جدة: إطلاق أول أكاديمية متخصصة لـ«كرة السلة» لدعم الموهوبين وتوجههم لـ«العالمية»

مدير الأكاديمية لـ«الشرق الأوسط»: عمدنا لمساعدة الأطفال والشباب للابتعاد عن بعض العادات الخاطئة التي تؤثر على شخصياتهم

بعدما انتشرت شعبية كرة السلة الاميركية انشئت في جدة اول اكاديمية لتعليم هذه الرياضة على اسس سليمة («الشرق الأوسط»)
TT

أطلق مجموعة من المدربين المحترفين أول أكاديمية رياضية متخصصة لتعليم كرة السلة الأميركية، بعد أن لاحظوا مدى شعبية هذه الرياضة أثناء تجولهم بين الأوساط الشبابية بمدينة جدة، بهدف دعمهم وتوفير البيئة الصحية لهم.

وأوضح الدكتور مجادي عبد الله، مدير الأكاديمية الرياضية، لـ«الشرق الأوسط»، أنه بعد ما لاحظ هو وأصدقاؤه شعبية كرة السلة الأميركية من خلال لعب البعض لها وارتداء قمصان مشاهيرها ورغبتهم القوية في تعلمها، بالإضافة إلى ممارستهم لها بطريقة غير صحيحة دون علم بقواعدها في بيئة غير آمنة - قررنا العمل على إنشاء هذه الأكاديمية غير الربحية.

وذكر: «ليس ذلك بهدف تعليمهم الطريقة الصحيحة للعب أو حتى توفير بيئة صحية وإيجابية فحسب، بل عمدنا إلى مساعدة بعض الأطفال والشباب للابتعاد عن العادات والممارسات الخاطئة التي من شأنها أن تؤثر عليهم، إلى جانب تطوير شخصياتهم وتنمية بعض الجوانب لديهم، مثل المسؤولية والتعاون والانضباط وفهم معنى العمل الجاد، ومساعدتهم في تحديد أولوياتهم وجعل الرياضة بشكل عام جزءا من عادتهم وحياتهم اليومية».

صالح إدريس، من هاوٍ بالدرجة الأولى إلى مدرب محترف، والذي أخذ يتحدث عن تاريخ كرة السلة السعودية وكأنه مؤرخ رياضي يروى قصته قائلا: «لم تكن كرة السلة لي مجرد لعبة أقضي من خلالها على وقت فراغي فحسب، فقد كانت معشوقتي التي يتجدد عشقي لها مع كل مرة ألعبها وأصيب بإصابات جراء ممارستي لها».

وأضاف: «عرفتها منذ أربعة عشر عاما، حيث لم يكن لدينا ملاذ سوى الحواري والحدائق العامة في أفضل الأحوال لنتدرب ونطور من مهارتنا، فلم يكن هناك دوريات ولا بطولات تقام ولم يكن هناك نادٍ نمثله، وكان مجهود الواحد منا فرديا وقد لا يذكر لتكوين فريق قائم بذاته».

ويكمل حديثه: «لم يكن تكوين فريق بالأمر السهل لخوض مباراة، فقد تضطر إلى تدريب أحد زملائك أو أصدقائك ممن ترى لديهم مهارات في نقاط معينة حتى يخوضوا معك المباراة، فلم يكن الدعم المقدم لكرة السلة قديما مثل ما كان وما هو مقدم لكرة القدم، فالثانية تعتبر أساس الرياضات في السعودية، نظرا لشعبيتها ودعم الأهل والمدرسة والنوادي الرياضية لها».

«أمان ميلو» - كما فضل تسمية نفسه، تيمنا بالطريقة التي يطلقها المشاهير على أنفسهم، والذي بدأ حديثه يقول: «كنت ألعب كرة السلة منذ سنوات طويلة في الشارع، حيث كنت أتدرب مع رفاقي وما زلت أتذكر ذلك التجمهر حولنا ومدى حماسة المتفرجين وتشجيعهم لنا، ولطالما حلمت مثل ما حلم أي هاوٍ لكرة السلة أن يلتحق بأي فريق يمثله، ولكن سرعان ما كنا نفترق بسبب خلافات بين المؤسسين». ويتابع: «الآن، أصبح الوضع مختلفا تماما، وبعد انضمامنا إلى فريق أول أكاديمية بجدة لكرة السلة، التي تبنتنا ووجهتنا للطريقة الصحيحة والأسلوب السليم لممارسة كرة السلة - أصبحت الأمور أفضل، فلدينا برامج وخطط نسير عليها، والأهم من ذلك نحن نتلقى تدريبنا على أيدي مدربين أميركان ممن مارسوها في أحد أعرق الجامعات لديهم، أي إننا أصبحنا نتعلم سر اللعبة من صانعيها، فكان هذا دافعا رئيسا لي لأطمح إلى العالمية».

وبالعودة إلى المدرب صالح إدريس الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن مدينة جدة تعتبر الأفضل والأساس في التمويل بلاعبين كرة السلة في المملكة، وأن معظم لاعبين كرة السلة يعرف بعضهم بعضا، نظرا لقلة الملاعب التي تقام بها المباريات والتي تضطرهم إلى مقابلة بعضهم بعضا أو منازلتهم لبعض في إحدى الدوريات.

وقد أشاد من جانبه بدور الأكاديميات قائلا: «إن التدريبات التي يتلقاها اللاعب في الأكاديميات أو النوادي هي التي من شأنها أن تصقل موهبته وتطور من أدائه وتدعم موقفه وتزيد من قوته وترفع قيمته، مستشهدا بأن بعض مشاهير كرة السلة يبلغ قيمة عقده 60 مليون في السنة، ليس لما حققه فحسب، ولكن لأنه يستطيع أن يحافظ على مستوى أدائه بالتدريبات»، مؤكدا أن عدد اللاعبين المحترفين على أعلى تقدير هو 200 شخص، 50 لاعب منهم فقط هم من في القمة.

وبالحديث عن مدى شعبية رياضة كرة السلة، كونها رياضة جديدة نوعا ما على مجتمعنا، قال الدكتور مجادي لـ«الشرق الأوسط»: «إن اللاعبين لدينا هم من السعوديين، بالإضافة إلى تشكيلة جيدة من جنسيات مختلفة تتراوح أعمارهم من ثمانية إلى عشرين عاما ممن يملكون مهارة عالية أو يريدون تطوير مهارتهم أو تعلم رياضة جديدة كانوا قد سمعوا عنها».

وفي السياق ذاته، أكد الكابتن مجادي أنه مع القليل من الوقت والتدريب، سوف يستطيع اللاعبون تمثيل فرق وطنية أو الالتحاق بأحد الأندية الرياضية، حيث يتراوح أعداد اللاعبين المنتظمين لديهم بشكل دائم ما بين 25 إلى 30 متدربا. وخطتنا كانت هي أن نصل إلى 50 لاعبا محترفا وإلى مثل هذا الرقم من السيدات».

وتابع حديثه: «خضنا ثلاث بطولات على مستوى جدة وانتصرنا فيها. وفوز ثلاثة من اللاعبين بجائزة أفضل لاعبين أحد المؤشرات الإيجابية التى لاحت في سماء أكاديميتنا وكانت دافعا للكثير من المتدربين لدينا أن يطمحوا إلى العالمية».