إخضاع مجموعة من المترائين لـ«دورات تدريبية» على كيفية رصد الأهلة

الرياض تتجاوز مرحلة خلاف الشرعيين والفلكيين

TT

أعلن في السعودية أمس عن إخضاع مجموعات من المترائين لدورات تدريبية على كيفية رصد الأهلة، في وقت كانت تعمل فيه 9 لجان مكونة من ممثلين عن الجهات الحكومية وفلكيين وشرعيين قبيل مغرب أمس على رصد هلال شهر رمضان المبارك.

وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها عن إخضاع من عرفوا بترائيهم للأهلة لدورات لرفع مستواهم وثقافتهم إزاء مسألة الرؤيا، لحساسيتها، وذلك على يد مختصين في علوم الفلك يتبعون لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.

وأمام ذلك، قال مصدر وثيق الصلة لـ«الشرق الأوسط» إن مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية استقبلت خلال الأشهر الماضية مجموعات من المترائين، وتم إخضاعهم لدورات تدريبية في هذا الصدد، في وقت كشف فيه الدكتور محمد السويل رئيس المدينة عن أن عملية التدريب تمت على كيفية استخدام الأجهزة والتقنيات الحديثة التي تساعد في عملية الرصد. وكانت وزارة العدل السعودية قد قدمت قائمة بأسماء المترائين في جميع مناطق السعودية لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وذلك في إطار التعاون الوثيق بين الجهتين في ملف رصد الأهلة.

ويبدو أن الرياض تجاوزت مرحلة خلاف الشرعيين والفلكيين، وسط تأكيدات المسؤول الأول في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بوجود «توافق كامل بين المدينة والجهات الشرعية في البلاد فيما يتعلق بالرؤية الشرعية للأهلة».

وقبيل هذه التأكيدات، خرج وزير العدل السعودي الدكتور محمد العيسى بتأكيدات نشرتها «الشرق الأوسط» العام المنصرم تفيد بقرب انتهاء الجدل العلمي بين الفقهاء والفلكيين حول مسألة إثبات رؤية الهلال، وخصوصا في المواسم الدينية، كرمضان، والحج.

وأكد رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أهمية الاستفادة مما يوفره العلم الحديث وتقنيات العصر ومن المتخصصين الفلكيين، مشيرا إلى أن المدينة وضعت كل إمكاناتها العلمية والبحثية فيما يختص برصد بدايات الأهلة من تلسكوبات ومناظير فلكية وأجهزة للتقريب والتصوير وتوفير المختصين العلميين لتأمين الدعم الفني اللازم. وتشارك مدينة العلوم والتقنية في لجان حكومية تترأسها المحكمة العليا، وتشمل في عضويتها ممثلين عن وزارة الداخلية (إمارات المناطق)، ووزارة العدل، والمحاكم المحلية، بالإضافة إلى مجموعة من علماء الفلك.

يشار إلى أن مسألة إثبات الرؤية انتقلت وفقا للترتيبات القضائية الجديدة من الهيئة الدائمة لمجلس القضاء الأعلى (وفقا لمسماه القديم) إلى المحكمة العليا، التي تتولى منذ أكثر من عام مسؤولية إثبات الأهلة.

يشار إلى أن المحكمة العليا باتت تدعو عموم المسلمين، وخصوصا من لديه قدرة على الترائي، بالمشاركة في عمل لجان الرؤية، والاعتماد على المناظير الفلكية في عملية رصد الهلال، والتي كانت تلقى في وقت سابق معارضة من بعض التوجهات الدينية في السعودية.