!».

ووصف أخضر الوضع في معارض سيارات جدة بأنه «خطير»، داعيا الأمانة والجهات المعنية الأخرى للتحرك السريع، تجاه منطقة تضخ أموالا يومية لخزينة الاقتصاد الوطني.

وعدد المشكلات التي تعاني منها معارض السيارات في جدة والتي تبدأ من الاختناق المروري الذي يعطل حركة السير، مرورا بشوارع المنطقة شبه المغلقة نتيجة تراكم المخلفات والأتربة والسيارات المعطوبة والأرصفة المهدمة، فضلا عن طبقات الإسفلت الضعيفة والتالفة نتيجة المياه الجوفية المنتشرة بكثرة في أرض المعارض وانتهاء بالحفر الوعائية والمطبات، كما أن المياه الجوفية تهدد منطقتها بالكامل التي يؤمها يوميا أكثر من 10 آلاف شخص يوميا، فضلا عن تهديد تلك المياه للمناطق المحيطة بها.

وأكد أخضر أن عددا من التجار وأصحاب المحال داخل المعارض، تعرضوا للإصابة بمرض حمى الضنك نتيجة انتشار البعوض داخل ساحات المعارض، بسبب سوء النظافة وانتشار المياه الجوفية التي شكلت الكثير من المستنقعات والبرك الحاضنة للبعوض الناقل للمرض.

وتابع أخضر: «ولا تتوقف معاناة تجار السيارات عند هذا الحد، إذ أكد شيخ طائفة المعارض خلال لقائي معه، أن الشوارع الرئيسية داخل المعارض تحولت إلى ورش صيانة ومعارض صغيرة مخالفة تهدف إلى مزاولة عمليات البيع والشراء التي تديرها عمالة أجنبية مخالفة للنظام، وجدت في المنطقة مكانا آمنا لهم بعيدا عن أعين الرقابة، ويمارسون فيها مهنهم بشكل غير نظامي ويكسبون منها أموالا طائلة».

وقال إن المجلس البلدي تبنى مشكلات تجار السيارات في إيصال صوتهم إلى المسؤولين، وخصوصا أن حجم الأموال التي تضخ يوميا في سوق معارض السيارات لا تتناسب في أي حال من الأحوال مع الوضع المأساوي الذي يعانيه تجارها وأصحاب المحال فيها، فضلا عن الزوار.

وخلص أخضر إلى أن مجلسه البلدي قرر تنفيذ جولة ميدانية أخرى في الأيام المقبلة للتعرف على المزيد من المشكلات قبل الرفع رسميا بإيجاد حلول جذرية لها.

من جانبه، قال الجهني: «بسبب هذه الفوضى اتجهت مجموعة من الراغبين في الشراء و(الشريطية) للوقوف أمام المدخل الرئيسي للمعارض وتحت الكوبري في محاولة - غير حضارية - لاصطياد زبائنهم قبل وصولهم إلى المعارض ولا يهمهم إلا الحصول على العمولة، الأمر الذي زاد من العشوائية في طريقة البيع».