مكة المكرمة: رئاسة الحرمين تواجه «بيع» الصفوف الأولى في الحرم المكي بـ31 مراقبا

فتح 176 بوابة لدخول الحرم المكي.. وتخصيص 20 منها لذوي الاحتياجات

مستأجرو المواقع يحضرون قبل لحظات من إقامة الصلاة بينما ينسحب لهم المؤجرون («الشرق الأوسط»)
TT

أكد أحمد المنصوري، مدير عام العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة العامة لشؤون الحرمين لـ«الشرق الأوسط» أن الرئاسة شكلت لجنة مكونة من 31 شخصا يقومون بمراقبة الصفوف الأولى خلف أئمة الحرمين الشريفين، للتأكد من عدم قيام بعض الأشخاص بحجز الأماكن عنوة من أجل الحصول على مبالغ مالية جراء عملية تأجير تلك الصفوف.

وأفاد المنصوري، أن الجولات تقام على مدار الساعة، وتقوم تلك اللجان بالتزامن مع شرطة الحرم بمصادرة السجادات الموضوعة من أجل عمليات الحجز التي يتم تسليمها للجمعيات الخيرية نهاية الشهر، ناهيك بإيقاف الأشخاص الذين تم تورطهم في تلك المسألة وتطبيق الإجراءات والأنظمة المتبعة على السعوديين والأجانب على حد سواء، مفيدا في السياق ذاته بأن تلك الجولات تبدأ من الصباح وحتى الساعة التاسعة مساء.

وعاب مدير عام العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة العامة للمسجد الحرام من يقوم بإرسال أشخاص لحجز الأماكن، لأن من يرغب في الأجر والمثوبة لا يقوم بأعمال تضيق على المسلمين شعائرهم، ليأتي قبل الفرض بدقائق معدودات من أجل الحصول على مقعد جاهز، معولا على الثقافة الحضارية التي هي من أساسيات أخلاق المسلم والتي ينبغي أن يتحلى بها أولا في جنبات أطهر البقاع على وجه الأرض.

وحول كيفية معرفة الأشخاص المستفيدين ماليا من الحجوزات من المصلين المرابطين في الصفوف الأولى، أشار المنصوري إلى أنها عملية تخضع لحنكة ودراية أفراد الرئاسة العامة، وهي مسألة تراكم خبرات يستطيع من خلالها عضو الرئاسة معرفة أولئك المستفيدين من خلال كمية السجادات المنبسطة، أما المصلي فتجده يأتي فقط بسجادة من دون شغل مساحات تذكر، مختتما في السياق ذاته بأنه من الممكن مضاعفة أعداد اللجان الجوالة متى استدعى الأمر ذلك، وهو في مجمله عدد كافٍ، لأنه يعنى بمراقبة الصفوف الأمامية فقط دون غيرها.

وتعمل الرئاسة على محاربة الظاهرة التي تتمثل في قيام بعض المصلين بتخصيص مجموعة من الأشخاص لحجز أماكن للصلاة في المسجد الحرام بمقابل مادي، والرئاسة تمنع ذلك وتكثف جهودها عن طريق التوعية من خلال إصدار المطويات التوعوية والصحف وأيضا من خلال موقع الرئاسة على الإنترنت، وتبين لهم عدم جواز ذلك وأن من أراد الصفوف الأولى فعليه الحضور مبكرا، مضيفا: «وقد قال أهل العلم إن السنة أن يتقدم الرجل بنفسه وأما من يتقدم بسجادة فهو ظلم ينهى عنه، ويجب رفع تلك السجاجيد ويمكّن الناس من مكانها».

وتقوم الرئاسة بتعيين عدد من المواطنين خلال موسم رمضان يصل عددهم إلى 30 موظفا موسميا لعمل جولات مستمرة ومصادرة السجادات التي يستخدمها البعض في حجز الأماكن، وإذا كان من المواطنين تصادر السجادات التي يتم بواسطتها حجز أماكن للصلاة وفي نهاية الموسم تسلم السجاجيد للجمعيات الخيرية، ويتم تسليم الأشخاص الذين يقومون بحجز أماكن من غير المواطنين للجهات الأمنية، ويوجد تعاون وتنسيق مستمر مع قوة أمن الحرم والجهات الأمنية الأخرى للقضاء على هذه الظاهرة، ونعول دائما على ارتفاع درجة الوعي للقضاء على هذه الظاهرة.

وفي سياق آخر، كشف تقرير بثته رئاسة الحرمين، أمس، أن أبواب المسجد الحرام يصل عددها إلى 176 بابا تؤدي كلها إلى المسجد الحرام وسطحه وقبوه، يقف عليها أكثر من 695 موظفا رسميا وموسميا لخدمة زوار بيت الله الحرام، فتفتح جميع الأبواب خلال شهر رمضان المبارك، ويعمل على الأبواب المخصصة للنساء 120 مراقبة. وزودت أبواب المسجد الحرام بلوحات رقمية إرشادية تضيء باللون الأخضر حال وجود إمكانية لدخول المصلين وتضيء باللون الأحمر حال اكتمال الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام. وأوضح طلال بن صالح الثقفي مدير إدارة الأبواب بالمسجد: «إن عدد السلالم الكهربائية يصل إلى 11 سلما خصص لها 34 بابا تؤدي إلى المسجد الحرام وتعمل على انسيابية الدخول والخروج». وللتيسير على المعتمرين والزائرين للحرم الشريف، وخصوصا من ذوي الاحتياجات الخاصة، يوضح الثقفي: «خصصت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي 20 بابا لهم، وهي باب الملك عبد العزيز وباب أجياد الجديد وباب حنين وباب الصفا ومصاعد سلم الأرقم ومصاعد سلم المروة وباب المروة ومصاعد سلم مراد ومصاعد سلم القرارة وباب القرارة وباب الفتح (مزلقان)، باب الفتح، باب المدينة، جسر المدينة، جسر الندوة، باب العمرة، باب 64، باب 74، باب 84، باب 94».

ويستطرد الثقفي «إن للقائم على باب الحرم مهام متعددة ومهمة ومنها حفظ الأمن وسلامة المعتمرين والزائرين، والمحافظة على نظافة الحرم بعدم اصطحاب المأكولات والمشروبات إلا ما سمح منها للمحافظة على قدسية المسجد الحرام، بالإضافة إلى مراقبة ما يدخل إلى المسجد الحرام بحيث يمنع دخول ما يضر المعتمرين والمصلين ويؤدي إلى إزعاجهم، كما يمنع دخول العفش والحقائب بأنواعها وعدم دخول ما يؤثر على حركة السير داخل المسجد الحرام.» إلى ذلك، دعت إدارة الأبواب من زوار المسجد الحرام التعاون مع العاملين على الأبواب والإسهام في المحافظة على نظافة وقدسية المسجد الحرام وعدم إدخال الحقائب والعفوش ونحوها إلى المسجد الحرام والاستفادة من صناديق الأمانات التي وضعت لحفظ الأمتعة ومراعاة عدم الدخول إلى المسجد الحرام وقت خروج المصلين بعد الصلاة مباشرة لما يسبب ذلك من اختناقات لا سمح الله، كذلك عدم دخول عربات الأطفال لما تسببه من عرقلة للحركة داخل المسجد الحرام.