تشكيل لجنة حكومية لوضع ضوابط لاستيراد المفرقعات النارية

بينما تقوم لجنة أمنية بمراقبة الأسواق مع قرب حلول موسم العيد

تنتشر عمليات بيع المفرقعات النارية مع قرب مواسم الأعياد («الشرق الأوسط»)
TT

أبلغت مصادر مطلعة «الشرق الأوسط» بأن هناك لجنة حكومية تعمل على وضع شروط وضوابط من مهمتها تنظيم عمليات استيراد الألعاب النارية بأصنافها.

ويأتي هذا التحرك الحكومي في وقت تسيطر فيها العشوائية على سوق الألعاب النارية التي لا يسمح بتداولها، طبقا لمواصفاتها التي تلحق الأذى والضرر بمستخدميها والممتلكات العامة.

ومن المتوقع أن تلجأ الحكومة السعودية إلى تحديد مواصفات معينة للمفرقعات النارية التي ستسمح بتداولها في السوق السعودية، وذلك في إطار سعيها للقضاء على عمليات الدخول غير المشروعة لأصناف المفرقعات التي يتم تداولها في الأسواق.

وتلجأ المجموعات المستثمرة في مجال المفرقعات النارية، التي تنتشر على نطاق واسع خلال أوقات معينة من السنة، لإدخالها عن طريق عمليات التهريب، كون أن السعودية تمنع دخول مثل هذا النوع من المفرقعات، في وقت يشاع فيه عن وجود مصانع (غرب السعودية) بدأت في تصنيع المفرقعات بعد أن بدأت الحكومة تكبح جماح عمليات التهريب.

وعلمت «الشرق الأوسط» بأن هناك لجنة أمنية مشكلة من الشرطة والدفاع المدني وغيرهما من الجهات تتولى هذه الأيام مهمة مراقبة الأسواق لمحاصرة المفرقعات النارية غير النظامية التي يكثر تداولها في مواسم الأعياد. ويأتي التحرك الرسمي في أعقاب انتشار أنواع من الألعاب النارية التي يكثر تداولها في مناسبات الأفراح والأعياد الموسمية، وهي الفترات التي تنشط فيها عمليات مراقبة الأسواق التي تعمل على بيع المفرقعات النارية، والتي قد تؤدي بعض أصنافها للخطر، في حال تم استخدامها بشكل خاطئ ودون احتراز.

وفي الغالب ما تعمل بعض العمالة الوافدة على الترويج لأنواع من الألعاب النارية، وتستهدف بعض الفئات العمرية المتدنية، وهو الأمر الذي يشكل هاجسا لدى الجهات الرقابية التي تعمل على تقنين عمليات بيع تلك الأنواع الخطرة من الألعاب، ويلاحظ خلال الأعوام القليلة الماضية دخول بعض صغار السن من الذكور والإناث في بيع تلك الأنواع من المفرقعات، وهو ما ساهم في اتساع رقعة الترويج لها، الأمر الذي بات يشكل خطرا ترى بعض الجهات ضرورة إيقافه.

وتشهد أسواق الألعاب النارية حركة شرائية قوية، خصوصا مع دخول مواسم الأعياد والمناسبات، وتنامت أعداد الراغبين في المتاجرة بتلك الألعاب عن طريق تزايد ما يسمى بـ«البسطات» التي يقوم عليها بعض صغار السن، من الذكور والإناث على حد سواء، وهو ما تراه جهات رقابية أمرا مساهما في تزايد الأعباء البشرية والاقتصادية من ترويج تلك السلع المقرونة بالخطورة.

ومن الناحية الأخرى، تعتبر الألعاب النارية أحد أسباب التلوث الكيميائي والفيزيائي اللذين يشكلان خطرا خصوصا على الأطفال، فالرائحة المنبعثة من احتراق هذه الألعاب تؤدي إلى الكثير من الأضرار الجسمية، بالإضافة إلى الأضرار التي قد تنجم عن انفجار الألعاب النارية دون احتراز، وإذا كانت مخزنة بطريقة خاطئة.

وينتظر أن تسن الجهات الرسمية السعودية قوانين خاصة باستيراد تلك الأنواع من الألعاب النارية، مع إصدار مواصفات تقنن من عمليات البيع العشوائية. وكانت بعض المناطق السعودية شاهدة على حدوث أخطار تعرض لها أطفال من محبي تلك الأنواع من الألعاب الخطرة، بلغت إلحاق الضرر في عين أحد الأطفال في المنطقة الشرقية السعودية، وهو ما بات يشكل خطرا يجب إيقافه بأي قوانين تمنع تنامي الترويج لتلك الألعاب. الدكتور عبد الملك القحطاني، استشاري طب وجراحة العيون بمستشفى القوات المسلحة بالرياض، يرى أن تأثير الألعاب النارية، خصوصا على العين، يشكل هاجسا كبيرا بالنسبة لأطباء العيون العاملين، حيث تستقبل أقسام الطوارئ في المستشفيات العشرات من الحالات التي تطال صغار السن، فالعين من الأعضاء الحساسة التي تستدعي مراعاة دقيقة للحماية من مؤثرات خارجية، قد تسبب درجات متفاوتة من الأذى للعين، تتراوح من حروق بسيطة للجفون، إلى فقدان دائم لجزء من النظر، وفي بعض الحالات قد يصل الأذى إلى العمى. ولخص الدكتور القحطاني الخطورة التي قد تطال العين، ومنها الإصابات الميكانيكية المباشرة بسبب السرعة الهائلة لهذه المواد، التي تؤدي أحيانا إلى تمزق في مقلة العين، وبالتالي فقدان النظر، بالإضافة إلى التأثير الحراري للألعاب النارية، الذي قد يصل في بعض الأنواع إلى 900 درجة على مقياس سلزيوس، بما يعادل 19 ضعفا لدرجة غليان الماء. ويتبين خطورة تلك الأنواع من الألعاب النارية في درجة انفجار الألعاب الخطرة، والتي تكفي في بعض الحالات لإحداث حروق من الدرجة الثالثة، بالإضافة إلى التأثير الكيميائي الذي يكمن في وجود مادة البارود التي تسبب حروقا كيميائية للعين يصعب علاجها في بعض الأحيان.

القحطاني أشار إلى أن الدراسات والبحوث العلمية أثبتت أن ما تسمى بالصواريخ على اختلاف أشكالها وأحجامها تعتبر أخطر أنواع تلك الألعاب، والذي يتمحور 70 في المائة من نسب تلك الخطورة حول إصابات العين الخطيرة، كما بينت الدراسات أن 50 في المائة من إصابات العين في الغالب ما تكون جراء الألعاب للأشخاص المحيطين بموقع اللعب، ومن هنا يتبين أن خطورتها لا تكمن في مستخدميها فقط.

وشدد القحطاني على ضرورة الأخذ بالإرشادات الهامة التي يجب اتباعها عند استخدام الألعاب النارية، ومنها اللعب تحت إشراف الكبار، وعدم السماح باللعب بما يسمى بالصواريخ مهما كان حجمها أو شكلها، وعدم وضع أي من هذه المفرقعات داخل عبوات أثناء استخدامها، لأن انفجار العبوات وتطاير أجزائها يسبب أضرارا خطيرة في حال ملامستها الجسم وخاصة العين، في حين أهاب بالجهات المسؤولة تشديد الرقابة على هذه الأنواع من الألعاب ومعرفة مصدرها، ومعرفة إذا كانت مطابقة لمواصفات السلامة المتعارف عليها في المنظمات الدولية.

ويحاول منتجو الألعاب النارية ابتكار طرق يسعون خلالها للترويج لتلك السلع، عبر إضافة صور لبعض المشاهير والنجوم، لتكون تلك الصور نوعا من إضفاء المحفزات التي من شأنها جذب أكبر قدر من المشترين.

وتتكون الألعاب النارية من مزيج من الفحم والكبريت ونترات البوتاسيوم، بالإضافة إلى الألمنيوم الذي يجعل المفرقعات شكل النجوم عند انفجارها بالهواء، فيما تبلغ درجة حرارة الشرارة الصغيرة من الألعاب النارية إلى 2000 درجة، أي إن درجة حرارة الألعاب النارية تزيد بنحو 20 مرة عن درجة حرارة غليان المياه. ولجأ البعض من مروجي الألعاب النارية لتصنيع بعض الأنواع محليا، وهو ما يثير تساؤلات حول المواد الأولية التي تدخل في صناعة تلك المفرقعات، ومدى استيعاب المصنعين «البدائيين» لتركيب أنواعها الكيميائية، وهو الأمر الذي تواجه تناميه لجان من الدفاع المدني والشرطة، خصوصا مع قرب حلول المنسبات، كعيد الفطر المبارك الذي لا يفصل عنا بلوغه عدا 10 أيام.