جامعة الملك سعود تكشف عن المرحلة الثانية للأوقاف باستثمارات 5 مليارات ريال

الدكتور عبد الله العثمان: ندعو المجتمع للمساهمة في البرنامج.. ودخل الأوقاف يضاعف ميزانية البحث العلمي 10 مرات سنويا

رسم تخيلي لما ستكون عليه فنادق «هيلتون جامعة الملك سعود» («الشرق الأوسط»)
TT

كشف مسؤول رفيع في جامعة الملك سعود أن المرحلة الثانية لأوقاف الجامعة قد تم تحديدها باستثمارات تصل إلى 5 مليارات ريال، وذلك من خلال تحديد الأرض التي ستقام عليها المشاريع، بمساحة تصل إلى 300 ألف متر مربع، والتصميمات، لتسير على خطى الجامعات العالمية في توفير جزء من الموارد المالية بشكل ذاتي.

وقال الدكتور عبد الله العثمان، مدير جامعة الملك سعود، إن عائدات فنادق الهيلتون التي حققتها الجامعة، ستصرف في دعم أبحاث الجامعة بشكل عام، والأبحاث الطبية بشكل خاص، حيث سيتم صرف جزء من العائدات على أبحاث مرض الفشل الكلوي والخلايا الجذعية، إضافة إلى أبحاث مرض السكري الذي تصل نسبته بين المواطنين إلى 25 في المائة.

وقال إن الجامعة تعمل على إنشاء فنادق أخرى ضمن أوقاف الجامعة، وذلك بناء على دراسات الجدوى الاقتصادية التي تدرسها أمانة الأوقاف، بناء على معطيات الطلب على الفنادق في العاصمة السعودية الرياض.

ولفت العثمان إلى أن الجامعة ترغب في أن تكون مجموعة «هيلتون» شريكها في الفنادق الأخرى، التي تتطلع الجامعة لإنشائها، خاصة الفندق الذي سيكون في «منارة الملك عبد الله للمعرفة»، وهو المشروع الذي يتوسط عناصر مشروع «أبراج الجامعة»، الذي يعتبر علامة مميزة على تقاطع طريق الملك عبد الله وطريق الملك خالد، وواجهة وبوابة حضارية لمدينة الرياض من الجهة الشمالية الغربية؛ حيث يبلغ ارتفاع البرج 49 دورا، وبمساحة قدرها 128 ألف متر مربع، في الوقت الذي تتضمن منصة البرج مركز الملك عبد الله للمؤتمرات، بمساحة قدرها 254 ألف متر مربع.

وكانت جامعة الملك سعود قد وقعت في وقت سابق اتفاقيتين مع «هيلتون العالمية»، وذلك لإدارة وتشغيل فندقي «هيلتون الرياض جامعة الملك سعود»، و«ريزيدانس هيلتون الرياض جامعة الملك سعود» المتوقع افتتاحهما في عام 2012.

والفنادق هي أحد مكونات أبراج وقفية، تعمل على إنشائها الجامعة، في خطوة تسعى من خلالها لتعزيز مصادر دخلها الذاتي، لتكون 30 في المائة من الموارد المالية، عبر برنامج أوقاف الجامعة، في الوقت الذي تملك فيه محفظة عقارية تصل إلى مليار دولار.

وأشار مدير جامعة الملك سعود إلى أن الجامعة ستكشف النقاب عن أول برج في الحديقة العالمية «وادي الرياض»، في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، وتابع: «برنامج الأوقاف قدم فلسفة جديدة في العمل الخيري في أكبر بلد يقدم العمل الخيري، وذلك من خلال الأبراج التي ستدعم الأبحاث التي تخدم البشرية بشكل عام». ودعا العثمان المجتمع للمساهمة في المرحلة الثانية من الأوقاف التي تنوي الجامعة إنشاءها خلال الفترة المقبلة، مبينا أن الجامعة تعمل على إنشاء مؤسسة لأوقاف تعليمية.

ويملك الأبراج الفندقية برنامج «كراسي البحث»، وهو الأمر الذي سيسهم في تعزيز الموارد المالية للبرنامج، وكان الدكتور عبد الله العثمان، مدير جامعة الملك سعود، قد وقع العقد مع كارلوس خنيصر، المدير الأعلى للتطوير بالشرق الأوسط لـ«هيلتون» العالمية، وعصام عبود، نائب الرئيس لشبه الجزيرة العربية والمحيط الهندي في وقت سابق.

وسيوفر المشروع نحو 396 وحدة فندقية، تتوزع على 241 غرفة في فندق «هيلتون الرياض جامعة الملك سعود»، و155 جناحا فندقيا في «ريزيدانس هيلتون الرياض جامعة الملك سعود»، في الوقت الذي يسعى فيه لاستقطاع حصة من سوق الفنادق في الرياض.

وتابع: «اليوم يجب أن نرفع كثير الشكر وعظيم الامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ولولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز، وللنائب الثاني الأمير نايف بن عبد العزيز، إضافة إلى تهنئة وشكر للأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، الأب الروحي لجامعة الملك سعود، الذي نالت الجامعة شرف أن يكون رئيسا للجنة العليا لأوقافها، بالإضافة إلى جميع المتبرعين والممولين لبرامج الجامعة».

وتسعى جامعة الملك سعود للاعتماد على 30 في المائة من مصروفاتها الذاتية من استثماراتها المختلفة، وقال العثمان، أمس: «إن الجامعة جمعت أول مليار دولار، وهي في طريقها لجمع 25 مليار دولار بحلول عام 2040». وأكد أن دخل المرحلة الأولى من أوقاف الجامعة سيضاعف ميزانية البحث العلمي في الجامعة عشر مرات سنويا، والدخل المشترك مع الحلفاء الاستراتيجيين سيضاعف ميزانية البحث العلمي 3 مرات سنويا.

وقال الدكتور عبد الرحمن الحركان، أمين عام أوقاف جامعة الملك سعود، عن أهمية هذه الاتفاقية، إن مشروع «أبراج الجامعة» يحتضن هذه الأبراج الفندقية في الركن الجنوبي الغربي من أرض الجامعة، على تقاطع طريق الملك عبد الله مع طريق الملك خالد، ويتميز بكثير من المميزات، كما يتميز بقربه من مطار الملك خالد الدولي، الذي يستقبل 11 مليون مسافر سنويا؛ حيث يبعد 28 كلم بالسيارة.