الهلال الأحمر السعودي يطبق خطة ثلاثية لإسعاف المعتمرين في مناطق الاختناق بساحات المسجد الحرام

طائراته تتأهب لإجلاء مصابي الحوادث على الخطوط السريعة

TT

كشف مصدر في هيئة الهلال الأحمر السعودي لـ«الشرق الأوسط» عن خطة من ثلاثة محاور يجري تطبيقها في مكة المكرمة، لاحتواء الحالات المصابة في المنطقة المركزية بجوار المسجد الحرام بمشاركة أكثر من 250 كادرا طبيا من الاستشاريين والممرضين، نجحوا في إسعاف ونقل أكثر من 450 حالة عاجلة من جنبات المسجد الحرام.

وقال المصدر الذي فضل حجب اسمه، إن طائرة إسعاف طبية، وصلت منذ بداية الشهر الكريم لتعمل في المساندة بمدينة الملك عبد الله الطبية في العاصمة المقدسة، وتقوم بعملية إسعاف مباشر على الخطوط السريعة، من وإلى مكة المكرمة، لكسب عامل الوقت، وهي مجهزة بالتجهيزات الطبية الكاملة.

وبين في ذات السياق، أن الطائرة تمتلك إمكانية الهبوط في المناطق الصعبة، والتي عادة ما تشكل عقبة في طريق سيارات الإسعاف، خاصة في حال التعامل مع الظروف الصعبة، وزاد «طائرة الإسعاف الجوي قامت بطلعات جوية ناجحة لإنقاذ مصابين على طريق المدينة وجدة».

وأضاف المصدر أن «من ضمن الاستراتيجيات التي انتهجتها هيئة الهلال الأحمر السعودي في التعامل مع الحالات في مكة المكرمة، وخاصة في منطقة الحرم المكي الشريف، هي انتشار أكثر من 200 فرد من (الراجلة) والذين تم تزويدهم بما يلزم في التعامل مع الحالات المرضية المختلفة، لحين نقل المصابين إلى الجهات الطبية الكبرى لإكمال اللازم».

وزاد «الطائرة الطبية والراجلة وسيارات الإسعاف وجميع الخدمات الإسعافية في العاصمة المقدسة مرتبطة بمركز عمليات مباشر يقوم بترتيب الأولويات الإسعافية حسب مدى خطورة كل حالة على حدة».

وأبان كذلك أن «غالبية أفراد (الراجلة) هم من خيرة الكوادر الطبية وفيهم من يحمل شهادات طبية عالية تطوعوا وسخروا وقتهم على مدار الساعة في جميع النقاط المحورية، والتي من الممكن أن تشهد إصابات لإنقاذ وإسعاف حياة المعتمرين، حيث وصلت أعدادهم إلى أكثر من 250 شخصا، وقد قاموا بعمليات إسعاف مباشرة، استنادا إلى مراكز القيادة والتوجيه»، مشيرا إلى أنه تم إسعاف 3800 حالة في الثلثين الأولين من رمضان وهي حالات غير منقولة، أما المنقولة منها فوصلت إلى 200 حالة.

من جانبه قال الدكتور إبراهيم الحربي، رئيس قسم العيون بمستشفى النور: «إن استشعار العمل التطوعي لأطباء مكة المكرمة هو في أعلى درجاته، ويأتي إيمانهم نظير حسهم الوطني، الذي ينطلقون منه لأجل خدمة بلادهم، ناهيك عن الإمكانات الطبية المتطورة التي جهزتها الحكومة السعودية في كل أروقة البلد الحرام، مما يسهم في سرعة تنفيذ العمليات التطوعية الإسعافية، نتيجة ما سماها (الصعوبات) في عمليات تحرك المصابين وصعوبة إسعافهم بالعمليات التقليدية التي اعتدنا عليهم منذ سنين، خاصة في ظل تزايد أعداد المعتمرين عاما بعد عام».

وتقوم هيئة الهلال الأحمر السعودي باستقطاب المتطوعين والمتطوعات وتدريبهم وتأهيلهم، ليكونوا جاهزين لتقديم المساعدة للمرضى والمصابين في الكوارث والحوادث، ويقوم كذلك بالإشراف على المتطوعين وإعداد البرامج التأهيلية والتدريبية والمشاركات الميدانية، ليتمكن المتطوع من صقل موهبته واكتساب المزيد من المهارات الفنية، ويحصل المتطوعون والمتطوعات على شهادة لكل برنامج يجتازونه، كما يحصلون على شهادات شكر وتقدير للمشاركات المتميزة وشهادة خبرة لقاء ساعات العمل التطوعية.

وتهدف الهيئة إلى تقوية روح المشاركة العملية بالتآلف والمساعدة للأشخاص الأشد ضعفا والاستفادة من الكوادر البشرية المؤهلة والمدربة وتسخيرها لخدمة المجتمع وتدريب المجتمع على الإسعاف الأولي لمواجهة الحوادث ومعرفة التعامل مع الكوارث، وتجسيد معنى التكاتف وروح التعاون وتحقيق مبدأ الجسد الواحد والاستفادة من المخزونات الفكرية والعقلية واستنهاض الهمم لخدمة القضايا الاجتماعية والإنسانية، وتعويد النشء على إنكار الذات والتفاني في بذل العطاء من دون مقابل مادي.