جامعة نايف العربية تناقش 83 رسالة في الإعلام الأمني

الدكتور الحرفش لـ «الشرق الأوسط»: هذه الخطوة من أبرز ركائز تطوير كفاءة العاملين لإكسابهم مهارات مواجهة الانحراف الفكري

TT

كشفت جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، أن كلياتها ناقشت 83 رسالة دكتوراه وماجستير في مجال الإعلام الأمني، مؤكدة أن ذلك يعد من أبرز ركائز تطوير كفاءة العاملين في المجال الإعلامي الأمني لإكسابهم مهارات مواجهة الانحراف الفكري لمواكبة المستجدات على الساحة الإعلامية والاستعانة بأهل الخبرة وإجراء المزيد من الدراسات في هذا المجال.

وأوضح الدكتور خالد الحرفش، مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، لـ«الشرق الأوسط» أن الجامعة تسعى لتفعيل دور المؤسسات الإعلامية المختلفة في مجال الإعلام الأمني، مطالبا الأجهزة المختصة بالإعلام الأمني بمزيد من الاهتمام بالجودة النوعية ومقتضياتها العلمية والتقنية والإعلامية لتطوير الإعلام الأمني في الدول العربية.

وشدد الحرفش على ضرورة قيام المؤسسات الإعلامية الأمنية بتصحيح الصورة الذهنية عن رجل الأمن، من خلال الارتقاء بأدائها المهني وإبراز جهودها في استتباب الأمن ومكافحة الجريمة، ودعم روح التعاون بين المواطن ورجل الأمن، في ظل مفهوم (الأمن مسؤولية الجميع).

وأشار الدكتور خالد، إلى أن أجهزة الإعلام قادرة على تكوين رأي عام مضاد للعنف والإرهاب وكل صور وأشكال الجريمة، إذ إن وسائل الإعلام تستطيع بمزيد من الجهد والعمل المدروس أن تسهم في توجيه الأفراد نحو احترام النظام وتوضيح مضار الجريمة والسلوك المنحرف، كما أن الإعلام يستطيع تشجيع وتنمية روح المسؤولية المدنية، وتنمية روح المواطنة الصالحة وتزويد الأفراد بها، مما يغذي فيهم التحصين الديني والأخلاقي، كما أنه بالتقليل من البرامج الإعلامية التي تحتوي على مشاهد العنف غير المبرر وغير الأخلاقي والاستهتار بالقيم الدينية والاجتماعية يتحقق التقليل من فرص ارتكاب الجرائم وتعلم أساليبها.

وقال الحرفش لـ«الشرق الأوسط» إن الجامعة نفذت 20 دورة تدريبية و14 حلقة علمية عامة وخاصة و17 دراسة علمية و53 إصدارا علميا، إضافة إلى أنها نظمت 16 ندوة علمية و18 محاضرة و32 بحثا ودراسة في المجلة العربية للدراسات الأمنية والتدريب نصف السنوية، إضافة إلى 175 مقالا وتحقيقا في مجلة الأمن والحياة الشهرية، إضافة إلى أنها شاركت في 61 نشاطا عربيا ودوليا متعلقا بالإعلام الأمني.

وبين الحرفش أن جامعته تدرك أن الأسلوب الأمثل للنجاح في هذا المجال، هو العلم والمعرفة بهذه الإشكاليات وكيفية التعامل معها وتحديد أبعادها وفهم أدوار المؤسسات المجتمعية الأخرى ومدى اعتمادها على مواجهة هذا الخطر الداهم، حيث تسعى الجامعة، من خلال برامجها التعليمية والتدريبية والبحثية، لترجمة هذا النهج إلى واقع ملموس، إذ يتصدر الأمن الفكري أولويات برامج الجامعة، فهو حجر الزاوية للأمن وضمن منظومة الأمن العام في المجتمع، بل ركيزة كل أمن، وأساس كل استقرار وهو الموجه للسلوك والمدبر للتصرفات الإنسانية، ولذلك فإن إدراك رجال الأمن والمستفيدين من أنشطة الجامعة لأهمية الأمن الفكري وكل ما يؤدي إلى تنقيته من الانحرافات وما يتعلق به من أفكار هدامة وتيارات معادية يعد ضرورة ملحة للتعامل مع انحرافاته ومواجهته.

وقال مدير إدارة العلاقات العامة بجامعة نايف العربية، إنه نظرا لأهمية الإعلام الأمني كأحد أبرز المواضيع المهمة التي تسهم في الوقاية من الجريمة ومجابهة الانحراف الفكري لما له من دور إيجابي في تبصير أفراد المجتمع بخطورة الجريمة وإحاطتهم بطرق الوقاية من الجريمة والانحراف ومواجهة الظواهر الاجتماعية والمشكلات الأمنية التي تؤثر في نمو وتقدم المجتمع ولما لدوره من أهمية في تهيئة المناخ الاجتماعي لتعاون المواطن مع الأجهزة الأمنية وتوعيته بواجباته ومسؤولياته نحو أمنه وأمن المجتمع، فإن برنامج عمل الجامعة يتضمن، وباستمرار، الكثير من مواضيع الإعلام الأمني والأمن الفكري.

وأضاف الحرفش أنه من الأهمية بمكان، العمل على إنجاح الاستراتيجيات العربية الإعلامية إزاء المستجدات الإعلامية والأمنية الثقافية والفكرية القائمة على التشكيك في الثوابت والإضرار بالمقومات المعنوية وبالأمن الفكري والاستقرار في المجتمع العربي وأدائه لرسالته، إضافة إلى أهمية التنسيق بين الأجهزة الأمنية العربية والجهات الإعلامية المختصة من أجل التزام الإعلام بقواعد النشر وتشريعاته، واستصدار مواد قانونية ولوائح وقرارات لازمة لملاحقة الوسائل الإعلامية المحرضة على الجريمة والفساد ونشر الإشاعات المغرضة، ومن المهم كذلك حث كليات الإعلام والكليات الأمنية في الدول العربية على إدراج مادة الإعلام الأمني في مقرراتها والاهتمام بالبحث العلمي حول الإعلام الأمني وقضاياه.

يذكر أن جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، استحدثت في عام 2006، دبلوما متخصصا ضمن قسم العلوم الاجتماعية بكلية الدراسات العليا، باسم دبلوم الإعلام الأمني، لتأهيل مختصين في مجال الإعلام الأمني والإسهام في التوعية الأمنية لخدمة المجتمعات العربية، ومواجهة الانحراف الفكري.