جدة: اندلاع حريق في محطة لتحويل الكهرباء يتسبب في انقطاع التيار عن 5 أحياء سكنية

الدفاع المدني لـ «الشرق الأوسط» : تمت السيطرة عليه بواسطة «الطفايات» اليدوية

TT

تعرض نحو 5 أحياء في مدينة جدة صباح أمس لانقطاع في التيار الكهربائي؛ منها حي الأمير فواز والمناطق المجاورة له، استمر قرابة الساعتين، وذلك إثر نشوب حريق في محطة تحويل الكهرباء الموجودة بحي الأمير فواز، سيطرت عليه فرق الدفاع المدني من دون أن يسفر عن وقوع إصابات بشرية.

وأوضح المهندس عبد المعين الشيخ رئيس القطاع الغربي للتوزيع وخدمات المشتركين في الشركة السعودية للكهرباء أن سبب الحريق حتى الآن تحت التحليل، غير أنه يرجح وجود قصر كهربائي ناتج عن تلامس أحد الأسلاك في المغذيات، من دون التوصل إلى سبب ذلك التلامس.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لن تتحمل الشركة السعودية للكهرباء تكلفة إصلاح المغذيات التي احترقت في ظل وجود لجنة من شركات التأمين لأنها مؤمّن عليها»، مشيرا إلى أن ذلك الحريق يعد من النوادر التي قد تحدث مرة واحدة كل عامين.

ولفت إلى وجود نظام للإطفاء وتجهيزات مختلفة في محطات الكهرباء كافة، غير أنه في بعض الأحيان تكون قوة الشرارة الكهربائية أكبر من تلك التجهيزات والإمكانيات، مؤكدا أن شهر رمضان الحالي لم يشهد أي انقطاعات رئيسية في التيار الكهربائي، ما عدا القليل من الانقطاعات البسيطة في شبكات التوزيع.

يأتي ذلك، في وقت أصدرت فيه الشركة السعودية للكهرباء بيانا رسميا أمس ذكرت فيه حدوث قصر كهربائي في أحد مغذيات الجهد المتوسط الذي يبلغ 13.8 كيلو فولت في محطة تحويل حي الأمير فواز بجدة ونشوب حريق في القواطع الكهربائية، الأمر الذي تسبب في تعطلها وانقطاع الكهرباء عن عدد من المشتركين في بعض الأحياء.

وأفادت الشركة بأنه تم فقدان 58 ميغاواط نتيجة لذلك الحريق الذي تم التعامل معه مباشرة من خلال نقل الأحمال، حيث تم البدء في إعادة الخدمة بعد نحو ساعتين من نشوب الحريق إلى نحو 95 في المائة من المشتركين المتأثرين بالانقطاع البالغ عددهم ما يقارب 10 آلاف مشترك.

وأشارت إلى أن الانقطاع طال جزءا من أحياء الأمير فواز والعدل والروابي والمتنزهات، إضافة إلى جزء من حي الجامعة، مبينة في الوقت نفسه أنه تمت مباشرة التعامل مع الحريق من قبل الدفاع المدني والسيطرة عليه وإخماده ومن ثم البدء في إعادة الخدمة للمشتركين المتأثرين، لا سيما أنه كان محدودا ولم يتسبب في حدوث أي إصابات.

من جهته، كشف لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول في الدفاع المدني عن مباشرة فرقة واحدة إخماد الحريق باستخدام طفايات الحريق اليدوية، وذلك نتيجة طبيعة المحطة ومحتوياتها التي لا تسمح باستخدام المياه أو الرغوة أو غيرها من المواد.

وأفاد العميد عبد الله الجداوي مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة بأنه تمت السيطرة على الحريق بواسطة البودرة الموجودة في الطفايات لوقت امتد قرابة 25 دقيقة، غير أن فرقة الدفاع المدني ظلت موجودة بعد إخماده تحسبا لأي طارئ، مؤكدا أن الحريق كان محدودا جدا ولم يستغرق أي جهد أو صعوبة في إخماده. وقال في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «لم تكمن المشكلة في الحريق نفسه، وإنما تمثلت في تبعاته بعد إخماده؛ المتضمنة انقطاعات التيار الكهربائي عن مجموعة من أحياء مدينة جدة»، مشيرا إلى أن حوادث محطات الكهرباء عادة ما تكون إجراءاتها معروفة باعتبار أن طبيعتها تسمح باستخدام الطفايات اليدوية فقط من دون أي مواد أخرى.

وبالعودة إلى رئيس القطاع الغربي للتوزيع وخدمات المشتركين في الشركة السعودية للكهرباء، فقد أبان أنه تم العمل على ما تبقى من أحمال المحطة المحترقة عن طريق تمديد كابلات مؤقتة لتوفير الكهرباء للمشتركين المتأثرين، وزاد: «لجأنا إلى التمديدات المؤقتة نظرا لأن العمل على نقل أحمال محطة بالكامل ليس بالأمر السهل، غير أننا عملنا على تمديد تلك الأحمال بالتوازي، وذلك بهدف إعادة قدرة المحطة إلى ما كانت عليه في السابق»، مشيرا إلى أن ساعات العمل امتدت حتى نحو سبع ساعات متواصلة.

وكان الدفاع المدني قد أخلى في وقت سابق مسؤوليته من نحو 60 في المائة من إجمالي الحوادث التي تمت مباشرتها في مدينة جدة خلال النصف الأول من شهر رمضان المبارك للعام الحالي، التي بلغ إجمالي عددها نحو 224 حادثة، من بينها 67 حادثة تماس كهربائي و64 أخرى متعلقة بحرائق نفايات ومخلفات.

وكشف لـ«الشرق الأوسط» آنذاك مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة، عن أن نحو 60 في المائة من الحوادث التي باشرتها فرق الدفاع المدني خلال النصف الأول من شهر رمضان المبارك للعام الحالي، ليس للدفاع المدني أي علاقة بها لكونها ناتجة عن أحمال كهربائية إضافية، إلى جانب أن البقية منها متعلقة بحرائق النفايات التي لا تدخل ضمن مسؤولية الدفاع المدني.