بريدة تطلق مهرجانها العالمي للتمور في نسخته التاسعة.. اليوم

وسط توقعات بزيادة المعروض 40% وارتفاع المبيعات 10% عن 2009

يستقطب مهرجان بريدة للتمور مستثمرين من داخل السعودية وخارجها (تصوير: خالد الخميس)
TT

وسط توقعات بزيادة في نسب المبيعات، تقف بريدة، إحدى أبرز وأكبر مناطق السعودية إنتاجا للتمور على أُهبة الاستعداد، لرفع الستار عن مهرجان التمور الأكبر على مستوى العالم اليوم، الذي تصادف فعالياته الأسبوع الذي سيشهد آخره دخول شهر رمضان المبارك، للمرة الأولى منذ ولادة كرنفال التمور السعودي العالمي.

وقاد مهرجان التمور الذي احتضنته محافظة بريدة على مدى تسع دورات ماضية، لأن تكون القصيم، المنطقة الأهم في المملكة والعالم، من حيث زراعة التمور وتصديرها، لا سيما بعد أن حققت مبيعات فاقت حاجز 1.8 مليار ريال (480 مليون دولار)، إضافة إلى استقباله مستثمرين دوليين. وفي النسخة التاسعة يتوقع خبراء في صناعة التمور في المملكة أن يسجل المهرجان زيادة في نسبة المعروضات بنسب قدرت بنحو 40 في المائة، يقابلها انخفاض في الأسعار، وإجمالي مبيعات يفوق ما حققه المهرجان في العام الماضي، بنسبة قد تتجاوز 10 في المائة من معدل المبيعات العام.

وينتظر المزارعون والعاملون في الأنشطة الزراعية في المملكة موعد الكشف عن النسخة التاسعة لمهرجان بريدة للتمور، الذي قاد منطقة القصيم إلى أن تحتل موقعا في مقدمة المدن المنتجة للتمور بشكل خاص، والمحاصيل الزراعية بشكل عام، على مستوى العالم.

وتعمل اللجان المنظمة لمهرجان بريدة للتمور على قدم وساق في تقييد رغبات أعداد كبيرة من ملاك المزارع المنتجة للتمور، الذين حرصوا على المشاركة في كرنفال محافظتهم، الذي بلغ مراتب متقدمة من حيث كميات التمور المعروضة والعوائد المالية المتوقعة.

ولا يقتصر مهرجان بريدة للتمور على عرض المنتجات الخاصة بمنطقة القصيم فقط، بل يسعى لاستقطاب أي من راغبي المشاركة من منتجي التمور في المناطق والمدن السعودية الأخرى التي تشتهر بزراعة النخيل وإنتاج التمور.

وأكد المهندس سعود الفدا، الذي يدير أحد أكبر الأوقاف الزراعية لمستثمر سعودي، أن تجاوز مرحلة الصقيع التي أصابت الموسم الماضي والذي سبقه، بات دافعا وعاملا مساعدا لزيادة نسب التمور المنتجة في المنطقة.

الفدا توقع أن يكون المعروض في مهرجان هذا العام أعلى بنسبة أكبر من العام الماضي، متوقعا تسجيل ارتفاع في الأسعار بنسب قد تصل إلى أكثر من 10 في المائة.

الجهات المنظمة في بريدة، تعمل هي الأخرى على قدم وساق، لإيجاد فعاليات مناسبة على هامش مهرجان بريدة للتمور، في خطوة من الجهات المنظمة، تسعى من خلالها لخلق فعاليات تحقق الفائدة لأبناء المنطقة، وللأسر المنتجة العاملة في محافظات منطقة القصيم. ومن المتوقع أن تقام على هامش المهرجان زيارات لمزارع النخيل، للاطلاع على كيفية جني المحصول وتلقيحه، وقضاء يوم وسط حقول النخيل التي تشتهر بها منطقة القصيم.

وأقامت اللجنة المنظمة نموذجا لمزرعة على الطريقة القديمة في مدينة التمور، ضمت طرق التبادل التجاري في القديم، التي يحييها مزارعو التمور على الطريقة القديمة، والتي تتزامن مع أهازيج شعبية، عرفت واشتهرت بها المنطقة خلال مواسم جني المحصول، بالإضافة إلى إبراز أعمال حرفية تستخدم فيها مخلفات النخيل.

ولا تجد محافظة بريدة وجميع محافظات منطقة القصيم، وقتا للراحة والهدوء، مع قرب دخول المهرجان، الذي قاد إلى عمل الجهات المنظمة للمهرجان 24 ساعة متواصلة، في تجهيز وترتيب ورصف المنتجات المعروضة، للخروج بشكل يتناسب مع ما خطط له، بينما شهدت الطرق الرئيسية بالمحافظة وضع إعلانات دعائية تحاكي المهرجان الذي يعمل به أهالي المنطقة بلا استثناء.

وقاد مهرجان التمور لزيادة في الإقبال على الفنادق والشقق السكنية المفروشة، وتصاعدت نسب الإشغال حتى 70 في المائة، طبقا لإحصائية أجرتها الهيئة العامة للسياحة والآثار.

وشهدت الشقق السكنية والفندقية التي تقع بمحاذاة موقع قيام مهرجان التمور زيادة في زوار المنطقة، التي ساهم في إشغالها عدد من الجهات التجارية التي قدمت من خارج المملكة لشراء كميات تجارية كبيرة من أصناف التمور التي تنتجها المدينة.

في هذه الأثناء، طالب خطباء الجمعة في معظم مساجد بريدة في خطبة الجمعة الماضية، الشباب السعودي بالعمل على استغلال الثروات التي تكتنزها مناطقهم، في إشارة إلى مهرجان التمور والمهرجانات الأخرى التي تحتضنها المنطقة بين الفترة والأخرى، لجني عوائد مالية نابعة من عمل شريف. وشدد خطباء 4 جوامع في الجمعة الماضية على أهمية العمل والبعد عن الكسل والاعتماد على الآخر.

ويوفر مهرجان بريدة، وفقا لمديره التنفيذي الدكتور خالد النقيدان، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» على توفير المهرجان لأكثر من 3 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، في حقول النخيل والنقل وجني المحاصيل والعمل على الدلالة (التسويق في أرض المعارض) وغيرها من المهن التي أثبت الشاب السعودي تكيفه معها، وهو ما أكدته مشاركاتهم في نسخ المهرجان الماضية، مستدلا بكثير من رجال الأعمال في المنطقة، الذين اعتمدوا في بداية حياتهم على البيع والشراء في التمور بكميات بسيطة، حتى باتوا من المستثمرين المهمين في صناعة التمور على مستوى المملكة.