وزارة الصحة تغلق ملف لقاحات «إنفلونزا الخنازير» بإعادة الكميات غير المستخدمة

الانتهاء من الخطة الاستراتيجية للوزارة لعشر سنوات مقبلة

TT

أغلقت وزارة الصحة السعودية ملف إنفلونزا الخنازير تماما بعد أن أنهت مؤخرا سلسلة مفاوضات طويلة مع الشركات المصنعة للقاح إنفلونزا الخنازير (H1N1)، حيث أعلن وزير الصحة السعودي، الدكتور عبد الله الربيعة، عن أن نستبدل بكل لقاحات إنفلونزا الخنازير المتبقية أدوية ولقاحات أخرى، دون أي تكاليف إضافية، الأمر الذي اعتبره إنجازا كبيرا حققته الوزارة وتباهي به بين وزارات الصحة على مستوى العالم.

وكانت وزارة الصحة السعودية قد أعلنت وصول إنفلونزا الخنازير إلى السعودية في الثالث من يونيو (حزيران) من العام الماضي (2009)، وتم تسجيل أول إصابة في العاصمة الرياض، حيث تم رصد المرض لدى ممرضة فلبينية تعمل في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، بعد أن عادت من إجازتها التي قضتها في بلدها، الفلبين.

وما إن أعلنت وزارة الصحة السعودية عن توفير اللقاح المضاد لفيروس الخنازير في 428 مركزا صحيا متوزعة في 20 منطقة إدارية ومحافظة في السعودية، حتى دوت الشائعات حول التأثيرات السلبية للقاح إنفلونزا الخنازير ضمن الشائعات التي انتشرت عالميا، إلا أن وزير الصحة السعودي نفى كل ما ذكر حول ذلك، وأكد أن السعودية من الدول القليلة التي أنشأت لجنة علمية للتأكد من مأمونية اللقاح، ويشارك فيها 17 خبيرا من ذوي الاختصاص، وذكر أن الوزارة لن تشرع في إعطاء اللقاح إلا بعد إجازته من اللجان العلمية، سواء في شمال أميركا أو أوروبا.

وفي الوقت الذي كانت «فوبيا إنفلونزا الخنازير» تدخل البيوت السعودية، سارع مواطنو السعودية ومقيموها إلى شراء الكمامات الطبية والمعقمات اليدوية السائلة، ورُصدت عمليات بيع نحو 350 ألف كمامة طبية، و8 آلاف سائل تعقيم من نوع واحد، خلال شهر واحد فقط في مدينة جدة وحدها.

وكانت أول حالة رصد للمرض على مستوى العالم في فبراير (شباط) 2009 في المكسيك، حيث عانى عدة أشخاص من مرض تنفسي حاد غير معروف المنشأ، قبل أن يؤدي المرض إلى وفاة طفل في الرابعة من عمره، فأصبح أول حالة وفاة بإنفلونزا الخنازير عالميا، وسرعان ما انتشر المرض بصورة عالية جدا، حتى صنفته منظمة الصحة العالمية في المستوى الخامس من تصنيف الأمراض المعدية، وكانت منظمات صحية عالمية قدّرت عدد الحالات المصابة بالمرض على مستوى العالم بـ1634281 حالة، توفي على أثرها 19660 شخصا (1.19 في المائة)، وكان نصيب السعودية من الحالات منذ دخول المرض، وفقا للإحصائيات المسجلة في آخر يناير (كانون الثاني) من العام الحالي، ما يقارب 14500 حالة إصابة، توفي منها 128 شخصا، أي ما يعادل 0.88 في المائة، حيث يعتبر معدل الوفيات أقل من معدل الوفيات العالمي.

وبعد أن هدأت موجة الإصابات على مستوى العالم وخفت نجم الفيروس، بعد أن كان حديث مجالس العامة والخاصة، أعلنت منظمة الصحة العالمية رسميا في العاشر من أغسطس (آب) الماضي أن وباء إنفلونزا الخنازير H1N1 انتهى، وأن تفشيه في العالم كان أقل كثيرا مما كان يخشى قبل عام.

