وزارة المياه: بدء التشغيل التجريبي لمشروع جلب المياه من الربع الخالي إلى نجران

بطاقة تصل إلى 50 ألف متر مكعب يوميا عبر خطوط نقل بطول 125 كيلومترا

TT

أعلن وزير المياه والكهرباء المهندس عبد الله بن عبد الرحمن الحصين عن بدأ التشغيل التجريبي لمشروع جلب المياه من الربع الخالي إلى مدينة نجران، مشيرا إلى أن الضخ يستمر تصاعديا حتى نهاية شهر ذي القعدة المقبل للوصول إلى طاقة المشروع المستهدفة التي ستلبي ما يحتاجه أهالي منطقة نجران من مياه الشرب في الأحياء التي اكتملت شبكاتها. وأوضح وزير المياه والكهرباء أن «الطاقة الإنتاجية للمشروع ستصل إلى 50000 متر مكعب يوميا، كما أن المشروع يشمل حفر 17 بئرا في النقيحاء ومحطات ضخ في كل من النقيحاء وخباش والروكبة ومحطة الضخ الرئيسية في وسط مدينة نجران بالإضافة إلى خطوط نقل المياه الخام بطول 125 كيلومترا بقطر 800 ملم». وبين وزير المياه والكهرباء أن تكاليف الأجزاء المنفذة من المشروع قد بلغت 377 مليون ريال.

وكانت وزارة المياه والكهرباء قد أعلنت في منتصف عام 2006 عن طرح مناقصة مشروع جلب المياه العذبة لمنطقة نجران عبر السد الجوفي بتكلفة تبلغ 400 مليون ريال.

وأوضح وزير المياه والكهرباء في ذلك الحين أن «المشروع المقبل سينفذ على مدار أربعة أعوام»، موضحا أن المياه التي سيتم جلبها عبر تلك الآبار الجوفية ستؤمن وفرة للمنطقة لمدة الـ40 عاما المقبلة.

إلى ذلك، أوضح الأمير مشعل بن سعود أمير منطقة نجران في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط» أهمية مشروع جلب المياه من الربع الخالي (300 كيلومتر شرقي نجران) باعتباره يخدم أهالي المنطقة العاملين في مجال الزراعة، واصفا المشروع بالحلم الذي تحقق على أرض الواقع.

وقال الأمير مشعل بن سعود عن بداية تبلور فكرة المشروع: «بعدما اتضح ما تعانيه منطقة نجران من قلة مخزون المياه، ونضوب الآبار، تم التوجيه بإجراء الدراسات العاجلة عن مشكلات المياه، التي يعتمد عليها ما يقارب 60 في المائة من سكان المنطقة العاملين في المجال الزراعي»، وأضاف: «ولأن نجران تمر بمرحلة نمو سكاني، وازدياد في القطاعات الخدمية، وكلاهما بحاجة إلى كميات إضافية من المياه، بدأت الفكرة في التبلور بتعويض العجز الواضح في المياه بشكل متدنٍّ».

وتعود فكرة مشروع جلب المياه من الربع الخالي، الذي اتضح أنه يحتوي على كميات كبيرة من المياه الجوفية، إلى بداية تولي الأمير مشعل بن سعود إمارة منطقة نجران أواخر التسعينات الميلادية. وانطلقت عملية البحث عن مواقع يمكن الاستفادة منها في جلب المياه إلى منطقة نجران بحفر آبار اختبارية في الربع الخالي للتأكد من جدوى المشروع، وذلك بحفر أربعة آبار تم من خلالها التأكد من إمكانية جلب المياه للمنطقة. وبينت الدراسات المعدة للمشروع أن معدل الضخ لجميع آبار وادي نجران نحو 59 مليون متر مكعب في السنة، بينما تبلغ التغذية في وادي نجران 98 مليون متر مكعب، وبهذا يصل مجموع المياه العائدة بالإضافة لمعدل التغذية السنوية إلى 157 مليون متر مكعب يستنفر منها نحو 138 مليون متر مكعب. تجدر الإشارة، إلى أن مدينة نجران تشتهر بموقعها الاستراتيجي في المملكة، وكذلك بموقعها التاريخي، بحيث تحتوي على مكان أصحاب الأخدود الذين ذكروا في القرآن الكريم، وتقطنها قبائل يام التي تنقسم إلى حضر وقرويين وبدو، وذلك لجغرافية مدينتهم التي تجمع كل تلك التضاريس، وتعد زراعة الحمضيات من أهم المنتجات الزراعية للعاملين في القطاع الزراعي بالمدينة، التي تبلغ مساحة الإنتاج الزراعي فيها ما يقارب 25 ألف هكتار.