3 جامعات سعودية تسير على خطى جامعة الملك سعود بتطبيق «المشاريع الوقفية»

بعد نجاح التجربة في جامعة الملك سعود وتوقع مداخيل سنوية لها بـ4.9 مليار ريال

جانب من المشروع الوقفي الذي طبقته تجريبيا جامعة الملك سعود في الرياض («الشرق الأوسط»)
TT

تسير 3 جامعات سعودية كبرى على خطى جامعة الملك سعود في الرياض، بإقامة مشاريع وقفية يعود ريعها لصالح الجامعات، وذلك بعد تطبيق الفكرة تجريبيا في جامعة الملك سعود، ونجاحها بشكل باهر، وهو ما دفع بوزارة التعليم العالي في السعودية إلى السماح للجامعات الـ3 بالدخول في هذا الاستثمار.

وكانت جامعة الملك سعود في الرياض قد بدأت منذ عامين في تطبيق هذه التجربة بإقامة 9 أبراج فندقية، وسط توقعات بأن تضخ سنويا نحو 4.9 مليار سنويا كدخل إضافي للجامعة.

وأكد لـ«الشرق الأوسط» الدكتور خالد العنقري، وزير التعليم العالي في السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، بدء توجه الجامعات السعودية لتطبيق تجربة مشاريع الأوقاف التي كانت قد بدأتها مؤخرا جامعة الملك سعود في الرياض، مؤكدا على أن ذلك التوجه يعد أساسيا ورئيسيا بالنسبة للجامعات بشكل عام.

وأوضح أن كلا من جامعة الملك عبد العزيز في جدة، وجامعة أم القرى بمكة المكرمة، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران، تسير حاليا في توجه الاستفادة من إنشاء مشاريع للأوقاف داخل نطاقها العمراني.

من جهة أخرى أشار العنقري لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الجامعات السعودية تعمل في الوقت الحالي على إنشاء سكن حديث للطلاب والطالبات، حيث ترعى وزارة التعليم العالي بعض هذه المشاريع الخاصة في الجامعات الجديدة التي لم تستكمل بها الأجهزة الفنية المطلوبة لإنشاء مثل تلك المشاريع».

ولفت إلى أن الجامعات الأقدم تقوم حاليا إما بطرح مشاريع إنشاء سكن الطلاب والطالبات أو تنفيذها، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن جميع طلاب وطالبات الجامعات السعودية سيحصلون على خدمات جيدة في ما يتعلق بالسكن الجامعي.

واعتبر مطلعون تجربة الملك سعود تجربة ناجحة بكل المقاييس، إذ توقع في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» مسؤول رفيع بجامعة الملك سعود بالرياض أن تضخ الأبراج التسعة الداخلة ضمن مشاريع الأوقاف بالجامعة ما يقارب 4 مليارات و900 مليون ريال كمصدر دخل مستقل لها، وهو ما يشكل 30 في المائة من إجمالي الميزانية المخصصة للجامعة والبالغة نحو 7.3 مليار ريال والتي تمثل أكبر ميزانية تحصل عليها جامعة سعودية خلال هذا العام.

في حين كشفت الدكتورة أمل بنت عبد العزيز الهزاني، مستشارة مدير جامعة الملك سعود في الرياض، في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط»، عن وصول إجمالي قيمة الأوقاف حتى الآن إلى نحو 3 مليارات ريال، لافتة إلى أن العدد يشهد تزايدا في ظل عدم اكتمال المشاريع، مشيرة إلى أن الجامعة تتطلع إلى أن تصل إلى 25 مليار ريال.

تجربة الأوقاف في جامعة الملك سعود في الرياض تعد الأولى من نوعها على مستوى الجامعات السعودية، وتهدف إلى تعزيز الموارد المالية والإسهام في الأنشطة التي تعمل على رفع التقييم العالمي للجامعة، ودعم وتطوير أنشطة البحث والتطوير والتعليم وتفعيل العلاقة بين الجامعة والمجتمع.

وفي سياق جامعي آخر، وبالعودة إلى وزير التعليم العالي، أشار إلى أن «هناك مشاريع جامعية شارفت على الانتهاء خلال الشهر الحالي أو وقعت عقودها، وستسهم بشكل كبير في زيادة أعداد المقبولين بالجامعات التابعة لتلك المناطق التي تخصها المشاريع، عدا عن تأثيرها إيجابيا على نوعية التعليم المقدم للطلاب».

