وزير الشؤون الإسلامية لـ«الشرق الأوسط»: تسجيل انحرافات في قبلة عدد من المساجد

قال إن المعالجة تكون بالهدم أو تغيير المحراب أو وضع السجاد * حذر من جمع التبرعات في المساجد.. ونفى منح أي ترخيص بذلك

المساجد المبنية منذ 15 عاما استخدمت أجهزة إلكترونية لتحديد القبلة بشكل صحيح («الشرق الأوسط»)
TT

كشف لـ«الشرق الأوسط» الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، عن تسجيل عدد من الانحرافات في اتجاه القبلة لعدد من المساجد في مناطق مختلفة من المملكة، مشيرا إلى أن وزارته بدأت معالجة تلك الانحرافات بوضع السجاد أو بهدم المسجد وإعادة بنائه، أو بتغيير اتجاه المحراب.

وقال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في رد لـ«الشرق الأوسط» حول ظهور عدد من الإشكاليات في هذا الشأن: «سجلت تلك الانحرافات في المساجد القديمة التي بنيت قبل ظهور الأجهزة الحديثة، أما الآن فكل المساجد التي بنيت من 15 سنة حتى الآن بنيت وفق أجهزة إلكترونية حديثة تحدد الزاوية واتجاه القبلة بشكل صحيح».

وأعلن وزير الشؤون الإسلامية عدم التصريح لأي مسجد بأخذ التبرعات المالية من الناس، وقال محذرا: «ليس لأحد أحقية أن يجمع تبرعات نقدية ألبتة إلا بترخيص من الجهات المسؤولة، ونحن لم نرخص لأي مسجد بجمع تبرعات نقدية».

وحول اقتصار خطب الجمعة في المساجد على الجانب الديني وإتاحة الفرصة لخبراء الطب والمجتمع للمشاركة في إلقائها رد آل الشيخ لـ«الشرق الأوسط» قائلا: «نحن في وزارة الشؤون الإسلامية نقسم النشاط لدينا قسمين: المسجد وفيه جانب عبادي بحت وهو الخطبة، ويجب أن تركز على أمور العبادة والمفاهيم الإسلامية في شؤون الدين والدنيا، أما النشاطات التخصصية فدائما نغطيها في المحاضرات التي عادة ما تكون بعد المغرب أو العشاء، ولذلك تجد بعض الأطباء أو الإداريين أو التنمويين يشاركوننا هذا الجانب».

وعن موضوع هيئة الأوقاف التي أعلن عن إنشائها مجلس الوزراء، قال آل الشيخ: «تنظيمها سينتهي خلال أسابيع ثم يتوج بالموافقة السامية، وخادم الحرمين الشريفين حريص جدا على الأوقاف في المملكة وعلى تغيير وضعها، لأنه وضع على عاتقه تطوير الجهات الدينية وتطوير القضاء، ومجال الوقف لأهميته في الدين يوليه الملك أهمية كبيرة ولذلك أمر بإنشاء الهيئة».

وتحدث الوزير عن موضوع الفتاوى وتقنينها بقوله: «الفتوى لها جهتها وهي دار الإفتاء ونحن نحترم التخصص، لكن الهم الإسلامي هم واحد، وفي الداخل، وفي كل وزارة الشؤون الإسلامية وكل المسؤولين في الإفتاء بينهم التعاون الكبير، لذلك تجد أن المشايخ في الإفتاء يشاركوننا الدعوة في المحاضرات وغيرها».

وأضاف: «لا شك أننا سجلنا كما سجل الجميع أن الفتوى أصابها الكثير من عدم الالتزام، وهذا ليس في الصالح العام، ومن المفترض أن المشايخ إذا بدا لأحدهم فكرة فعليه طرحها على إخوانه من المشايخ لكي لا يحدث بلبلة عند الناس لأن الناس لا يعرفون الأقوال ولا يراجعون الكتب وليسوا أهل تخصص، يفترض أن تكون هناك مناقشات ومداولات ولا تنتقل للإعلام إلا في مراحل أخيرة، خاصة أن بعض الفتاوى لا يمكن أن يفهمها إلا المتخصصون، وبعض الفتاوى لا تقع إلا في العمر مرة فلا يمكن إشغال الناس في الإعلام بمثل هذه الأمور، التي قد ينظر إليها العالم الآخر بأننا نطرح أمور ليست ذات المستوى، والأمة لديها هموم وتحديات كبيرة ولا بد أن ننتقل إلى مستوى أعلى من التحديات، وسماحة المفتي حريص على ضبط الفتوى وفق الأصول الشرعية».

وكان وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف استقبل في مكتبه ظهر أمس، الدكتور علي برداق أوغلو رئيس الشؤون الدينية في الجمهورية التركية، وأشار بعد اجتماعه معه إلى أن «هناك تعاونا بين وزارة الشؤون الإسلامية ورئاسة الشؤون الدينية التركية، من ذلك نشر القرآن الكريم والعناية به، والتنسيق فيما يتعلق برد جميع الشبه التي يتهم بها الإسلام والنبي - عليه الصلاة والسلام - وننسق حاليا لعمل بروتوكول تمهيدا لتوقيع اتفاقية لعمل استراتيجي منظم بين الجانبين، ونحن في الوزارة وقعنا أكثر من 13 اتفاقية في أنحاء من العالم العربي والإسلامي».

وأكد آل الشيخ على الاهتمام بتنفيذ هذه الاتفاقيات حتى يكون العمل الإسلامي في أطر واستراتيجية واضحة وغير خاضع لاجتهادات الأفراد والدعاة والأشخاص، ولذلك وضعنا أطرا محددة للعمل الإسلامي في الخارج. مؤكدا على أن السعودية لديها قدم قوية وراسخة في مجال مكافحة الإرهاب ورد التطرف، سواء في جهود الجهات الدينية أو الجهات الأمنية في المجال الأمني والفكري، فمكافحة التطرف هي دينية فكرية وأمنية في الوقت نفسه، والمملكة حققت نجاحا كبيرا في هذا الصدد.