مكة المكرمة: اتهامات بعشوائية الدفن في مقبرة «الشرائع».. والأمانة ترد بـ«تفاصيل وتنظيمات»

الأمانة لـ«الشرق الأوسط»: ننتهج نظاما رقميا مزودا بكاميرات مراقبة

TT

دافع عبد الله عقيل، مدير إدارة تجهيز الموتى بأمانة العاصمة المقدسة لـ«الشرق الأوسط» عن الآلية التي تعتمدها إدارته في عملية تجهيز الموتى بحجة أنها أصبحت عملية تتم بشكل رقمي ولا تحتمل أي ذرة خطأ، وتسير حسب ما هو مخطط لها، وزاد بالقول «نتحدى كل من يقول إن عمليات الدفن تأخذ طابعا عشوائيا، وكل قبر في مقابر الشرائع يحمل رقما، وبالإمكان التأكد من ذلك عن طريق إدراج اسم المتوفى فقط، وسيظهر بشكل أوتوماتيكي رقم القبر الذي ووري فيه الثرى».

وهنا علق مواطنون بالقول بأن مقبرة الشرائع يعاب عليها العشوائية في تنظيم دفن المتوفين، وأنها لا تتبع إجراءات صارمة بل تتم الأمور «خبط عشواء»، على حد امتعاضهم الذي أبدوه لـ«الشرق الأوسط» متحدثين عن أن مقبرة الشرائع لا تقوم بعملية الدفن بشكل تتابعي ومنظم بل تدفن حسب ما هو متوفر وبتخط لكثير من المقابر، ناهيك عن عدم وجود ممرات ينتقل الناس منها، وأنهم يضطرون قصرا لتخطي مقابر وانتهاك حرمتها نحو الوصول إلى مقابر داخلية لدفن ذويهم.

وأوضح عمر عيظة الزهراني في حديث لـ«الشرق الأوسط»، «أن خدمات المقبرة والجهد المبذول فيها جيد ولا ننكره، لكن المشكلة تكمن في عدم تنظيم عملية الدفن بحيث تكون أكثر تنظيما حتى لا يمر الناس فوق القبور التي دفن بها أشخاص، واحتراما للموتى».

ويضيف «الأمر ليس فقط للانتقاد، لكننا ندرك أن العمل تكاملي بحت، لذلك ندعو الأمانة إلى تنظيم الدفن بحيث يتم في القبور بشكل أكثر تنظيما».

وبالعودة إلى مدير إدارة تجهيز الموتى بمكة، اعتبر «أنه بالإضافة لتمكننا من الحصول على رقم القبر، فإن إدارة تجهيز الموتى لديها رصد لتواريخ الدفن ضمن تسجيلات رقمية منتظمة تهدف للحصول على دقة معلوماتية في جميع الإجراءات المتخذة»، وقال كذلك «إن من يتحدث عن عشوائية الدفن، لا يعي جيدا أننا نقوم بترقيم القبور، والعملية الرقمية تتعارض مع العشوائية حسب ما هو متعارف عليه، وأقوم بشكل شخصي بإدخال البيانات والمعلومات منذ أكثر من 11 عاما، ناهيك عن قيامنا في أمانة العاصمة المقدسة بتسجيل أسماء المتوفين تحت أيقونة (البقاء لله) على موقع الأمانة الإلكتروني، حتى يتمكن جميع العالم الإسلامي من معرفة المفقودين من ذويهم».

وأبان عبد الله عقيل، أن آخر إحصائية وقعت بين يديه هي وفاة أكثر من 500 شخص منذ الحادي عشر من أغسطس (آب)، وحتى الرابع من سبتمبر (أيلول) تشمل السعوديين والإخوة المسلمين، في 160 مقبرة تضمها جنبات العاصمة المقدسة، وموزعة في كل الأرجاء، مبينا أن المستخدم منها مقبرة الشرائع والمعلاة، وبحرة، ومقبرة العدل، ونستخدم مقبرة المعلاة كـ«شق»، والشرائع كـ«لحد وشق»، وينقل الرفات في نفس القبر ويتم فتحه بعد خمس سنوات بعد أن نقوم بتنظيف القبر وتهذيبه برمل جديد ونقوم بعدها بوضع شخص آخر، ويخطئ القول من يتحدث عن أن الرفات يتم نقله بعد 6 أشهر.

وأشار كذلك إلى أن أي شكوى تذهب إلى أنه يتم نقل وتكسير الرفات خارج المعلاة هي شكوى باطلة لا أساس لها من الصحة، وحول رده على مسألة قيام المواطنين والمقيمين بتخطي القبور نحو الوصول إلى مقابر ذويهم، رد بأن إداراته جهزت ممرات بين القبور باستطاعة الناس العبور من خلالها، وأنه غير مسؤول عن التصرفات اللاأخلاقية - على حد تعبيره - من قبل بعض الأشخاص الذين لا يلتزمون بالأمور الإرشادية التي وضعتها أمانة العاصمة المقدسة، مبديا استياءه جراء بعض التصرفات التي يقوم بها بعض الناس كصب المياه على القبور وما إلى ذلك.

واختتم مدير إدارة تجهيز الموتى بأن أمانة العاصمة المقدسة استحدثت سيارات «الغولف» لنقل المتوفين بدل أن يتم حملهم لمسافات طويلة، وأن مقبرة الشرائع مزودة بكاميرات مراقبة على مدار الثانية، كل هذه الإجراءات والأنظمة نبتغي بها الأجر من الخالق سبحانه من قبل ومن بعد.