وأضاف أن «هذه المشاريع التي تنفذها وزارة التعليم العالي مؤخرا مصممة وفق أحدث طرز بناء المدن الجامعية الحديثة التي تأخذ بعين الاعتبار كل التقنيات المتقدمة والمعامل التي تحتاجها العملية التعليمية المتطورة لتكون الأساس في الجامعات السعودية».

وحول رقابة وزارة التعليم العالي على تنفيذ المشاريع أوضح أن «الرقابة على تنفيذ المشاريع تختلف باختلاف أنواع هذه المشاريع، حيث تتابع الوزارة بشكل مباشر تلك التي يتم تنفيذها من قبلها في المدن الجامعية الجديدة، في حين تراقب سير المشاريع المنفذة من قبل الجامعات عن طريق ميزانياتها وأجهزتها المختصة وفق الإجراءات المتبعة عادة في مثل تلك الأمور».

وفيما يتعلق بسير عمليات قبول الطلاب والطالبات في الجامعات السعودية، أبان الدكتور العنقري أن القبول يسير بحسب الخطة التي تم وضعها من قبل الوزارة، مبينا أن هناك عددا كبيرا من المقاعد المتاحة في الجامعات بمختلف التخصصات خاصة النوعية منها والتي تشهد إقبالا كبيرا من قبل الطلاب والطالبات.

واستطرد في القول «ثمة أعداد كافية من الجامعات التي ستكون مهيأة للطلاب والطالبات في مختلف التخصصات، الأمر الذي يجعل القبول يسير بشكل سلس وجيد، غير أن عملية فرز الطلبات وتوزيع الطلاب والطالبات على مختلف التخصصات المختلفة لا تزال جارية في الوقت الحالي»، موضحا أن جميع الطلبات سيتم تحقيقها قبل بداية الفصل الدراسي القادم.

وبين أن عملية القبول تتم من قبل الجامعات مباشرة، بينما تتابع الوزارة معها أعداد المقبولين، غير أنه يتم التدخل في حال وجود أي إشكالية تتعلق بتجاوز أعداد الطلاب والطالبات لإمكانيات أي جامعة.

لكنه استدرك قائلا «حتى الآن لا توجد أي إشكاليات تتطلب تدخل وزارة التعليم العالي، لا سيما أن الجامعات من خلال خبراتها التي اكتسبتها طيلة السنوات الماضية تقوم بدور جيد لخدمة الطلاب والطالبات».

وفي ما يتعلق ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، لفت وزير التعليم العالي إلى أن جميع الطلاب الملتحقين بالبرنامج ملتحقون بجامعات موصى بها، إلا أنه في حال وجود أي تكدس أو إشكالية فإن الوزارة تعمل على معالجتها في حينها وتوجيه الطلاب لتغيير برنامجهم التعليمي إلى آخر، مؤكدا أن برنامج الابتعاث يسير بشكل ممتاز.

يشار إلى أن وزير التعليم العالي وقع أول من أمس الثلاثاء في جدة عقودا لنحو 22 مشروعا في عدد من الجامعات السعودية الجديدة بالمناطق، يزيد إجمالي قيمتها على ملياري ريال.

وشملت هذه العقود مشاريع إنشائية بقيمة مليار و700 مليون ريال في كل من جامعة الباحة لمشروع إنشاء مبنى إدارة الجامعة والعمادات المساندة، وجامعة حائل ضمن مشروع إنشاء كلية الهندسة والمستشفى الجامعي وتنسيق الموقع العام، إلى جانب جامعة تبوك لمشروع إنشاء مبنى إدارة الجامعة والعمادات المساندة وإسكان أعضاء هيئة التدريس في الجامعة.

كما تتضمن المشاريع جامعة جازان لتنسيق الموقع العام بها، وجامعة طيبة لمشروع إنشاء كلية المجتمع، إضافة إلى كل من الجامعة الإسلامية وجامعة أم القرى لإنشاء إسكان أعضاء هيئة التدريس في كل منهما.

ووقع الدكتور خالد العنقري خمسة عقود لتأثيث وتجهيز كليات العلوم في كل من جامعات الباحة وجازان وحائل والخرج، فضلا عن كلية العلوم في الزلفي، وذلك بقيمة إجمالية تتجاوز 230 مليون ريال.

وتشمل عقود المشاريع أيضا سبعة أخرى لتأثيث وتجهيز كليات المجتمع في كل من جامعات الباحة وجازان وحائل والخرج والمجمعة وشقراء وكلية المجتمع في حفر الباطن بقيمة إجمالية تزيد على 181 مليون ريال.