«الجريش» و«الأندومي» بدلا من الورود.. هدايا السعوديين للمرضى ومرافقيهم خلال العيد

كبار السن والمرضى يحتلون مساحة في برنامج زيارات الأسر السعودية لأقاربهم في المستشفيات

TT

استحوذ المرضى على مساحة كبيرة في برنامج زيارات الأسر السعودية، كما استحوذ كبار السن على الاهتمام ذاته، ووجدت الأسر في العيد فرصة للتعبير عن التعاطف والتكافل بين الأقارب إذ نظمت الأسر زيارات مجدولة للأقارب والمعارف الذين أجبرتهم ظروفهم الصحية على ملازمة الأسرّة البيضاء في المستشفيات الحكومية والخاصة أو ملازمة السرير الأبيض في منازلهم، كما نظمت الأسر رحلات إلى مستشفيات المدن والقرى القريبة من العاصمة التي استقبلت المرضى من أقاربهم ومعارفهم، مؤكدة بذلك أن المجتمع لا يزال ينعم بالتواد والتعاضد وأن الظروف والمشاغل مهما كان حجمها لا تمنع من مد جسور التواصل بين أبناء الأسرة الواحدة، وأن المناسبات الكبرى مثل العيد فرصة لمراجعة النفس ومحاسبتها، وهو ما أكدته كلمة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بمناسبة عيد الفطر المبارك وشددت على أن أيام العيد ومظاهره تأتي لينسج من خلالها المسلمون مساحات من التعاطف والتكافل.

وفي جولة لـ«الشرق الأوسط»، أمس، على عدد من المستشفيات في العاصمة السعودية، اتضح أن المرضى الذين لازموا الأسرّة في هذه المستشفيات كان لهم نصيب من اهتمامات الأسر، إذ حرص البعض على وضع زيارة مرضاهم في قائمة الأولويات؛ ففي مجمع الملك سعود الطبي الذي يعد أكبر مستشفيات المنطقة والمعروف خلال العقود الماضية بمستشفى الشميسي حضر (ع.س) من محافظة شقراء جنوب غرب الرياض برفقة أسرته وهو يحمل أقراصا من الأكلات الشعبية إلى جدته التي خضعت لعملية جراحية في المجمع قبل العيد وتقضي فترة نقاهة داخل المستشفى، وتحولت غرفة الجدة إلى فرائحية صغيرة بمناسبة نجاح العملية، وفي مدينة الملك فهد الطبية ازدحمت غرف المرضى بالزوار ضحى أمس وقد حرص الحضور على وضع هذه الزيارة في قائمة الأولويات وحملوا الهدايا التي خلت من الورود وهم ما اعتاده الكثيرون.

ويشير سالم. ح الذي حمل قدرين غلفهما بورق من القصدير وهو يهم بدخول مستشفى دلة بالرياض إلى أنه جاء إلى هنا لزيارة عمته التي خضعت قبل أيام لعملية جراحية وأنه يحمل في إحدى القدرين وجبتها المفضلة من الجريش التي أعدتها بعناية زوجته، أما الوجبة الثانية التي حملتها القدر الأخرى فهي لمرافقتها العاملة الإندونيسية التي لازمت العمة خلال رحلتها العلاجية وهي الأكلة المفضلة لدى الإندونيسيين (الأندومي) التي غزت موائد بعض الأسر وأصبح لها طلب لدى المنازل السعودية. أما نمي النمي، فقد قرر عدم حمل الورود إلى المرضى في المستشفيات وخصوصا إذا كان المريض من كبار السن واستبدل ذلك بالأكلات الشعبية والمشروبات الساخنة كالقهوة والشيح والكركدية (الغجر) التي يحرص على تناولها كبار السن، وذلك بعد الحصول على استشارة طبية وإذن من المشرفين الغذائيين في المستشفيات خوفا من أن تكون هذه المشروبات والوجبات في قائمة الممنوعات على المرضى، موردا في هذا الصدد قصة طريفة بعد أن زار قبل سنوات قريبا له منوما في أحد المستشفيات الخاصة يعاني كسورا مضاعفة جراء حادث مروري تعرض له، وقد حمل معه وجبة من المطازيز بالحلبة وحساء من الرشاد لاعتقاد البعض أنهما يسهمان في التعجيل بجبر الكسور، كما حمل معه للمريض ذاته باقة كبيرة من الورود ذات الألوان المتعددة ووضعها على طاولة مريضه وأوحى إلى أحد مرافقيه بمساعدته في تناول طبقي المطازيز وشوربة الرشاد، وعندما أنهى الزيارة وخرج من غرفة المريض لاحقه المرافق في ممرات المستشفى واستوقفه ليبلغه أن مريضه يريده فعاد إليه على عجل ليفاجأ بأن المريض يبلغه بضرورة أخذ الورود التي نسيها اعتقادا منه أنها ليست هدية تخصه وأنها عبارة عن خضراوات ورقية جلبها إلى بيته ونسيها عند المريض.

ودخلت الجهات الرسمية مع السكان في ما يتعلق بزيارة المرضى خلال العيد، إذ تم تنظيم زيارات للمرضى وتقديم الهدايا لهم ولم ينس منظمو احتفالات مدينة الرياض بعيد الفطر المرضى الذين يرقدون على الأسرّة البيضاء ممن حرمهم المرض متعة المشاركة مع أهلهم وإخوانهم وأقرانهم - فرحة العيد وزيارة مواقع الفعاليات المقامة بهذه المناسبة، حيث نظمت أمانة منطقة الرياض زيارات لعدد من المستشفيات بمشاركة نجوم المسرح والرياضة الذين سيقدمون للمرضى هدايا تعبيرا عن مشاركة أهل الرياض لهم ومعايدتهم.