مقاهي ومطاعم الجاليات في جدة تجمع المقيمين وتقلل مشقة الغربة

أنشأها مرتادوها وحولوها لطابع شعبي

TT

يستعد 14 حيا بجدة في كل موسم أعياد لاستقبال الجاليات المقيمة في السعودية بمظاهر العيد التي لا تختلف عن مظاهرها في بلدانهم كتقديم الحلويات والمشروبات التقليدية مع سماع الأغاني الشعبية أو الوطنية، التي تقلل من مشقة الغربة وبعد الأهل والأقارب.

فمع اليوم الأول من العيد يتجمع الآلاف من المقيمين بملابسهم التقليدية في تك الأحياء التي تميزت بمقاهٍ ومطاعم تقدم الوجبات الغذائية لجالياتها، وتقتصر التجمعات على فئة العزاب فقط، بينما تكون التجمعات الأسرية في أماكن الترفيه إلى جانب الأسر السعودية ككورنيش البحر الأحمر والحدائق.

وتميز هذه الأحياء مدينة جدة عن بقية مدن السعودية بوجود هذا الكم الكبير من العمالة بمختلف أنواعها، وتوفر أماكن فيها للتجمع، وهو ما جعل كثيرا من الكتاب يعتبر من قام بزيارة جدة كأنه زار دول العالم.

ويقدر سكان جدة بأكثر من 3.7 مليون، بينما يصل عدد الجنسيات حسب إحصاءات شرطة جدة إلى 170 جنسية تشكل الدول العربية والإسلامية نسبة 90 في المائة من مجموعها.

ففي منطقة بني مالك تقع مقاه ومطاعم مصرية تستعد بعد صلاة العيد لاستقبال المصريين. وتتميز تلك المقاهي المصرية بسحرها الخاص ونوعية المشروبات المقدمة التي قل وجودها في المقاهي العصرية مثل الينسون والقرفة والسحلب وبعض الوجبات كسمك البلطي، ودائما ما تجد تلك المقاهي مزدحمة بروادها من الحلاقين والطباخين والمقاولين ومديرين بشركات خاصة.

يقول محمد أمين، ويعمل مخرج إعلانات: «إجازة العيد أيامها بسيطة ومن الصعوبة شراء تذكرة لقضاء العيد في المنصورة على الرغم من اشتياقنا لأسرتي وأهل وبلدي، إلا أن قضاء يوم الجمعة في المقهى سواء في بني مالك أو حي الجامعة يقلل من هموم الغربة».

وشارك أمين الرأي زميله في الجلسة مصطفى الشافعي قائلا: «العيد من دون اجتماع الأهل والأصدقاء لا يصبح عيدا». وهذه المطاعم ميزها مرتادوها المصريون حتى تحولت إلى مطاعم ومقاه تشبه المقاهي الشعبية في القاهرة.

وفي حي عنيكش، لا شيء يميز أكثر من رائحة شاي الميرمية الخضراء الذي يفضله الأتراك مع الحلويات أو بعد الوجبات، وتشتهر المطاعم التركية بالمشويات بمختلف أنواعها حتى اكتسبت شهرة بين السعوديين والمقيمين العرب.

وأوضح محمد كوشك، نادل في أحد المطاعم التركية في عنيكش: «في الأيام العادية يكون المرتادون من جميع الجنسيات، بينما في أيام العيد لا تجد على الموائد سوى الأتراك فقط، حتى إن بعضهم يقوم بحجز مائدة منذ الأيام الأخيرة من رمضان»، وأضاف: «يتم تزويد المطعم بتلفزيونات في الجهات الرئيسية في المطعم ليتم عرض البرامج المباشرة لنقل أجواء العيد في تركيا التي تكون عادة مصحوبة بالأغاني التركية».

ولا يختلف الأمر عند اليمنيين في النزلة وحي القريات، وعند السودانيين في حي المكرونة والبنقالة في النزهة، والباكستانيين في حي الجامعة، والهنود في العزيزية، والمغاربة في فلسطين، والتشاديين في الكندرة حيث يقع السوق الأفريقي الذي يخيل لزائره أنه قام بزيارة دولة أفريقية لمحافظة الباعة من التشاديين على ملابسهم التقليدية التي تكون عادة من الألوان الفاتحة وتقديمهم الطبخ والشواء للزبائن في الشوارع بطرق غير نظامية.

بينما توجد أحياء اكتسبت أسماء بناء على وجود تلك الجاليات كحي البوادي الذي أصبح يعرف بحي الجاوية نسبة لتمركز الجالية الإندونيسية، وحي البخارية نسبة لوجود الجالية الأفغانية، والبرماوية في حي الكيلو 14 الذي أصبح يعرف بحي البرماوية.