نجران: جهات رسمية تربط تأخر أعمال الإنقاذ والطوارئ بعدم تسمية الشوارع

السكان أكدوا وجود أسماء لأحياء وشوارع قديمة صعبة أو لها معانٍ غير لائقة

أسماء قديمة لأحياء جديدة بنجران
TT

أدى عدم وجود أسماء لبعض شوارع نجران الرئيسية والفرعية إلى عرقلة أعمال الطوارئ التي تقوم بها بعض الجهات كالهلال الأحمر وغيرها من الجهات العاملة في مجال الطوارئ.

ويأتي ذلك في وقت دعت فيه جهات رسمية وأفراد أمانة نجران إلى التوسع في تسمية الشوارع الرئيسية والفرعية في المدينة، وذلك لتسهيل التوصل إليها وتحديدها بشكل سريع، معتبرين أن عدم وجود أسماء لها وبقاءها مجهولة أمر خاطئ.

وأوضح حمد قحاط مدير عام الإدارة العامة لهيئة الهلال الأحمر السعودي في نجران في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «نعاني من عدم وضوح العناوين خلال مباشرتنا الحوادث بشكل يومي، مما يؤدي إلى تأخرنا في الوصول إلى الموقع، علما بأن كل دقيقة مهمة لإنقاذ حياة إنسان».

وبيّن قحاط أنه «يتم وصف العنوان للمسعفين بطريقة بدائية حتى نصل إلى الموقع المحدد لعدم وجود أسماء للشوارع في أحياء القطاع الجنوبي للمنطقة». وأكد حمد قحاط أن «الأمانة زودتنا بخريطة للمنطقة على CD يوضح فيها أغلب الشوارع الرئيسية والمعالم ليتم إدراجها في النظام الجديد الذي يحدد عنوان المتصل على شاشة العمليات، بالإضافة إلى أنه سيتم تزويد سيارات الإسعاف بكاميرات مراقبة وجهاز يحدد موقعها بالضبط».

في حين اعتبر سكان نجران ومواطنوها أن عدم وجود أسماء للشوارع يصعب عليهم معرفة المواقع في تلك المدينة المترامية الأطراف، إذ يقول المواطن مسفر بن مانع نتاش، أحد سكان نجران: «إن الشوارع في الأحياء الجنوبية لا تحمل أسماء، ومن الصعب حاليا الوصول إلى منزل معين».

في حين ينحو أحمد بن هادي آل مريح إلى اتجاه آخر، منتقدا بعض أسماء الشوارع ويقول: «إن بعض أسماء الأحياء قديمة ولها معانٍ غير لائقة يجب تغييرها»، مؤكدا أنها ستنال الرضا من السكان وسيعتادون عليها.

إلى ذلك، أكد مسؤول في الدفاع المدني بنجران لـ«الشرق الأوسط» أن تسمية الشوارع لا تشكل لهم عائقا في الوصول إلى الحوادث، مشيرا إلى أن العائق الوحيد لهم هو ضيق بعض الشوارع التي تمنع دخول الآليات والمعدات، مطالبا فقط بتوسعة تلك الشوارع.

وأوضح الملازم أول محمد بن مستور آل مريط نائب الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة نجران، أن «تسمية الشوارع والأحياء لا تشكل عائقا أمام رجال الدفاع المدني لأن أغلب أحياء المنطقة معروفة بأسمائها القديمة (كحيّ أبا السعود والموفجة والفيصلية والعريسة وزور وادعة والحضن والقابل والصفا وصاغر وعكام)، وكذلك الطرق الرئيسية (كطريق الملك عبد العزيز وطريق الملك عبد الله وطريق الأمير سلطان وطريق الأمير نايف)، وهي معروفة المعالم».

وأضاف: «لكن ما يشكل عائقا للدفاع المدني هو ضيق بعض الشوارع بحيث تعيق دخول الآليات إلى بعض المواقع أو وجود بعض الطرق غير مسفلتة أو مردومة، مما يؤدي إلى تعلق سيارات الدفاع المدني بالرمال، خصوصا المزارع الواقعة على وادي نجران، حيث تم تشكيل لجان لتوسعة بعض تلك الشوارع، وتم مخاطبة الجهات المعنية (الأمانة) في سفلتة بعض الشوارع الرملية».

وقد علق المهندس سعد بن فايز الشهري، أمين منطقة نجران، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، بأنه «يتم اختيار أسماء الشوارع والأحياء من قبل لجنة مشكلة من عدد من الإدارات الحكومية بالمنطقة»، إلا أنه لم يوضح إلى أين وصلت نسبة إنجاز مشروع تسمية وترقيم الشوارع والأحياء والميادين والمساكن والعقارات.

وفي ذات السياق أكد زيد بن شويل رئيس المجلس البلدي في نجران، الذي استقال مؤخرا، أن «تسمية الشوارع محكومة بضوابط محددة ولها مشروع معتمد تم استكمال بعضه وجارٍ استكمال الباقي، وهنالك لجنة مسؤولة عن التسمية»، مشيرا إلى أن حركة التطوير ليست في شيء من الأسماء والأرقام المميزة، ولكنها تتحقق بالإنتاج والثقافة والعلم والعمل والحرص على بناء مستقبل مشرق.