عسير: مشروع جديد لتوفير مياه الشرب من حوض «الوجيد» لمد محافظتين بالمياه لـ30 عاما

وزير المياه: يعضد التوجه للاعتماد على السدود بدلا من التحلية

TT

كشفت وزارة المياه والكهرباء السعودية عن مشروع جديد لتوفير مياه الشرب لمحافظتي تثليث وبيشة في منطقة عسير، من حوض «الوجيد» بعد إنهاء الدراسات الخاصة بمياهه.

وأوضح المهندس عبد الله بن عبد الرحمن الحصين، وزير المياه والكهرباء، عقب جولته التفقدية لمشاريع المياه بتهامة عسير أول من أمس، أن حقل الوجيد تم إجراء الدراسات المتعمقة عليه، وأثبتت وجود كميات كبيرة من المياه، وبناء عليه تم تطويره، وحفر بعض الآبار القريبة منه، وأكدت توفر المياه.

وقال إن هذا الحقل سيمد تثليث وبيشة بحاجتهما من المياه للثلاثين عاما المقبلة بواقع 80 ألف متر مكعب يوميا، قابلة للزيادة، وسيقضي على مشكلة نقص المياه في هاتين المحافظتين.

وأشار المهندس الحصين إلى أنه اطلع على مستوى التخزين في سدود بيش ومربة وعتود، بعد الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة مؤخرا، مبينا أن سد بيش يحتوي حاليا على قرابة 150 مليون متر مكعب من المياه، وهو ما يعادل إنتاج محطة التحلية لخمس سنوات.

وأضاف أن «سد بيشة أصبح مصدرا ليس مساندا فقط للتحلية، بل يمكن أن يكون بديلا لها، حيث إن الوادي دائم الجريان، بكمية تقارب الـ200 ألف متر مكعب يوميا في ظل انخفاض التكلفة».

وقال إن السد يمكنه أن يغذي منطقة جازان ومحطة التنقية بمربة بالجاذبية، وهذا يقوي جانب الاعتماد على السد، إلى جانب أن سدى مربة وعتود كانا يعتمدان عليها في سد النقص قبل محطة الشقيق الثانية، حيث يحتوي سد عتود على 7 ملايين متر مكعب، ومربة على 4 ملايين متر مكعب، وهذا يدل على صحة التوجه للسدود خاصة في المناطق الجنوبية الغربية من المملكة، لأنها تعد من أفضل المصادر.

من جهته أكد لـ«الشرق الأوسط» المهندس يزيد آل عايض، مدير مديرية المياه بمنطقة عسير، أن زيارة وزير المياه والكهرباء لمنطقة عسير سبقتها زيارات عدة، حرصا على تفقد المشاريع الجديدة، والوقوف على المستجدات التي قد تسهم في تصعيد دور الوزارة لخدمة المنطقة.

وأضاف آل عايض أن زيارة وزير المياه شملت السدود التي غمرت بمياه الأمطار، كما تفقد مبنى مديرية المياه، الذي ما زال تحت الإنشاء، للاطلاع على مراحل التنفيذ والصعوبات التي رافقتها.

وأشار مدير مديرية المياه بمنطقة عسير إلى أن مياه السدود تعتبر مصدرا من مصادر المياه المنخفضة التكاليف، فيما يخص مراحل المعالجة، مرجعا السبب إلى أن مياه البحر مالحة، فهي بالتالي تحتاج لمراحل كثيرة ومعالجة كبيرة لتحويلها إلى مياه عذبة، في حين أن مياه السدود عبارة عن تجمع لمياه الأمطار، التي تعتبر مياها عذبة، يمكن إخضاعها لمعالجة بسيطة، ليتم الاستفادة منها.

وأفاد المهندس آل عايض بأنه يتم حاليا تصريف مياه سد بيشة لخدمة البيئة والزراعة، وقال إن «سد بيشة، يعتبر من السدود الجارية طوال السنة، بيد أن كمية المياه المتجمعة بسد بيشة هذا العام تفوق الأعوام السابقة، وهذا يعد مصدرا آخر ومهما ومنخفض التكاليف، وتستطيع وزارة المياه استغلاله لخدمة المنطقة».

وفي موقف إنساني، سجل لوزير المياه والكهرباء، عصر الخميس الماضي، أثناء عودته من سد بيشة، حيث قام بمساعدة أسر علقت سياراتهم في الوحل، حيث شاهد عند عبوره الوادي 3 سيارات عالقة في الوحل لعوائل كانت في المنطقة، فتوقف ووجه أفراد الأمن الصناعي بمياه عسير المرافقين له لإخراج السيارات وسحبها لضفة الوادي، وانتظر لنحو ساعة من الزمن، حتى تم إخراجهم جميعا.