وزير الصحة لـ «الشرق الأوسط»: لا خشية من فيروسات خطرة في موسم الحج المقبل

أكد وجود استراتيجية ستطبق هذا العام ترتكز على «إحكام القبضة»

TT

أبدى وزير الصحة السعودي تفاؤله في تطبيق احترازات صحية ستنتهجها الجهات الصحية في المملكة خلال موسم حج العام الحالي، بعد أن استطاعت المملكة العام الماضي، تنفيذ استراتيجية صحية تمكنت عبرها من إحكام قبضتها في مواجهة فيروس إنفلونزا الخنازير «H1N1» الذي اجتاح العالم العام الماضي.

وأكد الدكتور عبد الله الربيعة، وزير الصحة السعودي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على تبني السلطات الصحية السعودية خططا احترازية، تنوي وزارة الصحة انتهاجها هذا العام، وأكد ارتكازها على «إحكام القبضة» في وجه الأوبئة والفيروسات، المتوقع أن تحملها وفود حجاج بيت الله الحرام خلال موسم أداء النسك.

وأفصح الدكتور الربيعة عن اتجاه بلاده إلى عقد تجمع دولي أواخر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، يهدف إلى نقل التجربة السعودية في إدارة الحشود والتجمعات البشرية المختلفة، التي تؤثر بأشكال عدة على الصحة العامة.

وكشف الوزير السعودي عن دراسة لإدارة الحشود والتجمعات البشرية في موسم الحج، تنوي المملكة أن تضعها على طاولة الملتقى العلمي الذي من المفترض أن يحضره ويشارك في أعماله خبراء عالميون ومتخصصون في مواجهة الأوبئة والأخطار الصحية في عدد من المنظمات الدولية في الدول الغربية.

وقال الدكتور الربيعة في هذا الصدد: «استطاعت المملكة خلال موسم حج العام الماضي، وفي الوقت الذي نشط فيه فيروس إنفلونزا الخنازير من إحكام القبضة الصحية على مواقع أداء النسك في المشاعر المقدسة، وهو الأمر الذي سلط الضوء على المملكة وقدرتها المتميزة في إدارة الحشود والتجمعات البشرية، وهو أيضا الأمر الذي خلف نتائج صحية لم يكن يتوقعها الكثير من المهتمين في الشأن الصحي على مستوى العالم».

ووضعت المملكة العام الماضي إجراءات احترازية على منافذها البرية والبحرية والجوية، في خطوة هدفت من خلالها إلى منع انتشار الفيروس بين أعداد حجاج بيت الله الحرام، الذين قدرتهم السلطات السعودية آنذاك بأكثر من مليوني حاج.

وفيما يتعلق بالاحترازات التي انتهجتها المملكة لمواجهة انتقال الخطر المتمثل في أصناف عدة من الفيروسات، قال الوزير السعودي: «الاحترازات الصحية التي وضعتها المملكة لفتت انتباه العالم، وهذا الأمر تراه المنظمات الصحية العالمية نجاحا بكل المقاييس في إدارة الحشود ومنع انتقال الأوبئة، فالاشتراطات الصحية التي تتطلبها الموافقة على منح تأشيرات الحج من سفارات المملكة وممثلياتها في الخارج، بالإضافة إلى فحوصات مخبرية عدة، يخضع لها الممنوحون تأشيرات حج بعد بلوغهم الأراضي السعودية، عبر المنافذ البرية والجوية والبحرية، كل هذه الأمور جعلت المملكة تحتل محلا مرموقا بين الدول فيما يتعلق بمواجهة الأمراض والأوبئة والفيروسات».

وعن الوضع الصحي العالمي، أكد وزير الصحة السعودي عدم وجود خشية من تنامي أو انتشار فيروسات ذات مستويات خطرة هذا العام، عدا فيروسات لا تصل خطورتها إلى درجة الوباء الذي قض مضاجع العالم بأسره العام الماضي كــ«H1N1» الذي تسبب في منع أعداد من الراغبين في أداء النسك خلال موسم حج العام الماضي خشية انتقال الفيروس، وذلك طبقا لدراسات تجريها منظمات صحية عالمية.

واكتسب عدد من الجهات الرسمية في المملكة خبرات مهمة من عملها في تسيير وإدارة مواسم الحج عاما بعد عام، وهو الأمر الذي جعل عددا من الدول تنظر إلى التجربة السعودية بإعجاب، خصوصا في موسم حج العام الماضي الذي تنامت فيه حالات الإصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير.