أمين منطقة الرياض: وعي المجتمع «ضمانة» التصدي لأي مخالفات شرعية في العيد

بن عياف في حوار مع «الشرق الأوسط»: ندعم توسيع نطاق احتفالات العيد في جميع مدن ومحافظات المنطقة

TT

سيطر الحديث عن الهم المسرحي، والمعارضة التي تجدها فعاليات عيد العاصمة، وغير ذلك من الملفات، على الحوار الذي أجرته «الشرق الأوسط» مع الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف، أمين منطقة الرياض، قبل ساعات من حلول عيد الفطر المبارك.

وكانت بعض العروض الاحتفالية والمواقع الخاصة بفعاليات عيد الرياض، تواجه بمعارضة شديدة من بعض المحتسبين.

ورد الأمير بن عياف على المعارضة التي تجدها احتفالات عيد الرياض، بتأكيده على أن وعي المجتمع هو الضمانة الحقيقية للتصدي لأي مخالفات شرعية أو سلوكية قد تحدث خلال فترة العروض، لافتا إلى أن هناك لجانا متخصصة تعمل تحت مظلة اللجنة العليا لاحتفالات الرياض بالعيد ترفع خططها وبرامجها إلى أمير منطقة الرياض، ومهمتها تقييم جميع البرامج والفعاليات.

وأوضح أمين منطقة الرياض أن الأنشطة والفعاليات التراثية ستلتقي مع البرامج الترفيهية والرياضية والعروض المسرحية، وغيرها من الأنشطة، في أكثر من 40 موقعا تغطي أحياء مدينة الرياض كافة.

وأشار بن عياف إلى استفادة الأمانة في احتفالاتها بالعيد من البنية التحتية الكبيرة بمدينة الرياض، من حدائق ومتنزهات وساحات ومراكز تاريخية وثقافية وتعليمية، بتنويع برامجها واستحداث أنشطة جديدة، مدللا على ذلك بقوله: «وليس أدل على ذلك من الفعاليات التي سوف تقام للشباب في الصالات الأولمبية الخضراء التي تستضيف احتفالات العيد لأول مرة».

ولمح الأمير إلى تكثيف الفعاليات هذا العام في المواقع المختارة، وزيادة الأنشطة التي تقدم في الصالات المغطاة والقاعات والخيام المجهزة والمكيفة، وأرجع السبب في ذلك إلى ارتفاع درجة الحرارة التي قد تحد من الإقبال على الفعاليات التي تقام في المواقع المفتوحة لتوفير خيارات متعددة أمام سكان مدينة الرياض وزوارها.

وإلى نص الحوار:

* قرابة 13 عاما مضت على انطلاق احتفالات مدينة الرياض بعيد الفطر، كيف وجدتم تلك المسيرة؟ وما تقييمكم لتفاعل المجتمع مع الفعاليات؟ وهل هناك نية لتوسيع نطاقها لتشمل المحافظات التابعة لمنطقة الرياض؟

- إن النمو الكبير في حجم الفعاليات والأنشطة وزيادة المواقع عاما بعد آخر يعطي مؤشرا على أهمية هذه الاحتفالات في التأسيس لصناعة الفرح في عاصمة المملكة، وقد تحولت فكرة صناعة الفرح في ذهن سمو أمير منطقة الرياض إلى واقع معيش ينعم به سكان الرياض وزوارها، ونحن سعداء بتفاعل كل فئات المجتمع مع الفعاليات والإقبال الكبير عليها، ولا شك أن تنفيذ مثل هذا البرنامج احتاج إلى تضافر جهود عدد من القطاعات الحكومية ومشاركة القطاع الخاص ليخرج بالصورة التي تليق بمدينة الرياض، لكن دعنا نسأل المواطنين والمقيمين والزوار عن حجم استفادتهم من فعاليات وبرامج الاحتفال بالعيد، لأنهم هم المعنيون بالفرحة التي نتطلع إلى صناعتها، ونحن حريصون على معرفة آراء سكان مدينة الرياض وزوارها في هذا الشأن، ونستفيد منها في وضع خطة الاحتفالات سنويا.

ولا شك أن أمانة منطقة الرياض تسعد حينما تكون احتفالات العيد قادرة على جذب واستقطاب الزوار من مختلف الشرائح العمرية ومن خارج المدينة، وحينما تكون عاملا مساعدا لتنمية السياحة الداخلية. أما فيما يتعلق بفكرة توسيع نطاق احتفالات العيد في محافظات ومدن المنطقة فنحن ندعم ذلك، ونشجع جميع المحافظات والمدن على تنفيذ برامج وفعاليات لإسعاد سكانها في العيد، ونتمنى تحقيق خطوات أكبر في هذا الاتجاه، وأبواب أمانة منطقة الرياض مفتوحة، سواء لتقديم الدعم لبرامج محافظات ومدن المنطقة، أو الاستفادة من تجربة الأمانة في هذا المضمار.

* مجالس الأحياء أصبحت تمثل نقلة نوعية في العمل التنموي الاجتماعي كجهة رسمية مسؤولة، كيف تزيدون من فاعليتها؟ وهل سيتم الاستفادة منها في احتفالات العيد مستقبلا؟

- أشرنا سلفا إلى حرصنا على الاستفادة من كل الآراء والمقترحات لتجديد برامج وفعاليات عيد الرياض، ومن ذلك رؤى وإسهامات مجالس الأحياء، وخاصة فيما يتعلق بخريطة المواقع التي تقام بها الاحتفالات، فبعض المواقع تناسب فعاليات بعينها ولا تناسب فعاليات أخرى، بحكم موقعها داخل الأحياء والطرق المؤدية إليها والكثافة السكانية فيها، ونتطلع إلى المزيد من مشاركة مجالس الأحياء في تقييم الفعاليات واقتراح أي أفكار جديدة، وكل هذه الأمور يتم الاستفادة منها عند وضع خطة الاحتفال بالعيد وغيره من المناسبات والفعاليات.

* تشهد احتفالات الرياض بالعيد بعض الأصوات المعترضة على بعض البرامج بحجة المخالفات الشرعية، فكيف تتعاملون مع تلك الأصوات؟ وهل لديكم هيئة شرعية تعرض عليها البرامج لإجازتها؟

- هناك لجان متخصصة تعمل تحت مظلة اللجنة العليا لاحتفالات الرياض بالعيد ترفع خططها وبرامجها إلى سمو أمير منطقة الرياض، ومهمتها تقييم جميع البرامج والفعاليات، وهناك تعاون مع جميع الجهات المعنية في هذا الشأن، حيث تتولى وزارة الثقافة والإعلام تقييم الأعمال المسرحية، وهناك تعاون مع الأجهزة الأمنية المختلفة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للتصدي لأي مخالفات في مواقع إقامة الفعاليات، وفي يقيني أن وعي المجتمع وتمسكه بتقاليده في مثل هذه المناسبة المباركة هو الضمانة الحقيقية للتصدي لأي مخالفات شرعية أو سلوكيات غير أخلاقية.

* يطالب البعض بزيادة عدد الأيام المخصصة للاحتفالات، نظرا إلى تعدد البرامج وعدم القدرة على حضور جانب كبير منها، فما إمكانية تحقيق ذلك؟

- عندما نتحدث عن أكثر من 40 موقعا تقام بها فعاليات متنوعة للرجال والنساء والشباب والأطفال فمن الطبيعي ألا تتاح متابعتها جميعا، حتى وإن تمت زيادة عدد الأيام يوما أو اثنين، وهذا العام عملنا على معالجة هذا الأمر قدر الإمكان، من خلال تكثيف الفعاليات في كل موقع، بحيث يتاح لزائر الموقع الواحد الاستمتاع بعدد كبير من الأنشطة المتنوعة، ومن ذلك استضافة الصالات الرياضية الخضراء لعدد من الفعاليات لأول مرة هذا العام، ومما يميز هذا الموقع قربه من مركز الملك فهد الثقافي الذي يشتمل على عدد من الأنشطة والفعاليات النسائية والخاصة بالأطفال، بحيث يجد جميع أفراد الأسرة فعاليات وأنشطة تلبي احتياجاتهم ورغباتهم، بالإضافة إلى ما تستتبعه زيادة الأيام من التكاليف المالية والبشرية.

* وماذا عن جهود الأمانة في التعريف بالفعاليات ومواقعها؟ وهل تم تخصيص قناة تلفزيونية لنقلها؟

- تتولى اللجنة الإعلامية لاحتفالات أمانة منطقة الرياض بالعيد مسؤولية التنسيق مع جميع وسائل الإعلام لتغطية الفعاليات، وإمدادها بجميع المعلومات المتعلقة بالأنشطة والفعاليات، إضافة إلى طباعة كميات كبيرة من المطبوعات والكتب التعريفية بالفعاليات والأنشطة المخصصة للعائلات والرجال والنساء والأطفال، ويتاح لجميع القنوات التلفزيونية إمكانية تغطية الاحتفالات بالتنسيق مع اللجنة.

* شهدت احتفالات الأعوام الماضية تزايد عدد العروض المسرحية، فماذا عنها هذا العام؟ وماذا عن المسرحيات النسائية؟ وهل هناك استعانة بعروض مسرحية من دول عربية؟

- النشاط المسرحي من الأنشطة التي تحظى بإقبال كبير في احتفالات عيد الرياض، وهذا العام هناك 18 عملا مسرحيا، منها 10 مسرحيات للرجال، وخمس للنساء، وثلاثة عروض للأطفال، ومنها عروض مسرحية لذوي الاحتياجات الخاصة، وبعض هذه الأعمال يشارك فيها فنانون خليجيون وبعض الفرق المسرحية الخليجية، ومن بعض الدول العربية.

* وما دور الأمانة في إيجاد عروض مسرحية طوال العام وعدم اقتصارها على احتفالات العيد؟

- احتفالات العيد أوجدت حالة كبيرة من التنافس بين الفرق المسرحية لتقديم أفضل ما لديها للجمهور، وهو الأمر الذي ساهم في تنشيط فن المسرح بشهادة المختصين، والأمانة تعمل على تقديم مزايا كثيرة لأصحاب الأعمال المتميزة في احتفالات العيد، تتمثل في عرضها على مدار العام، وفي هذا الإطار أقرت اللجنة التنفيذية اختيار أربعة عروض متميزة لعرضها بعد انتهاء الاحتفالات.

* برامج الأمانة موجهة للعائلات والنساء، فأين الشباب من برامج العيد؟

- نظرة سريعة على برنامج احتفالات الأمانة بعيد الفطر هذا العام تؤكد تخصيص نصيب وافر من الفعاليات للشباب في عدد كبير من المواقع، مثل استاد الأمير فيصل بن فهد وساحة متنزه شرق الرياض، وتشمل: سباقات السيارات والدراجات النارية والطيران بنظام التحكم عن بعد وعروض السيارات المعدلة، وكذلك فعاليات الصالات الرياضية الخضراء، والعروض المسرحية المخصصة للرجال التي يشارك فيها عدد كبير من الشباب.

* وماذا عن الجانب الاجتماعي والإنساني في احتفالات عيد الفطر الذي تولونه اهتماما كبيرا؟

- الفرحة شعور إنساني، وصناعتها لا بد أن تفيد كل إنسان في المجتمع، بمن في ذلك من حالت ظروفهم الصحية والاجتماعية دون مشاركتهم في الاحتفال بالعيد، مثل المرضى أو المعاقين ونزلاء دور رعاية الأيتام والرعاية الاجتماعية، ونحن حريصون على مشاركة كل هذه الفئات فرحة العيد من خلال برنامج لزيارتهم أينما كانوا، وإتاحة الفرصة لفئات منهم للمشاركة الفاعلة في البرامج والفعاليات، مثل ذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام، وهناك عدة أنشطة تحقق هذا الهدف.

* إلى أي مدى يمكن القول بأن أمانة الرياض كسبت الرهان في مضمار صناعة الفرح من خلال احتفالاتها بعيد الفطر؟

- نسعى دائما إلى توفير جميع العناصر التي تجعل برنامج الاحتفالات بالعيد قادرا على مواكبة تطلعات سكان مدينة الرياض وزوارها، ونحن نستلهم الإصرار على تطوير البرنامج وتنويعه وشموليته من توجيهات الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، وسمو نائبه، التي كان لها أكبر الأثر في تجاوز عدة تحديات، أهمها القدرة على التجديد في الفعاليات، وتصميم خريطة دقيقة لمواقع الاحتفالات في مدينة الرياض التي تتجاوز مساحتها 1000 كيلومتر مربع، وذلك بهدف رسم البسمة على وجوه الحضور كبارا وصغارا، رجالا ونساء.

* وما هي أبرز البرامج والفعاليات التي ستشهدها احتفالات مدينة الرياض لعام 1431هـ؟ وما الجديد فيها؟

- تتنوع برامج وفعاليات احتفالات أمانة منطقة الرياض بالعيد بهدف تلبية احتياجات جميع فئات المجتمع من الرجال والنساء والشباب والأطفال، وذلك على ضوء دراسة تجارب الأعوام الماضية، والاستفادة من استطلاع آراء زوار هذه الفعاليات، وفي هذا العام سوف تلتقي الأنشطة والفعاليات التراثية مع البرامج الترفيهية والرياضية والعروض المسرحية، وغيرها من الأنشطة التي تقام في أكثر من 40 موقعا تغطي أحياء مدينة الرياض كافة، كما تحفل الفعاليات بعدد كبير من البرامج الجديدة، إضافة إلى التوسع في بعض الفعاليات التي تحظى بإقبال جماهيري مثل المسابقات الرياضية والأنشطة الترفيهية والعروض المسرحية والفنون الشعبية.

وتستفيد الأمانة بتوجيهات الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، وسمو نائبه، في احتفالاتها بالعيد من البنية التحتية الكبيرة بمدينة الرياض، من حدائق ومتنزهات وساحات ومراكز تاريخية وثقافية وتعليمية، بتنويع برامجها واستحداث أنشطة جديدة، وليس أدل على ذلك من الفعاليات التي سوف تقام للشباب في الصالات الأولمبية الخضراء التي تستضيف احتفالات العيد لأول مرة. وقد ارتأينا تكثيف الفعاليات هذا العام في المواقع المختارة، وزيادة الأنشطة التي تقدم في الصالات المغطاة والقاعات والخيام المجهزة والمكيفة، نظرا إلى ارتفاع درجة الحرارة التي قد تحد من الإقبال على الفعاليات التي تقام في المواقع المفتوحة لتوفير خيارات متعددة أمام سكان مدينة الرياض وزوارها.