سكان جدة يشاهدون لأول مرة في رمضان سفينة فضاء عابرة بالعين المجردة

تدور 16 مرة حول الأرض يوميا بسرعة 28 ألف كلم في الساعة

TT

يشاهد سكان مدينة جدة بالعين المجردة، ولأول مرة في شهر رمضان، عبور مركبة فضاء دولية، وذلك مساء يوم الأحد القادم الموافق 21 أغسطس (آب) الحالي، ولعدة أيام متتالية على فترتين صباحية ومسائية.

وأوضحت الجمعية الفلكية بجدة أن العبور المرئي للمحطة الفضائية الدولية المشتركة (ISS) ليس هو الأول، لكنه يصادف شهر رمضان لأول مرة. وقالت إنه نظرا لكون المحطة الدولية تتحرك في مدار منخفض حول الأرض، وحجمها كبير نسبيا، فإن ذلك يساعدها على عكس كمية كبيرة من ضوء الشمس، مما يتيح للراصدين مشاهدتها بالعين المجردة، حيث تظهر على هيئة نقطة مضيئة براقة متحركة عبر صفحة السماء.

وأوضح المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، لـ«الشرق الأوسط»، أن عبور المحطة الدولية يعد جزءا من سلسلة حراك حول الأرض خلال شهر رمضان المبارك، وذلك بحكم مدارها المتغير، مشيرا إلى أن معرفة عبور مركبة الفضاء الدولية وغيرها من الأقمار الصناعية قبل حدوث ذلك تأتي نتيجة للدقة المتناهية التي وصلت إليها الحسابات الفلكية التي يمكن من خلالها تحديد مواقع الأجرام السماوية المختلفة.

وبين أن محطة الفضاء هي عبارة عن مشروع مختبر دولي يشغله فريق دولي من ستة رواد في مدار على ارتفاع 390 كيلومترا عن سطح كوكب الأرض، بمشاركة وكالة ناسا وروسيا وفرنسا واليابان والكثير من الدول المختلفة، وتشكل المحطة المشروع العلمي والتكنولوجي الأكثر تعقيدا على الإطلاق في تاريخ استكشاف الفضاء.

وقال إن المحطة التي حلت محل المحطة الروسية «مير» تقوم باختبارات فضائية لاستكشاف الفضاء عبر الدراسات والاختبارات، التي تتم في منطقة انعدام الجاذبية، ومراقبة المناخ والتقلبات الجوية حول الأرض، لا سيما أن مراقبتها من الفضاء تكون بصورة أفضل وأوضح من المراقبة الأرضية، مشيرا إلى أن هذه الرحلة تعتبر كخطوة تحضيرية لاكتشاف عوالم جديدة، من ضمنها كوكب المريخ والتعرف على الحياة فيه، ودراسة العودة إلى القمر لرحلات وكشوفات مستقبلية جديدة.

وقال «الرحلة التي تقوم بها المركبة هي خطوة إلى غزو الفضاء، فالإنسان الآن بصدد التوجه إلى المريخ بحلول عام 2029، ولا بد لرواد الفضاء من التأقلم في حالة انعدام الجاذبية، لا سيما أن الرحلة من كوكب الأرض إلى المريخ تستغرق ثمانية أشهر، وتعتبر هذه الرحلة قاسية مقارنة برحلة القمر التي استغرقت أسبوعين».

وعلى الرغم من التكلفة المادية التي تتحملها الدول في القيام بمثل هذه الرحلات والدراسات في سبيل تحقيق السباقات والاكتشافات العلمية، فإن المهندس أبو زاهرة أكد أنه يتم تغيير الرواد الفضائيين بداخل تلك المحطات الفضائية، ومعظمهم من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا.

وحول سرعة تلك المحطة الفضائية قال «تبلغ 28 ألف كم في الساعة، لذا فهي تكمل دورة واحدة حول الأرض كل 91 دقيقة، وتكمل نحو 16 دورة حول الأرض يوميا، والشمس تشرق على روادها وتغرب 16 مرة خلال اليوم الواحد، وحدد الوقت الوسطي - غرينتش - ليكون المعتمد على متن المحطة، فعندما تغرب الشمس في لندن تغلق نوافذ المحطة آليا، لإعطاء الرواد شعورا بالليل ليناموا، ومن ثم يستيقظوا الساعة السابعة صباحا ليعملوا عشر ساعات يوميا».

واستطرد «التحكم بالمركبة من الأرض يتم عبر محطتين أرضيتين، الأولى بهيوستن بالولايات المتحدة الأميركية، والثانية بمدينة موسكو في روسيا»، مشيرا إلى أن السبب في عدم سقوط مركبة الفضاء الدولية نحو الأرض يرجع إلى الحركة بسرعة كافية لمقاومة قوة الجاذبية الأرضية التي تعرف بالسرعة المدارية، إضافة لعدم وجود أي شيء يعمل على إيقافها.