مكة المكرمة: «ثقل وزن» مقتنيات معرض الحرمين الشريفين يمنع من نقلها لمعارض عالمية

مدير المعرض لـ «الشرق الأوسط»: عرض عمود الكعبة على الرغم من تآكل أجزائه

وفد إندونيسي خلال زيارة المعرض مؤخرا («الشرق الأوسط»)
TT

كشف محسن السلمي، مدير معرض عمارة الحرمين الشريفين، لـ«الشرق الأوسط» أنه لا نية لنقل محتويات المعرض الأثرية في أم الجود بالعاصمة المقدسة، نحو متاحف عالمية، التي يأتي على رأسها مقتنيات من أعمدة الكعبة من القرن الأول الهجري، بالإضافة إلى سلم الكعبة، نظرا لثقل وزنها، وأوضح أن جزءا من عمود الكعبة تآكل بفعل تقادم السنين، ونقوم بعرض ذلك الجزء في «باترينا» خاصة. وأكد محسن السلمي أن جزءا من العمود الخشبي تآكل بفعل تقادم السنين، وهو عمود مختلف عن بقية الأعمدة الخشبية، بحكم أن ارتفاعه يبلغ سبعة أمتار, وكانت هناك عملية تآكل في جزء منه, والجزء المتآكل نقوم بعرضه على جميع الزوار والمعتمرين, في «باترينا» خاصة.

وعن الجنسيات التي تزور هذا المعرض، قال السلمي «إن جلهم من شرق آسيا، إندونيسيا وماليزيا, ونقوم بعملية الشرح باللغة الإنجليزية، التي تمثل لغة مشتركة للتفاهم والتواصل والتقارب, ناهيك عن وجود مترجمين سياحيين يجيدون اللغة الملاوية والإندونيسية والماليزية, فضلا عن أن معظم الحملات الزائرة للمعرض تحتضن مترجمين من بني جلدتهم, على اطلاع ودراية بما يحويه المعرض من كنوز أثرية».

وأبان أن النقوشات الأثرية التي تحويها ردهات المعرض تم فك شفراتها وعقدها كخط الثلث، الذي تم فك ترجمته إلى لغة مبسطة, ويهمنا في معرفة تلك النقوش تاريخها الزمني, والخلفية التاريخية التي كتبت من أجلها, لأنها نقطة تمثل محفزا للباحثين وسابري أغوار التاريخ والمتخصصين.

وحول ما إذا كانت هناك نية لنقل كنوز معرض عمارة الحرمين الشريفين إلى دول إسلامية وعالمية، على غرار معرض اللوفر، كشف السلمي أنه يصعب نقل تلك الآثار والنقوشات، نظرا لضخامتها وثقل وزنها, وأغلب القطع قطع ثابتة وغير متحركة يصعب نقلها، خاصة عمود الكعبة وسلمها, ولك أن تتخيل أن سلم الكعبة تبلغ أبعاده خمسة أمتار في مترين ونصف المتر, فضلا عن المخاوف التي تعترينا جراء نقل بعض النقوش، حفاظا على هيئتها الأصلية».

وأفاد مدير معرض عمارة الحرمين أن أبرز الصور الفوتوغرافية الموجودة في المعرض عبارة عن تاريخ مؤرشف لكل من مكة المكرمة, والمدنية المنورة, والمشاعر المقدسة, وهي صور تم التقاطها عام 1297هـ, وهي صور مهداة للمعرض من الأمير سلطان بن عبد العزيز.

وأبان السلمي أنه روعي في إنشاء المعرض تناسق التصاميم الهندسية مع الطراز المعماري المميز لعمارة المسجد الحرام في انسيابية الحركة للزائرين، والتسلسل المنطقي للعرض بما يعطي صورة شاملة للزائر عن الحرمين الشريفين وإلمامه بكل المقتنيات والمعروضات وأن يتم تنقله بين جنبات المعرض بكل سهولة ويسر، ويضم المعرض الكثير من المعروضات من مصاحف ومخطوطات ثمينة وقطع أثرية ونقوش كتابية وصور نادرة ومجسمات معمارية تمثل العصور الإسلامية المختلفة.

وأبان محسن السلمي، مدير معرض عمارة الحرمين الشريفين، أن أبرز الكنوز الأثرية التي يحتويها المعرض، عمود الكعبة، وهو خشبي من الأعمدة التي كانت داخل الكعبة، ويرجع تاريخه إلى القرن الأول الهجري في السنة الخامسة الستين للهجرة, وهو من أهم القطع الموجودة في المعرض وأقدمها, ويشكل أداة الجذب التي يفد من أجلها الزوار والمعتمرون طيلة أيام السنة.

واستضاف معرض عمارة الحرمين الشريفين بمكة المكرمة منسوبي الدورة الصيفية الرابعة لمعلمي اللغة العربية من الجامعات الإندونيسية، والدورة الصيفية الثانية لمعلمي اللغة العربية في المدارس السنغالية التي ينظمها معهد اللغة العربية للناطقين بغيرها، التابع لجامعة أم القرى. وأوضح الدكتور عادل بن أحمد باناعمة، عميد معهد اللغة العربية للناطقين بغيرها أن هذه الزيارات هدفت لتعريف المشاركين في دورات المعهد بالرعاية والاهتمام وسجل التاريخ الإنجازات العمرانية والخدمية التي مرت على الحرمين الشريفين، مشيرا إلى أن أفراد الوفد لمسوا عن قرب السعودية وما تقدمه من خدمات لجميع الزوار والحجاج والمعتمرين.

وبين د. باناعمة أن الدورات التي يقدمها المعهد تهدف لجملة من الأهداف، من بينها تأهيل معلمي اللغة العربية المشاركين، وإعادة تدريبهم عبر البرنامج المعد، وتنشيط الجانب المعرفي عن اللغة العربية لدى المشاركين، والتعرف على أحدث تجارب تعليم اللغة بوصفها لغة ثانية، والتعرف على ما يواجه المشاركين من مشكلات في تدريس اللغة العربية ومناقشتها واقتراح الحلول المناسبة، وتنمية تدريس عناصر اللغة ومهاراتها لدى المشاركين، ورفع كفاءة الاستيعاب من خلال قراءة النصوص المكتوبة، وأخيرا تزويد المشاركين بقدر من المعارف الشرعية، مما ينمى لديهم الجانب الثقافي للغة التي يتعلمونها ويعلمونها.

وأشار عميد المعهد إلى أن البرنامج يتضمن برنامجا لغويا وتدريبيا يشتمل على 20 وحدة، تقدم من خلالها عددا من الحقائب التدريبية اللغوية والشرعية والثقافية، إضافة لمجموعة من الأنشطة والزيارات والرحلات التي تثري خلفية المتدربين.

الجدير بالذكر أن معهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بجامعة أم القرى يسعى لتحقيق جملة من الأهداف، من أبرزها تعليم اللغة العربية والشريعة الإسلامية لأبناء المسلمين وتزويدهم بقدر كاف من القرآن الكريم والسنة المشرفة، وإعداد معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها، وإعداد الطلاب للالتحاق بمختلف الكليات بالجامعة، وإقامة الدورات التدريبية لمعلمي اللغة العربية في البلاد الإسلامية والأقليات في الخارج، فضلا عن إجراء البحوث والمقررات الدراسية في مجال اللغة العربية لغير الناطقين بها.