غرب الدمام يتجنب «كارثة» بعد حريق في مصنع الغاز

الدفاع المدني وفاعلية أنظمة الإطفاء ساهما في السيطرة على النار

جانب من مدينة نجران جنوب السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

تنفس سكان غرب مدينة الدمام ظهر أمس الصعداء، بعد أن ساد القلق نتيجة اندلاع حريق خطير في معمل للغاز قريب من الأحياء السكنية. وساهم رجال الدفاع المدني، بالإضافة إلى فاعلية أنظمة التحكم ومواجهة الحرائق في المصنع، في تجنيب المنطقة خطر وقوع «كارثة» محتملة.

وقد اندلع صباح أمس حريق في مقر شركة «الغاز والتصنيع الأهلية» نتج عنه خسائر مادية كبيرة لم يقدرها مسؤولو الشركة حتى الآن، بينما أصيب ثلاثة من العاملين بحروق وتم نقلهم إلى المستشفى، كانت حالة أحدهم خطرة. وقد خرج اثنان من المصابين بعد أن تلقيا العلاج.

وكشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط» من داخل الشركة عن أنه أثناء قيام شاحنة (صهريج) بتفريغ حمولتها من الغاز في الخزان الرئيسي للشركة في منطقة المناولة، انفصل الخرطوم (الهوز) من «الصهريج»، مرتطما بالأرض، وربما أدى إلى اندلاع شرارة أدت إلى انفجار ناري هائل امتد إلى شاحنتين في موقع التعبئة ونتج عنه تلفيات في شاحنتين، والمواد القريبة من الحادث، بينما تم إيقاف الإنتاج. وتابع المصدر، أن الفنيين كثفوا جهودهم لحصر الخسائر وإصلاح التلفيات لاستئناف الإنتاج الذي يبدأ عادة في المساء، مشيرا إلى أن الحادث لن يؤثر على إمدادات الشركة من الغاز، وهي كميات يجري توفيرها خصوصا للاستخدام المنزلي، مضيفا أنه في حالة عطب آليات الإنتاج فإن الشركة قد تلجأ إلى طلب إمدادات من الشركة الأم في الرياض ليستمر إمداد المواطنين بالغاز.

وطبقا لبيان أصدره الدفاع المدني في المنطقة الشرقية، فقد أفاد بأن عملياته قد تلقت بلاغا في تمام الساعة 7:40 صباحا، يفيد بنشوب حريق في المقر الرئيسي لشركة «الغاز والتصنيع الأهلية» في الدمام، وعند وصول فرق الدفاع المدني إلى الموقع وجد أن الحادث عبارة عن احتراق ثلاثة صهاريج شاحنات غاز منها اثنان أثناء عملية التعبئة والثالث أثناء عملية التفريغ من وإلى الخزانين الرئيسيين للشركة، البالغة سعة كل منهما 1500 متر مكعب من غاز البترول المسال (lbj)، واستطاع فريق الإنقاذ احتواء الحريق والسيطرة عليه ومنع امتداده إلى الخزانين الرئيسيين، بينما ساهمت شبكة الإطفاء الأوتوماتيكية في الموقع في الإطفاء قبل أن تصاب بعطب بسبب الحريق.

وتم إخماد الحريق في تمام الساعة التاسعة صباحا وقد نتج عنه إصابة ثلاثة من موظفي الشركة منهم اثنان تلقيا العلاج وخرجا من المستشفى، بينما ما زال الثالث يخضع إلى العلاج لإصابته بحروق بنسبة 85 في المائة. وشارك في السيطرة على الحريق 21 فرقة إطفاء إضافة إلى فرقة التدخل والتطهير بقوة طوارئ الدفاع المدني في المنطقة الشرقية ولا يزال التحقيق جاريا لمعرفة الأسباب وتقدير الخسائر المادية.

وأوضح المقدم منصور محمد الدوسري، الناطق الإعلامي في إدارة الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية، أن فرق الدفاع المدني قد منعت من قبل وحدة الأمن والسلامة في شركة الغاز عند وصولها وذلك خوفا على سلامتهم على اعتبار أن الوضع كان خطيرا وينذر بكارثة كبيرة لتزايد اشتعال النيران وخشية وصولها إلى أماكن تخزين أسطوانات الغاز التي قد تتسبب في انفجارات هائلة.

وقال الدوسري لـ«الشرق الأوسط» إن رجال الدفاع المدني أصروا على دخول الموقع وباشروا عمليات الإطفاء ولجأوا في البداية إلى عزل النيران ومنعها من الوصول إلى خزانات التعبئة، وذلك بمتابعة ميدانية من العميد سعيد المالحي، مدير إدارة الدفاع المدني في المنطقة الشرقية المكلف، والعقيد سعيد الغامدي مدير إدارة الدفاع المدني في الدمام. وأشار الدوسري إلى أن بسالة رجال الدفاع المدني جنبت أهالي المنطقة كارثة حقيقية لو امتدت النيران إلى مواقع التخزين وساحات الشركة المكتظة بأسطوانات الغاز القابلة للانفجار.