من ناحية أخرى، أوضح الدكتور الربيعة أنه تم الانتهاء من الخطة الاستراتيجية للوزارة، التي تمثل الاستمرارية للخطة التي أقرها مجلس الوزراء، وتتماشى مع المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة ومجلس الخدمات الصحية.

ووصف الوزير السعودي الخطة الاستراتيجية للوزارة بأنها متكاملة على مدى عشر سنوات، وتسعى إلى تحقيق العدالة في توزيع الخدمات الصحية وإيجاد مؤشرات علمية منهجية لتقديم الخدمة وسهولة وصولها، وتقليل حالات نقل المرضى بين مناطق المملكة، وتعمل على الموازنة بين كل القطاعات الصحية المختلفة ومشاركة القطاع الخاص، مشيرا إلى أنها تحتاج إلى اعتمادات مالية، وهي في طريقها لذلك.

وكشف الربيعة عن التعامل مع 3450 حالة إخلاء داخلي من المستشفيات الطرفية إلى المستشفيات المرجعية، عبر الرقم الموحد للطوارئ، وذلك بمعدل 12 حالة يوميا، وإحالة 19 حالة إخلاء خارجي من خارج المملكة إلى المستشفيات المرجعية، والإشراف على شحن 25 طنا من الأدوية لتجهيز المستشفيين الميدانيين بباكستان وتزويدهما بالكوادر الطبية اللازمة.

وأشار الدكتور الربيعة إلى أن برنامج الرعاية الصحية المنزلية استفاد منه نحو 4 آلاف مريض منذ تأسيسه وحتى الآن، وبلغ عدد عمليات جراحة اليوم الواحد 21 ألف عملية، بما يعني توفير 42450 يوم تنويم خلال سبعة أشهر، وبما يوازي إضافة 200 سرير لمدة سنة.

وكشف وزير الصحة عن زيادة في نسبة المستشفيات التي تقوم بعمليات اليوم الواحد إلى 93 في المائة في مستشفيات 200 سرير فما فوق، و80 في المائة في مستشفيات 100 سرير، مشيرا إلى أنه تم رفع معدل دوران السرير من 4 دورات لكل مريض في الشهر إلى 6 دورات في الشهر، أي بمعدل 4000 دورة مضافة خلال ستة أشهر على مستوى المستشفيات التابعة لوزارة الصحة. وذكر الدكتور الربيعة استقبال برنامج علاقات المرضى لـ1300 حالة، أي ما يقارب 19 حالة أسبوعيا، إلى جانب معالجة نحو 450 شكوى وردت عبر موقع وزارة الصحة، ومتابعة وحل ما ينشر بالوسائل الإعلامية، التي بلغت نحو 600 شكوى إعلامية.

وأشار الوزير إلى توفير مبالغ وأسعار تنافسية للأدوية لما كانت عليه في السابق، وذلك بعد دخول الوزارة في مجال استيراد الأدوية من الخارج مباشرة. وأوضح الدكتور الربيعة أنه تم الانتهاء من مشروع حوسبة 150 مركز رعاية صحية أولية في أنحاء المملكة، وتجهيز البنية التحتية، وتشغيل نظم المعلومات الصحية في 28 مستشفى من أصل 30 مستشفى، والانتهاء من المشروع التجريبي لنظام إدارة الأسرة الإلكتروني، حيث تم ربط 30 مستشفى، والبدء في تعميمه على بقية مستشفيات الوزارة. وكشف وزير الصحة السعودي عن تقديم خدمات الرعاية الطبية لما يقارب من 11500 حالة طوارئ لضيوف بيت الله الحرام، خلال شهر رمضان الماضي عبر مستشفى «أجياد» و10 مراكز طوارئ، نصفها كان داخل الحرم المكي.