قطعت أمانة المنطقة الشرقية خطوات متقدمة في تنفيذ المرحلة الأولى لـ«مشروع الحمراء الاستثماري» الذي يقع على الواجهة البحرية في الدمام، ويتخذ شكل واجهة بحرية طولية ممتدة على البحر مباشرة بطول 2200 متر تقريبا ومساحته 400 ألف متر مربع، على أن تشغل المناطق المفتوحة والحدائق والملاعب نحو 320 ألف متر مربع من المساحة الإجمالية، في حين يتضمن المشروع الاستثماري مرافق ومطاعم ومرسى لليخوت (مرفأ بحري) وسوق المرفأ، وسوقا شعبية، وسوقا للتراث، بالإضافة إلى الأسطرلاب.
وتسعى الأمانة إلى توفير جميع الخدمات والمميزات التي تجعل هذا المشروع الاستثماري يحتل مكانة خاصة في عالم التسوق والترفيه، حيث تم تصميم المشروع بأسلوب معماري جذاب على أحدث التقنيات الهندسية المعمارية وعلى أيدي نخبة من المهندسين المعماريين المشهود لهم بالخبرة.
ويأتي ذلك في إطار تطوير المنطقة الواقعة شرق حي الحمراء لتكون مكانا جاذبا لمرتادي المنطقة وإتاحة فرص استثمارية واعدة نظرا إلى موقعها وطبيعة الأنشطة المختلفة التجارية والترفيهية المتاحة. وكانت الأمانة قد شرعت في تنفيذ المرحلة الأولى في نهاية الربع الثالث من العام الماضي بتكلفة قدرت بأكثر من 40 مليون ريال، وتتضمن المرحلة الأولى أعمال حفر وتعميق للمنطقة على مساحة مليون متر مربع تقريبا، وذلك للتخلص من الرمال الزائدة التي تظهر عند حدوث الجزر وذلك للوصول إلى منسوب مناسب يكفي لجعل المياه تغمر المنطقة ككل على مدار العام عند أدنى جزر. كما تشمل المرحلة الأولى أعمال الردم وذلك باستغلال ناتج الحفر لاستحداث شبه جزيرة داخل الخليج بمساحة 250 ألف متر مربع تقريبا. ويتم تنفيذ طبقات الحماية للشاطئ للحفاظ عليه من الانهيار وإعطاء الكورنيش المظهر الحضاري المناسب.
على أن تتضمن المرحلة الثانية تطوير المنطقة التي تم ردمها، وذلك بتقسيمها إلى شبكة من الطرق واستحداث منشآت في مقدمتها متحف تاريخي على أحدث طراز معماري ومركز اجتماعي وميناء للصيد، على أن تطرح بعد ذلك الفرص الاستثمارية للمنافسة. وبين حسين بن علي البلوشي، المتحدث الإعلامي لأمانة المنطقة الشرقية، لـ«الشرق الأوسط» أن الأمانة تتطلع إلى المستثمرين والمطورين المحترفين لاغتنام هذه الفرصة للدخول في هذه المزايدة بعد أن تفرغ الأمانة من تهيئة وتسوية الموقع الذي يعكس رؤية سياحية تجارية من خلال منظومة متكاملة من المرافق والخدمات.
وقال إنه وفقا للدراسة التي انتهت منها الإدارة العامة للاستشارات فإنها تتضمن سوق المرفأ وهو عبارة عن مبنى مكون من دورين على مسطح يصل إلى 36.5 ألف متر مربع ويحتوي على مسجد للرجال ومتحف ومعرض ومحلات تجارية ومناطق انتظار ومحلات كافية ومكاتب إدارية للمبنى وخدمات مساندة. في حين يحتل المرفأ البحري موقعا مميزا ويشكل محورا رئيسيا لمرتادي «مشروع الحمراء الاستثماري» للتمتع بمناظر اليخوت وقوارب النزهة والصيد، أما مبنى السوق الشعبية فيتكون من دورين على مسطح 35 ألف متر مربع ويتكون الدور الأرضي من محلات تجارية مقترحة وجاليري وخدمات مساندة وصمم على شكل قوس، وسوق التراث تتكون كذلك من دورين، وتحوي مسجدا للرجال والنساء ومحلات تجارية وكافيه ومطاعم وخدمات مساندة. وقد استوحيت طريقة توزيع مواقع المراكز الاستثمارية من فكرة الأسطرلاب.
وأكد البلوشي أن الأمانة ستمضي قدما في إيجاد الفرص الاستثمارية وطرحها للمستثمرين وفقا للائحة التصرف بالعقارات البلدية بهدف تنمية الإيرادات عطفا على إقرار تأسيس إدارة تنمية الاستثمارات بموجب توجيه وزير الشؤون البلدية والقروية الصادر عام 1998.