مكة المكرمة: السلطات الأمنية تقبض على 9 عصابات تخصصت في نشل المعتمرين والمصلين

استحدثت طرقا جديدة ومبتكرة في أعمالها.. منها النشل بالشعوذة

TT

كشفت إحصائية صادرة عن شرطة العاصمة المقدسة عن القبض على عدد من العصابات التي تخصصت في سرقة المصلين والمعتمرين من زوار المسجد الحرام, موضحة أن تلك العصابات قد استحدثت طرقا جديدة ومبتكرة في نشل المعتمرين والمصلين.

وأوضح الرائد عبد المحسن الميمان، الناطق الإعلامي لشرطة العاصمة المقدسة، أن عدد العصابات التي تم القبض عليها منذ بداية شهر رمضان وحتى العشرين منه بلغ تسع عصابات, خلاف الحالات الفردية التي يتم القبض عليها ولا تنضوي تحت مظلة أي من تلك العصابات.

وأبان الميمان خلال لقائه بوسائل الإعلام في مقر شرطة العاصمة المقدسة ظهر أمس، أن تلك العصابات والحالات الفردية من النشالين, استحدثت طرقا جديدة ومبتكرة في عملية النشل, منها النشل بالشعوذة, حيث تم القبض على أسرة عربية, تخصص أفرادها في نشل المصلين والمصليات بالشعوذة, وذلك عن طريق القراءة عليها بطلاسم سحرية, وشيطانية, مما يجعل من أمامهم في حالة من اللاوعي, ومن ثم يقومون بالسرقة.

وأضاف أن من الطرق المستحدثة لدى تلك العصابات من النشالين, إشغال من يريدون سرقته عن طريق شخصين أو أكثر, مثل أن يلقى عليه شيء من العصير أو من المواد المتسخة, وشغله بالحديث معه, وقيام الآخر بعملية النشل بطرق فنية لا يحس معها الشخص المسروق بأي شيء.

وأضاف الميمان أن من جملة من تم القبض عليهم، رجل نيجيري قام بكثير من السرقات في المنطقة المركزية للمسجد الحرام ومناطق متفرقة من العاصمة المقدسة, حيث بلغ عدد المسروقات التي كانت بحوزته أثناء القبض عليه أكثر من 47 جهاز جوال, وسبعة أجهزة حاسوب, و35 حقيبة نسائية مسروقة من النساء بالقوة, ولوحظ أنه وجد في بعض الحقائب بعض المقتنيات التي تخص صاحباتها, والبعض الآخر قد تمت الاستفادة منه من قبل الجاني, بالإضافة إلى كثير من حالات السرقة والاعتداء التي أسهم رجال شرطة العاصمة المقدسة في فك طلاسمها والقبض على مرتكبيها.

وتابع الناطق الإعلامي لشرطة العاصمة المقدسة حديثه قائلا: «تم ضبط أكثر من 700 دافع عربة، يعملون بشكل غير نظامي, وقد قمنا بتسليم السعوديين منهم إلى أقسام الشرطة, وأما الأجانب منهم فقد تم تسليمهم إلى إدارة الجوازات, بالإضافة إلى مصادرة أكثر من 500 غالون ماء زمزم, وتسليمها إلى البلديات, بالإضافة إلى أكثر من 170 بائع جائل».

وأشار الميمان إلى أن هذه الإحصائية تأتي في إطار الجهود التي تبذلها شرطة العاصمة المقدسة، التي تجند كل طاقاتها وأفرادها، بالتعاون مع لجنة الظواهر السلبية، المنبثقة من أمارة المنطقة، في سبيل القضاء على الظواهر السلبية, من النشل, والتسول, والبيع السائب, وغيرها من تلك الظواهر السلبية التي تتكاتف الجهود للقضاء عليها.

وأردف مضيفا: «رجال الشرطة يعملون ليلا ونهارا لأداء واجباتهم المنوطة بهم, بالإضافة إلى الأعمال الإنسانية التي يقدمونها للمحتاجين من العجزة وذوي الاحتياجات الخاصة, وإرشاد التائهين وتوجيههم إلى المراكز المعنية، في إرشادهم إلى مساكنهم وذويهم», معتبرا أن تلك الأعمال الإنسانية التي يبذلها رجل الأمن مستمدة من التعليمات التي يتم تلقيها من القياديين الأمنيين بضرورة معاملة زوار ومعتمرين بيت الله الحرام بالإحسان, والقيام بخدمتهم, والمحافظة على أمنهم وسلامتهم, لكي يؤدوا شعائرهم ومناسكهم بكل يسر وسهولة, في أجواء روحانية وطمأنينة.

وعن الخطة التي سوف تنفذها شرطة العاصمة المقدسة خلال العشر الأواخر من رمضان، قال الميمان: «جهود الشرطة في رمضان امتداد لما تم البدء فيه, ولكن ما يستحدث في العشر الأواخر هو الاستنفار الكامل لكل طواقمها وأفرادها, وزيادة الجهود المبذولة, خصوصا أننا نمر في العشر الأواخر بليلتين عظيمتين، هما ليلة السابع والعشرين, وليلة ختم القران الكريم, ففيهما تكون كل الجهات العاملة، ومن ضمنها شرطة العاصمة المقدسة، مستنفرة جهودها في تنظيم المصلين والمعتمرين, ومواصلة الجهود في القضاء على الظواهر السلبية التي تزداد في تلك الفترة, بالإضافة إلى تدعيم القوة الموجودة في المنطقة المركزية بالمسجد الحرام بعدد إضافي من الضباط والأفراد, والإداريين, وذلك بإشراف مباشر من العميد إبراهيم الحمزي، مدير شرطة العاصمة المقدسة، الذي يشرف على أفرع الأمن العام المعنية بتقديم الخدمات الأمنية والميدانية لزوار المسجد الحرام.

وأضاف الميمان أن من الأعمال التي استحدثت هذا العام وجود القيادات في الميدان، حيث تم توزيعهم في المنطقة الشرقية والشمالية والغربية للمسجد الحرام, معتبرا أن هذه الخطوة من شأنها أن تسهل عملية التواصل ما بين القيادات الأمنية وأفرادها, وسرعة اتخاذ القرار من داخل الميدان, بالإضافة إلى المساعدة في تفويج المصلين, وتسهيل دخولهم وخروجهم من وإلى المسجد الحرام, والإشراف على النواحي المرورية في المنطقة المركزية, ومباشرة الحالات الأمنية من قبلهم, بالإضافة إلى أن هناك تنظيما إداريا في شعبة البحث والتحري, وذلك في زيادة أعداد الموظفين الموسميين من الرجال والنساء, وكذلك تدعيم الصفوف بعدد من رجال البحث والتحري.

وأوضح العقيد أحمد ناشي العتيبي، مدير مرور العاصمة المقدسة، أن الخطة المرورية في رمضان المبارك يشارك في تنفيذها 3091 عنصرا بشريا، وتوزيع القوى البشرية على أربع فترات على مدار الساعة لتغطية العمل المروري - الإداري والسير والحوادث، أما الجديد فهو الاتفاق مع فرع وزارة النقل بمكة على تشغيل محطات الإركاب في الشبيكة والراقوبة، خلاف ما هو معروف في العام الماضي.

وقال: «راعينا في الخطة الوضع الحالي لمكة المكرمة بكل ما تشهده من حركة عمرانية كبيرة، وفي هذا الصدد تم الاتفاق مع الشركة المسؤولة عن إزالة أنفاق جبل هندي على استمرار فتح أحد الأنفاق لاستغلاله في الحركة ذهابا وإيابا، وسوف نراقب الحركة المرورية عبره لدراسة إمكانية استمراره أو تركه للنقل العام وللخدمات».

وقال العتيبي: «يبلغ عدد القوى العاملة 91 ضابطا و3 آلاف فرد، والآليات 251 سيارة، و200 دراجة نارية تغطي أربع فترات خلال 24 ساعة»، مضيفا: «خصصت مواقف للمعتمرين والمصلين وهي موقف الزاهر (شمالا) الواقع قبل مسجد العمرة، وموقف الفورية، وموقف كدي (جنوبا)، وموقف منى ومحبس الجن (شرقا)، وموقف الرصيفة (غربا)، وقد أعددنا خطة مرورية للدخول والخروج من وإلى هذه المواقف، إضافة إلى متابعة الوضع بداخلها».

وأضاف: «طبقنا حركة النقل الترددي على طريق باب علي المؤدي للمسجد الحرام، من خلال منع دخول جميع المركبات، ونقل قاصدي الحرم عن طريق النقل العام الذي أثبت نجاحه».